اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


اوروبا الفاقدة الاخلاق والقيم والحضارة هي التي نتعامل معها اليوم، بخاصة بعد انكشاف نفاقها واتضاح رجعيتها، من خلال مواقفها من العدوان الاسرائيلي على غزة، وازمة النازحين السوريين في لبنان. فالاتحاد الاوروبي اصبح متواطئاً بشكل مفضوح مع الخطة الاميركية الخبيثة تجاه سوريا وشعبها، حيث واشنطن تمعن في تفاقم المعاناة الانسانية التي يعيشها السوريون في ارضهم أو في البلدان المستضيفة لهم.

وبعيداً عن الكلام والشعارات التي تكررها معظم دول الاتحاد الاوروبي عن احترام القانون الدولي وحقوق الانسان، نرى اليوم بام العين كيف تدوس اوروبا على القانون الدولي، حارمة الشعب اللبناني من ادنى حقوقه، وهو ان يعيش بكرامة على ارضه دون ان ينافسه شعب آخر على رزقه وأرضه وموارده ومستشفياته ومدارسه.

اضف الى ذلك، لم ترفع الدول الاوروبية العقوبات على سوريا، الى جانب استمرار قانون قيصر "الاميركي"، الامر الذي يعقد عودة النازحين السوريين الى ارضهم، لا بل يدفع الى زيادة نسبة النزوح السوري الى بلدان عديدة، وابرزها لبنان الذي لا قدرة له على تحمل عبء النازحين.

ما يفعله الاتحاد الاوروبي حاليا ومن ورائه الولايات المتحدة الاميركية، هو انه يفرض على لبنان النازحين السوريين الذين باتوا يشكلون خطرا وجوديا، ضاربا بعرض الحائط الديموقراطية وسيادة الوطن، ليتحول من اتحاد "يحاضر" بالقيم الى اتحاد معادٍ للبنان، اذ لم يحترم شؤونه الداخلية ولا تركيبة مجتمعه.

بئس هذا الاتحاد الاوروبي الذي اسقط القناع عنه وظهر على حقيقته. انه مجموعة دول استعمارية تتعاطى مع حكومتنا وشعبنا بفوقية واستكبار، فينظرون الينا بعنصرية على اننا برابرة وشريحة اجتماعية اقل شأنا منهم. وعليه، يريدون رمي ازمة النزوح السوري على لبنان، الذي يستغيث اقتصاديا وسياسيا ومعيشيا ليبعدوا النازحين السوريين عنهم و "يغنوا له".

هذا الخبث الاوروبي بمشاركة اميركا في اطالة الازمة السورية، لا يمكن السكوت عنه. فعلى سوريا والبلدان العربية وحكومتنا، رفع الصوت عاليا وعدم الخضوع لهذه المؤامرة على الشعب السوري وعلى لبنان، الذي يرى البعض فيه وطنا بديلا للسوريين.

على هذا الاساس ، على  الشعب اللبناني بأجمعه ان يضغط على سفارات الدول التي تريد ابقاء السوريين في بلدنا لاربع سنوات اضافية، ومواصلة العمل الديبلوماسي والسياسي لمنع دمج السوريين في المجتمع اللبناني، لان هذا الامر سيكون نهاية وطننا.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»