اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن منح أوكرانيا الضوء الأخضر من الدول الغربية لاستخدام سلاحها لاستهداف أراضي بلاده قد تترتب عليه عواقب خطيرة، فيما نقلت وسائل إعلام عن مسؤول استخباراتي روسي قوله إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يحضر لتوجيه ضربات نووية لروسيا في ظل التوتر بين الكرملين والحلف.

وامس اجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لمناقشة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في حين يزور الرئيس فولوديمير زيلينسكي دولا أوروبية في إطار جولة تهدف لحشد الدعم العسكري لبلاده، في ظل تقدم روسي على أرض المعركة، تزامنا مع نفي المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وجود أي مباحثات الآن عن مؤتمر للسلام في السعودية بمشاركة روسيا حول تسوية نزاع أوكرانيا.

فقد حذر بوتين، خلال زيارة يقوم بها لأوزبكستان، من أن التصعيد الغربي المستمر ضد بلاده قد يؤدي إلى عواقب خطرة. وقال إن على الدول الأوروبية، خاصة تلك الصغيرة منها وفق وصفه، أن تكون مدركة لما تقوم به. وأضاف "على تلك الدول أن تتذكر أنها بلدان ذات مساحة أرضية صغيرة وكثافة سكانية عالية، ويجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار قبل الحديث عن ضرب عمق الأراضي الروسية".

ويأتي تحذير بوتين في وقت اتهم فيه رئيس إدارة حرس الحدود لدى جهاز الأمن الفدرالي الروسي الجنرال فلاديمير كوليشوف حلف الناتو بتكثيف مناوراته العسكرية، وإجراءات تدريبات تمهيدا لتوجيه ضربة نووية لروسيا. وقال كوليشوف، في حديث لوكالة "نوفوستي" الرسمية الروسية، إن موسكو قلقة بشأن زيادة أنشطة الحلف قرب حدود روسيا، وأوضح أن الناتو كثف أنشطته الاستخباراتية وتدريباته العسكرية قرب حدود بلاده. وأضاف "يتدربون قرب الحدود الروسية ويكثفون نشاطهم الاستطلاعي، كما يكثفون تدريباتهم على القتال ضد روسيا بهدف توجيه ضربات نووية لأراضينا". وشدد على أن هذا الوضع يتطلب اتخاذ إجراءات مناسبة لحماية حدود بلاده.

وفي سياق متصل ناقش الوزراء الوضع الميداني في أوكرانيا، كما يشارك في المناقشات وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.

وكان دعا زيلينسكي الغرب إلى إرغام روسيا على السلام "بكل الوسائل" خلال زيارة له إلى إسبانيا. وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في مدريد مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، "جنودنا يدافعون عن أنفسهم أمام الهجوم الروسي، ولهذا السبب يجب أن نكثف عملنا المشترك مع شركائنا لتحقيق المزيد: الأمن وإرغام روسيا بشكل ملموس على السلام بكل الوسائل".

وأكد زيلينسكي ضرورة "الضغط ليس على روسيا فحسب، بل على شركائنا أيضا حتى يمنحونا إمكانية الدفاع عن أنفسنا"، مكررا مطالبته بأنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض أكثر من 3 آلاف قنبلة جوية موجهة تطلقها روسيا على بلاده شهريا.

وتطالب أوكرانيا، التي تواجه صعوبات في عدة مناطق على الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية، بالتمكن من ضرب الأراضي الروسية في العمق بأسلحة غربية، وهو ما يثير خلافا بين حلفاء كييف حتى الآن، خشية حدوث تصعيد.

وقال الأمين العام للناتو -خلال اجتماع للحلف في صوفيا - إن "الوقت حان لإعادة النظر" في القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا والتي "تكبل يديها من الخلف". ودعا ستولتنبرغ دول الناتو إلى السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية ضد أهداف عسكرية في روسيا.

وجدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني معارضتها ذلك، وقالت "يجب أن نكون حذرين جدا".

من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، خلال زيارة لكييف في مطلع أيار الجاري، أنه يمكن لأوكرانيا أن تستخدم الأسلحة البريطانية وفق ما تراه مناسبا، مشيرا إلى "حقها" في ضرب الأراضي الروسية.

عرقلة مجريّة

وأعربت دول عديدة في الاتحاد الأوروبي عن استيائها من العرقلة المنهجية التي تمارسها المجر على المساعدات الأوروبية لأوكرانيا، وتحتاج إليها كييف بشدة.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل اجتماع مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، "أحث المجر على السماح أخيرا بتقديم المساعدة من جديد لأوكرانيا، من أجل الحفاظ على السلام".

وتستخدم المجر حق النقض (فيتو) لعرقلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، التي قرر الأوروبيون زيادتها بمقدار 5 مليارات يورو في آذار لتبلغ أكثر من 6.5 مليارات يورو.

هذا وتراجعت أوكرانيا عن إعلان قالت فيه إن مدربين عسكريين فرنسيين سيصلون قريبا إلى البلاد، لتشير إلى أنها لا تزال تجري محادثات مع باريس وحلفاء آخرين بشأن هذه القضية.

هذا ويزور زيلينسكي بلجيكا للتوقيع على أحدث اتفاقية أمنية تعقدها كييف مع الحلفاء الغربيين، وفق ما أعلنه مكتب رئيس الوزراء البلجيكي.

ومن المقرر أن يتوجه زيلينسكي إلى بروكسل آتيا من إسبانيا في إطار جولة تشمل عدة دول أوروبية وتهدف لحشد الدعم الدولي لأوكرانيا.

في غضون ذلك، نفى متحدث الكرملين دميتري بيسكوف وجود أي مباحثات الآن عن مؤتمر للسلام في السعودية بمشاركة روسيا حول تسوية نزاع أوكرانيا.

وقال بيسكوف: "لا تجرى أي مباحثات على الإطلاق بهذا الصدد في الوقت الحالي"، ووصف ما يشاع عن ذلك بأنه مجرد تكهنات.وأضاف: "هناك الكثير من الأحاديث حول هذا الموضوع وهي مرتبطة بمصادر يومية عابرة، ومن الصعب أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد".

وكانت أفادت وكالة "بلومبرغ" بإمكانية عقد اجتماع حول النزاع الأوكراني في السعودية بمشاركة روسيا خريف هذا العام.

الوضع الميداني

ميدانيا، أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على قريتين جديدتين شرقي أوكرانيا، وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن قواتها "حرّرت قرية نتايلوف في منطقة دونيتسك وإيفانيفكا في منطقة خاركيف".

وأسفر هجوم على متجر كبير في خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، عن مقتل 16 شخصا.

وأسفرت ضربة جديدة على منطقة صناعية في هذه المدينة عن مقتل امرأة، حسب حاكم المنطقة.

وجنوبا، قُتل 3 أشخاص على الأقل وأصيب 6 آخرون بجروح، بينهم شابان صغيران، جراء قصف روسي على قرية سنيغوريفكا في منطقة ميكولايف الجنوبية، حسبما أعلن حاكمها.

وتتقدم موسكو ببطء في أوكرانيا منذ أشهر بعد إخفاق الهجوم الأوكراني المضاد الصيف الفائت وسيطرتها في شباط على مدينة أفدييفكا.

في المقابل، قال حاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف إن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة مسيرة خارج العاصمة. 

الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟