اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


- تشييع رئيسي ورفاقه كان ثالث أكبر جنازة بتاريخ البشرية... وهذه رسالة للعدو

- إذا أصرّ نتانياهو على الحرب فهو يأخد هذا الكيان الى الكارثة والمقاومة الى النصر المؤزر

- الاعتراف الذي يكبُر بدولة فلسطينية من نتائج طوفان الأقصى



عبّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السيد نصر الله عن الألم والحزن لسقوط مروحية الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي  ووزير خارجية ايران أمير عبد اللهيان ورفاقهما ، مؤكداً "أنّها حادثة مؤلمة ومحزنة لداخل إيران وخارجها"، ومؤكداً أنّ الشهداء "وقفوا معنا دائماً، ولم يتخلوا عنّا في يوم من الأيام. ونحن لم نرَ من رئيسي وعبد اللهيان إلاّ كل الخير والعون والسند والحب والاحتضان، ونشكرهما على ذلك كثيراً".

وشدد على  "أنّ الرئيس الإيراني الشهيد إبراهيم رئيسي، كان لديه إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركاتها، وعداء شديد للاحتلال الإسرائيلي، والتزام كبير بدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة". وشدّد "على أنّ الرئيس الشهيد كان عالماً ومتواضعاً وشجاعاً جداً في مواجهة المنافقين والأعداء، ومؤمناً بالمقاومة ومشروعها، وخادماً لبلده إيران".

ولدى حديثه عن أمير عبد اللهيان، أكد "أنّ الوزير الشهيد كان شديد الحب لفلسطين ولبنان وكل حركات المقاومة ومؤمناً بها"، وشدّد على أنّ إيران "هي السند الأقوى للمقاومة"، معتبراً "أنّ من ينتظر أن تتخلى إيران عن فلسطين والمقاومة واهم جداً".

أما في ما يتعلق بالحرب على غزة، فأكد السيد نصر الله "ان إصرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاستمرار في عدوانه يعني أنّ "إسرائيل سوف تذهب إلى الهاوية والكارثة"، مشدّداً على أنّ الاحتلال "لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه".

وعن جبهة جنوبي لبنان المساندة لغزة، أكد "أنّ المقاومة درست كل الفرضيات والسيناريوهات التي يمكن أن يلجأ إليها الاحتلال ضدّ لبنان".

وتوجّه السيد نصر الله إلى الاحتلال قائلاً: "فاجأتكم غزة المحاصرة في 7 أكتوبر، وفاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 أكتوبر بفتح الجبهة، وفاجأكم اليمن بدخوله المعركة بهذه القوة والصلابة والشجاعة، وفاجأكم العراق، وفاجأتكم إيران بصواريخها مسيّراتها ووعدها الصادق". وتابع متوجهاً إلى نتنياهو: "يجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت".

وأكد السيد نصر الله "أنّ اعتراف عدد من  الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية يمثّل خسارةً كبيرةً للاحتلال، ويُعدُّ من أهم ما يعانيه المسؤولون الإسرائيليون". وشدّد على أنّ "طوفان الأقصى استنهض المشاعر الإنسانية في كل العالم". وتوجه بالشكر إلى الأساتذة والطلاب في كل أنحاء العالم، الذين تظاهروا دعماً للشعب الفلسطيني، مؤكدا أنّ هذه التظاهرات "تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم".


استهل السيد نصرالله خطابه في الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله تكريماً للشهداء رئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما، في مجمع سيد الشهداء - الضاحية الجنوبية لبيروت، قائلا: "أننا في أيام عيد المقاومة والتحرير وحصلت هذه الحادثة الأليمة، وبالتالي دخلنا في أجواء الحزن والفقد، وقررنا ألا نقيم احتفالات كما كانت تجري العادة لأن طابعها هو طابع الفرح ونحن في أيام مصاب وحزن"، مضيفا "سنكتفي بالكلمات والحديث عن تضحيات المقاومة وشعبها اليوم وغدًا وفي الأيام القليلة المقبلة، وأكتفي اليوم بأن أبارك لكم جميعًا ولكل الشعب اللبناني ولكل الأحرار في المنطقة والعالم بعيد المقاومة والتحرير".

كما تقدّم بالتعزية برحيل العلامة المحقق الشيخ علي كوراني، مشيرًا إلى أنه كان له دور في بدايات تأسيس حزب الله"، ومجدّدًا "تقديم العزاء بهؤلاء الأعزاء الذين استشهدوا في حادثة الطائرة في إيران".

التواضع والشجاعة

من صفات رئيسي وعبداللهيان

واكد السيد نصرالله " أن الشهيد رئيسي اكتسب الصفة التي سمعناها خلال الأيام الماضية "خادم الرضا"، لأن مسؤولية إدارة العتبة الرضوية هي مسؤولية كبيرة وضخمة، لأن الأوقاف التابعة للعتبة من أكبر الأوقاف في العالم، وعندما تولّى الشهيد رئيسي مسؤولية العتبة الرضوية أحدث تحولًا كبيرًا في الإدارة وفي تطوير العتبة والخدمات الجليلة التي استفاد من خدماتها المحرومين والفقراء".

ولفت إلى أن "الشهيد السيد رئيسي هو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها"، وأن "رئيسي هو الخدوم لبلده، حيث لم يكن لديه عطلة وهو المطيع لقائده".

كما نوّه السيد نصرالله بأنه "منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 تعرّضت إيران للحصار الاقتصادي والعقوبات، والتي تتزايد يوما بعد يوم والحرب المفروضة الكونية والاغتيالات الداخلية"، معتبرا أنه "عندما يتحمّل أي رئيس جمهورية في إيران المسؤولية سيجد أمامه ملفات كبيرة جدا، من بينها الملفات الاقتصادية والمعيشية والعملة الصعبة والغلاء والسياسة الخارجية، وهذه من نتائج العقوبات والحصار".

وأشار إلى أنه "في حكومة رئيسي تم تقديم مليون و785 ألف قطعة أرض لبناء منازل للعائلات المحتاجة، وازداد انتاج النفط فوصل إلى 3 مليون برميل و500 ألف، وتم تبنّي قرار إعطاء الماء والكهرباء للعائلات الفقيرة مجانًا، وازداد النمو الاقتصادي إلى 6 في المئة"، مضيفا "في عهد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق ، والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معين ، والدخول إلى منظمات دولية ومواجهة كورونا"، وأنه "عندما تولّى رئيسي رئاسة الجمهورية عمل من خلال موقع الرئاسة على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلني على كل صعيد، وكان التزام السيد رئيسي عاليًا وكبيرًا في هذا الصدد".

وتابع "كان لدى رئيسي إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركات المقاومة، وكان لديه عداء شديد للصهاينة، وشهد عهد الشهيد السيد رئيسي تطورًا في الحضور الدبلوماسي لإيران، وشهد إعطاء الأولوية للعلاقة بدول جوار إيران والشرق".

كذلك، تحدث السيد نصر الله عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان وقال: "كان شديد الحب للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وهذه ميزة في شخصيته". وتابع: "نحن لم نرَ من الشهيدين رئيسي وعبداللهيان إلاّ كل الخير والعون والسند والحب والاحتضان، ونشكرهما على ذلك كثيرًا، ومن أهم الصفات في هاتين الشخصيتين هي التواضع"، مضيفا "هؤلاء الأعزّة كان عشقهم واحترامهم للفقراء وهذه مدرسة الإسلام والرسول الأعظم والإمام الخميني".

ثالث أكبر جنازة في التاريخ

وأوضح السيد نصر الله "إيران تدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة والتجارب، والسيد رئيسي كان التزامه بذلك كبيرا"، مضيفا "عمل رئيسي من خلال موقعه في رئاسة الجمهورية على دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة على كل صعيد، وكان التزامه كبيرا في هذه المسألة وساعده الوزير حسين أمير عبداللهيان، الذي كان مؤمنا بالمقاومة وعاشقا لها ونعرفه منذ وقت طويل".

ولفت إلى أن "جنازة تشييع الشهداء رئيسي وصحبه هي ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشرية بعد الإمام الخميني والشهيد قاسم سليماني، وأن مشاهد تشييع الشهداء من تبريز وصولًا إلى مشهد ضخمة جدا"، مشيرًا إلى أن "رسالة مشاهد التشييع مهمة جدا".

وتابع "عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، كانوا يخططون أن يصل صدام إلى طهران خلال أسابيع، وعندما حصلت الحادثة وقبل حسم النتيجة بشهادة الأعزاء، رأينا التحليلات أن الشعب الإيراني سيدير ظهره".

إيران مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة

وأشار السيد نصرالله  إلى أن "التشييع المليوني يجب أن يطمئن جميع الأصدقاء، فرسالة مشهد التشييع الضخم هي الوفاء والبيعة والالتزام الحازم بخط الإمام الخميني وبقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، ورسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والتضليل والاغتيالات، وبقيت إيران قوية وصامدة، وتكبر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كل صعيد، ويجب على العدو أن ييأس".

 واكد ان "أحد أسباب فشل السياسة الأميركية هو الانفصال عن الواقع وإنكارها له، ولذلك أخطؤوا في أفغانستان والعراق وفي إيران والمنطقة".

وتابع "إيران هي الدولة القوية المتماسكة والصلبة والتي آلمها جدا استشهاد رئيسها والجمع من الشخصيات، لكن ذلك لم يضعفها ولم يهزها، وإيران دولة مؤسسات وقانون ويوجد على رأسها قائد حكيم يُدير هذه الدولة، وإرادة وثقة شعبية عالية جدًا. هذا جزء من رؤية الجمهورية الإسلامية وجزء أصيل من دينها، ولا يتغيّر أو يتبدّل مع رحيل المسؤولين فهذا أمر ثابت، الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1979 مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة، بل يزداد الدعم أكثر ويظهر إلى العلن بشكل واضح وأنتم تعرفون ذلك".

ولفت إلى أن "في ايران حاضنة شعبية عالية جدا، وموضوع دعم المقاومة قاعدة ثابتة لدى الجمهورية الإسلامية، وجزء من هويتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدل مع تبدل المسؤولين"، متوجها الى كل الأعداء "الذين ينتظرون أن تضعف إيران وأن تتراجع وأن تتخلى عن فلسطين وعن المقاومة، أنتم تعيشون أوهاما وسرابا وخيالات، والجمهورية الإسلامية كاتت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة".

نتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود

وتناول السيد نصر الله تطورات معركة طوفان الأقصى، وقال: "اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة، "الإسرائيليون" أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، والعدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل"، مضيفا "لم يستطع العدو تحقيق أي هدف من أهدافه، واعترف بذلك رئيس المجلس الأمن القومي في الكيان.

 واكد ان "من أهم ما يعاني منه المسؤولين في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين، وهذا الاعتراف هو خسارة استراتيجية للكيان الصهيوني، وهذا من نتائج طوفان الأقصى وما بعد طوفان الأقصى".

وتابع "الدولة الفلسطينية التي يرفضها المسؤولون في كيان العدو يرون فيها تهديدًا وجوديًا لهذا الكيان، ومن نتائج طوفان الأقصى وثبات المقاومة وصمودها، أن "إسرائيل" اليوم أمام المحكمة الجنائية بعد طلبها إصدار مذكرات توقيف ضد نتنياهو وغالانت".

التظاهرات في جامعات العالم

تبيّن حجم المشاعر الإنسانية

وفي سياق متصل، توجه السيد نصر الله بالشكر إلى أساتذة وطلاب الجامعات في كل أنحاء العالم، وما يحركهم هو المشاعر الإنسانية"، مضيفًا "التظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأميركي، تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم".

وسأل "من كان يصدّق أنّه سيأتي الوقت بأن تطلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف ضد مسؤولين صهاينة؟  فهذا من نتائج طوفان الأقصى"، لافتًا إلى أن "إسرائيل" لم تحترم يوما قرارا دوليا، فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية".

"لا خداعكم ينطلي ولا ضغوط

 أسيادكم في العالم تنفع"

وقال السيد نصر الله: "من مظاهر الفشل الصهيوني، أن نتنياهو تبرأ من الأجهزة الأمنية والعسكرية وكشف ظهرها"، واضح أن "نتنياهو تبرّأ من الأجهزة الأمنية في الكيان خلال الحرب، وقال إنهم لم يقدموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزة"، مضيفا "إذا أراد نتنياهو أن يكمل عدوانه سوف يذهب إلى الهاوية والكارثة".

وتابع "مئات عائلات الجنود الصهاينة ومئات أساتذة الجامعات والنخب يطالبون بوقف الحرب، وهذا ما سيزيد الضغط على حكومة العدو، ونتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود ويأخذ الجبهة المقابلة إلى نصر تاريخي ومؤزر".

ورد السيد نصرالله على كلام نتنياهو عن "خطط مهمة ومفصلة بالنسبة لإعادة الأمن إلى الشمال"، فقال "فاجأتكم غزة وفرقة بكاملها انهارت وجيش النخبة انهار، فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين، وحزب الله بادر إلى فتح الجبهة، وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصلية الايرانية بدمشق، فاجأتكم الجمهورية الإسلامية بوعدها الصادق.. ونحن من يحق له أن يتحدث عن مفاجآت".

وتابع "يجب أن ينتظر العدو من مقاومتنا المفاجآت، دائما كنا واضحين بأننا عندما نذهب إلى معركة نذهب بعناوين وأهداف واضحة، وقلنا ان الهدف الأول مساندة غزة، والهدف الثاني منع أي عدوان استباقي للعدو على لبنان"، مضيفا "يجب على العدو أن ينتظر منا المفاجأت ، وندرس كل سيناريوهاتكم،  فلا خداعكم ينطلي ولا ضغوط أسيادكم في العالم تنفع، وهذه المقاومة ستستمر".

وختم السيد نصر الله بالقول: "انّ مسيرة حزب الله تنتمي إلى الشهداء "ونواصل الطريق بالتضحيات والانجازات، وهذا يتطلب منا الثبات والصمود واليقين".

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا