كلمات في زمن الغربة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

1- في العادة، لا يعجب مُتتبّعٌ أحوال َ القبائل والعشائر أن ينبري عقلاؤها، اذا ما وقع نزاع بين افخاذها والبطون، وتحسّباً لدرء اخطار مداهمة من الخارج، الى تسوية ٍ بين المتنازعين تحت عنوان تقتضيه موجبات" لمّ الشمب". وما يصحّ،في هذا المجال،على القبائل والعشائر لا يستقيم تعبيراً عن وحدةٍ مُرتجاة عندَ مَنْ اجتمعوا، أصلاً، على" فكرةٍ وحركةٍ تتناولانِ حياةَ أُمّةٍ بأسرها" " لمّ الشمل"، على ما يحملُه الداعون اليه من طيّب النيّات، يصحّ اذا كانت النزاعات على المنافع،على ارتياد مواقع الكلأ والماء، لكنّه مُصطلح غير كافٍ وغير وافٍ للتعبير عن حاجةٍ تُلحّ على ضرورة وحدة القوميين في هُويّتهم الجهادية النهضويّة، والتي من مقتضياتها محاربةُ النزعة الفرديّة داخل الحزب كمحاربة الاحتلال الأجنبي. القبائل، ولو قوميّة الهوى،لا تؤلِّفُ حزباً حتّى ولو التمّ شملُها واشتدّ منها العصبُ وأواصرُ الأُلفة. الالحاح على ضرورة الدقّة في التعبير فلكي نجتنب الانتقال من تعثيرٍ الى تعثير، ولكي لا ينحرف بنا غموض في التفكير الى غير مقاصدنا. الحاحنا هذا فلكي لا نُخطىءَ،  مرّةً جديدة،قراءةَ العناوين فتصيبنا خيبةُ من أخطأَ عنواناً وما درى الّا حين واجهته النتائجُ بـ " لاتَ ساعةَ مندمِ".

2- المصارف التي لم تكن أمينةً على ودائع الناس تواصل غدرها ومكرها، تواصل السرقة باقتطاع مبالغ معيّنة تحت عنوان تشغيل حسابات الناس او ما شابه من مصطلحات النصب والاحتيال. أمسِ، دُعيتُ الى احد المصارف للتوقيع على مجموعة اوراق تحت ذريعة تجديد المعلومات وحين رفضت التوقيع على أيّ مستند لدى أي مصرف في لبنان سألني مدير الفرع مستوضحاً سبب امتناعي عن التوقيع وما فاجأه جوابي: أسهل عليَّ أن أُوقِّع على مستند يسألني توقيعي عليه ألدّ أعداء لبنان من أن أضع توقيعي مرةً أخرى على أيّ مستند لدى أيٍّ من مصارف العدوان على الناس في لبنان.

3- غالباً ما يحدث مثلُ هذا بين هذاكَ وذيّاكَ من الناس. عصفُ المصالح عند المفارق والمنعطفات قد يجعل،أحياناً، العلاقةَ بين صديقَيْن في حالة فتور. هذا الفتور، اذا لم يتداركاه،قد يتحوّل الى جفاء. وغير مستغرَبٍ أنْ يضربَ مجرى المودّة،مع مرور الزمن،جفافٌ فَيباس. من أجل أن لا تتهاوى بالأحبّاءِ حالٌ الى هذا الحدّ فلنحرص،لبقاء المودّة على قيد الحياة،على تبادل التحيّات ولو من بعيد المسافات.

4- غيابك وانت القادرُ على الحضور فعلاً ولا تفعل هو أقسى من الموت. ذخِّرْ بمواقف العزّ في الحياة حضورَك تقهرِ الموتَ والغياب.