اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
كثيرة هي الملفات التي تتابعها، هذه الايام، سفارات الدول الكبرى عن كسب، بذخ في اعراس، من هنا، الى حوارات ثنائية وجماعية، من هناك، في بلد يذخر بالملفات الجاهزة للسحب عند الحاجة، وصالحة للاستثمار في اي اجندة ولصالح اي منها، وجديدها ما يحكى عن حوارات «في السر» بعد»رفض» صيغة «الخماسية»، القائمة على «التشاور بين النواب».

فوفقا لمصادر دبلوماسية مقربة من الخماسية، «تتناتش» كل من باريس والدوحة الملف اللبناني، من منطلق المصالح الخاصة بكل منهما، والتي بغالبها اقتصادية بحتة، في وقت تمسك فيه واشنطن العصا من الوسط، موزعة الادوار على كل منهما، محتفظة لنفسها بكلمة الفصل والحسم، التي يقال انها «تطبخ» على نار هادئة مع عاصمة الكثلكة في الفاتيكان.

في كل الاحوال وكما بات معلوما، كما في الجولات السابقة، يصل تباعا الى بيروت، الموفدان الفرنسي والقطري، حاملان معهما اجندة من نقاط مشتركة تستند الى بيان الخماسية، وان كانت المقاربة تختلف بينهما، وبالتالي الاهداف.

فقطر، ووفقا للمصادر، قررت السير على جبهتين، الاولى، اثبات حضورها شكلا في مواجهة «الطحشة الفرنسية» في بيروت، والثانية، عبر دعوات بالمفرق للقيادات اللبنانية لزيارتها وبحث الملف اللبناني «على طريقتها»، محاولة كسر الستاتيكو المسيحي القائم، وتامين ميثاقية «شيعية» لمرشحها، في مبادرة لا تحظى بدعم مسيحي. فمعراب غير متحمسة بدليل مستوى الوفد الذي انتدبته لتمثيلها، وميرنا الشالوحي، غير مستعدة «لبيع قطر» مرشحها، وكلام النائب سيزار ابي خليل عن ان مرشح التيار الحالي هو «جهاد ازعور» برهان كاف، اما الثنائي الشيعي الذي استمع اليه بداية، كان رده على ما سمعه في الدوحة على لسان رئيس المجلس النيابي من بيروت، والذي «نعى» فيه بطريقة دبلوماسية او باخرى خارطة طريق الخماسية من اساسها.

في المقابل والكلام للمصادر، فان باريس، التي حاولت الانتقال الى الوسط ، باعتراف «مرشحها» سليمان فرنجية، غير قادرة حتى اللحظة على استمالة اي من الاطراف المسيحية، خصوصا في ظل الجفاء القائم مع الصرح البطريركي، والامتعاض الفاتيكاني من السياسة الفرنسية، «الراكضة» وراء التحالف مع اطراف «الشيعية السياسية»، املا في تحقيق مصالحها الاقتصادية التي باتت معروفة، على حساب الوجود والدور المسيحيين في الدولة.

عليه ترى المصادر ان الكلمة الفصل، ستبقى للقاء الذي سيجمع فريقي عمل الرئيسين الاميركي والفرنسي في السابع من ايار في النورماندي، بعدما فعلت الاتصالات الاميركية فعلها مع الدوحة، التي «جمدت» خطتها القائمة على خيار اللواء الياس البيسري رئيسا، لتعيد تفعيل خيارها القديم، وان لمدة محدودة زمنيا، وهو ما استند اليه «بيك زغرتا» في قوله انه والعماد جوزاف عون المرشحان الوحيدان الجديان،من جهة، ومع باريس، التي تبنى موفدها الى بيروت، بعضا من اجواء واشنطن.

امام هذا الواقع ابدت المصادر مخاوفها، من خضات امنية قد تشبه بشكل او باخر احداث 2008، خصوصا ان الاطراف التي تتحرك راهنا على الارض، تربطها خيوط بالدوحة، التي انجزت منذ مدة تركيب مجموعة اعلامية وسياسية جاهزة للتحرك عند الساعة الصفر، وهي من اجل ذلك كلفت فريقا خاصا من قياداتها الامنية الذي اشرف على اتفاق الدوحة، لادارة الساحة اللبنانية، من احد المكاتب في وسط بيروت. فهل تكون اللعبة الامنية الباب العريض للذهاب نحو «دوحة2»، بمعنى تعديل اتفاق الدوحة؟ ام ان التطورات الامنية المرتقبة من اغتيالات او غيرها، ستؤدي الى «سان كلو2» يغير في طبيعة النظام والكيان، على ما تسعى اليه فرنسا منذ سنوات لضمان مشاريعها؟

في المحصلة تختم المصادر، بان الخاسر الاكبر من التسويات التي يعمل عليها على الخطين الفرنسي والقطري، هم المسيحيون، وان كان كل من الطرفين مصرا على تامين الميثاقية المسيحية لمرشحه، ميثاقية مفعولها شكلي وظرفي، باطنها محاصصة ورئيس ضعيف خاضع، وقد يكون ذلك مخططا له منذ اقنع المسيحيون بمعزوفة «الرئيس المسيحي القوي»، مع وصول العماد ميشال عون الى بعبدا، لتبدأ برحيله مرحلة احباط جديدة.