اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


-  ما عطّل الانتخابات الرئاسيّة مدة سنة قبل طوفان الأقصى هو الخلافات الداخليّة و "الفيتوات" الخارجيّة

 -  جبهة لبنان جزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة

- هذه معركة وجود ومصير كما تعني فلسطين تعني كذلك مستقبل لبنان وثرواته وسيادته

 -لا ترسيم للحدود البريّة... هناك تطبيق للحدود المرسّمة  وأماكن يحتلّها العدو يجب أن يخرج منها

- مسؤولون صهاينة يعترفون "إننا نمرّ في حالة سيئة لم يمرّ مثلها منذ 79 عامًا"


أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنّ "جبهة المقاومة أصبحت أكبر وأوسع وأشمل وأقوى من أي وقت مضى". وقال: "نحن في الجبهة التي مستقبلها واضح ومشرق ومنتصر، والمسألة مسألة وقت، فيما جبهة العدو تمرّ في حالة سيئة لم يمر مثلها منذ 79 عاماً، باعتراف المسؤولين الصهاينة".

وتابع: "ليعرف كل شخص حجمه ويتحدث بالنيابة عمّن يمثل، حين يتحدث عن رفض غالبية الشعب اللبناني لجبهة الإسناد"، سائلاً الذين يزعمون أنّ الشعب اللبناني يرفض إسناد غزة: "أين استطلاع الرأي الذي يثبت هذه المزاعم"؟

وأوضح السيد نصر الله أنّ الحديث عن "أنّ الجبهة في لبنان تمنع انتخاب رئيس للجمهورية مغالطة"، مؤكّداً أنّ "لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخابات الرئاسة"، فان ما عطل انتخاب رئيس للجمهورية هو الخلافات الداخلية والفيتوهات الخارجية"، مضيفاً "منذ البداية قلنا إنّنا لا نريد أن نوظف ما يجري في الجنوب بالشأن الداخلي، لكن ثمة من يعيش في الوهم".

واشار الى أنّ "ما سُرّب عن عروض وإغراءات بشأن التنقيب في مقابل وقف الجبهة، يكشف "شراكة" الأميركي في صنع معاناة اللبنانيين، حيث إنّ الأميركي شريك في صنع معاناة الكهرباء في لبنان، وعطّل في موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية"، مضيفا "لا ترسيم للحدود البرية في لبنان، وهناك تطبيق للحدود المرسمة، فيما هناك أماكن يحتلها العدو يجب أن يخرج منها".

وفي ما يخصّ الفشل "الإسرائيلي" في غزة، أوضح السيد نصر الله "أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأخذ الأمور إلى الأسوأ على الكيان في إصراره على حربه".

وفي ما يخصّ مواقف الدول من المجازر "الإسرائيلية" في قطاع غزة، أشار السيد نصر الله إلى أنّ "موقف هذه الدول في إدانة العدوان والمجازر واعترافها بدولة فلسطين، هو من بركات طوفان الأقصى، لكن المعركة في غزة ما زالت قائمة، فيما العالم  يقف عاجزاً بسبب الحماية الأميركية، وهناك من لا يزال يراهن على المجتمع الدولي في الردع والحماية".

أقام حزب الله احتفالا تأبينيا تكريمًا للعلامة الشيخ علي كوراني في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد  استهل الأمين العام لحزب الله كلمته لافتًا "إلى أنّه في السيرة العلمية، بذل الشيخ كوراني جهودا كبيرة في التبليغ الديني من العراق إلى الكويت إلى لبنان وإيران، وإلى الكثير من الدول الافريقية والعربية، وألّف أكثر من ستين كتابًا في السيرة والعقائد وغيرها من المواضيع.

وأشار "إلى أن إنجازات الشيخ كوراني مهمة ، وعلى رأسها إدخاله التقنيات الحديثة إلى الحوزة العلمية والبحث العلمي، ومن إنجازاته ايضا برنامج مكتبة أهل البيت عليهم السلام، حيث إن أيّ باحث أو مبلّغ يمكنه من خلال هذا البرنامج "الكمبيوتري" ، الذي أنجزه الشيخ كوراني أن يحصل على أيّ مادة وهذه صدقة جارية"، لافتًا إلى أن "هذا الإنجاز الفني الكبير وهذا الإنجاز العلمي أيضًا تمّ تحت رعاية مرجعية السيد السيستاني".

وقال السيد نصر الله إن "الإنجاز الثاني هو تأليفه العديد من الكتب في موضوع القضية المهدوية، ومشاركته في العديد من المؤتمرات، وأهمّ إنجاز في هذا السياق هو العمل الموسوعي الذي أنجزه، وهي الموسوعة التي جمع فيها كل المصادر في خصوص القضية المهدوية"، مضيفا "كان الشيخ الراحل صاحب رأي في القضية المهدوية، والقضايا السياسية وتقييم الوقائع والشخصيات، وعندما كان يأتي إلى لبنان كنّا نتشرّف بلقائه أنا وبعض الإخوة، وكنّا نناقشه في بعض الآراء وكان يتقبّل ذلك بصدر رحب".

وتابع "الشيخ كوراني لم يكن يعتبر نفسه معنيًّا بملف أو بحدود جغرافية معينة، وكان من المؤسسين في العمل الإسلامي الحركي بداية من العراق في الستينيات، ويُعتبر سماحته من المؤسسين للعمل الإسلامي في لبنان بشكله الذي طرأ في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات"، مضيفا "في أواخر السبعينيات كان سماحته من المؤسسين لبدايات العمل الجهادي غير العلني، وهذا العمل أدّى إلى تعّرضه لمحاولة اغتيال عام 1979 وبقيت الرصاصة أكثر من أربعين عامًا وذهبت معه إلى الوفاة".

وأشار السيد نصر الله إلى أن "الشيخ كوراني واصل جهاده على مدى أربعين عاما، والذي أدّى إلى انطلاقة المقاومة الإسلامية والتي ما زالت مستمرة إلى اليوم، وإيمانه بالمقاومة ودعمه لها كان مطلقًا بيانًا ومساندة ودعمًا وبذلًا لفلذة الكبد، وكان الشهيد الشيخ ياسر ابنه أحد أفراد الفريق الأول، وكان يشكل رابطًا أساسيًا مع الإخوة الحرس، وكان مشجعًا لبقاء الشيخ ياسر في الجنوب والتحق بالعمليات في الجنوب إلى أن قضى شهيدًا"، لافتًا إلى أن "الشيخ علي كان من أوائل العلماء الذين دفعوا أبناءهم للالتحاق بالجبهات وقضوا شهداء".

كما أشار إلى أن "سماحته تأثر كثيرا باستاذه السيد عبد الحسين شرف الدين وبالعلماء السابقين، وكان التزامه مطلقًا بفلسطين من البحر إلى النهر، وكان يؤمن بشدة بانتصار المقاومة وزوال الكيان وكان يستعجل ذلك"، مؤكدًا أن "الانتصارات جعلته يعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى من الوعد الإلهي".

وقال: "كان الراحل يعتقد جازمًا أن زوال "إسرائيل" هي مسألة وقت"، مضيفا "علينا أن نبذل كل جهد بمعزل عن أي توقعات حول المستقبل في الليل والنهار لاستئصال هذه الغدة السرطانية من منطقتنا". وتابع "نعتقد أن هذا الكيان ليس له أي مستقبل في منطقتنا"، كما لفت "إلى أن سماحته كان يتابع باهتمام شديد حركات المقاومة وطوفان الأقصى."

العدوان الأميركي البريطاني على اليمن

من جهة ثانية، توجه السيد نصر الله بالتعزية والتبريك بالشهداء اليمنيين الذين قضوا في العدوان الأميركي الأخير، مضيفا "المعركة في غزة ما زالت قائمة، والعالم بسبب الحماية الأميركية يقف عاجزًا، وهناك من لا يزال يراهن على المجتمع الدولي في الردع والحماية".

وأعلن "التضامن مع اليمن شعبا وجيشا امام العدوان الاميركي البريطاني الذي تعرض له، ونسأل الله ان يتقبل الشهداء في عليين"، مشيرا الى "ان إعلان السيد الحوثي أنه أيا كان العدوان فهذا لن يؤثر في الدعم اليمني لفلسطين وغزة".

معركة طوفان الأقصى

وفي الشأن الفلسطيني، لفت السيد نصر الله "إلى أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومجانينه يستمرّون في حرب الإبادة أمام صمت الدول والحكام، لكن بحمد الله هذه الجرائم توقظ العالم"، مضيفًا "موقف دول العالم في إدانة العدوان والمجازر واعترافها بدولة فلسطين ، من بركات طوفان الأقصى".

كما أشار "إلى أن استمرار نتنياهو في إصراره على حربه، من الواضح أنه يأخذ الأمور إلى الأسوأ على الكيان"، مذكرًا بـ "أن رئيس البنك المركزي الصهيوني تحدّث عن كارثة، كما أن قادة الجيش ومسؤولين كبارًا في الشأن العسكري في الكيان تحدثوا عن الأزمات والكوارث".

ولفت إلى أن "عضو مجلس الحرب الصهيوني غادي آيزنكوت يقول إن فرقة كاملة (الفرقة تتألف من عدة ألوية) للجيش الصهيوني تخوض معارك ضد كتيبة، كنّا أعلنّا عن تفكيكها في جباليا، وأن القتال صعب"، مضيفا "بالتزامن مع معركة رفح يضطرون للدخول إلى جباليا بفرقة كاملة من الجيش الإسرائيلي".

وقال السيد نصر الله: "هذه المعركة كما ينظر إليها نتنياهو والمتطرفون في الكيان على أنها معركة وجود، يجب أن ننظر إليها على أنها معركة وجود ومصير، وبالتالي فإن هزيمة "اسرائيل" في هذه المعركة سيكون لها الكثير من الآثار العظيمة في مختلف المجالات على كل المنطقة، ومن يستطيع ان يكون جزءا من معركة غزة، يجب ان يكون جزءا منها".

جبهة الجنوب ضاغطة وقوية

وفي الشأن اللبناني، أكد السيد نصر الله "ان جبهة لبنان هي جبهة قوية وضاغطة على العدو الاسرائيلي، وخلال الايام الاخيرة اضطر نتنياهو ووزير الحرب ورئيس الاركان الحضور الى الشمال للقول للمستوطنين انه يبعد المقاومين لعدة كيلومترات، ردت عليه المقاومة سريعا بعملية على قرب أمتار قليلة من الموقع (موقع راميا) ولو أرادوا الدخول إلى الموقع لدخلوا".

أضاف "أن هذه المعركة تعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة اللبنانية"، لافتًا إلى أن "الأميركي شريك في صنع كل معاناة الكهرباء في لبنان، كما كان له اليد الطولى في تعطيل موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية".

وتابع "هذه المعركة كما تعني فلسطين تعني كذلك مستقبل لبنان وثرواته المائية والنفطية، هذه الجبهة هي جبهة اسناد وجزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة على المستوى الاستراتيجي والامني والقومي، بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة وهي تواصل عملها"، مؤكدا "ان ما تم تسريبه عن عروض وإغراءات بشأن التنقيب في مقابل وقف الجبهة يكشف "شراكة" الأميركي في صنع معاناة اللبنانيين".

بيئة المقاومة ما زالت

حاضرة وصابرة وصادقة

وتابع "لا ترسيم للحدود البرية في لبنان، وهناك تطبيق للحدود المرسّمة، وهناك أماكن يحتلها العدو يجب أن يخرج منها"، مضيفا "نعتبر أننا أكبر قاعدة شعبية في لبنان وأكبر حزب في لبنان ولم نتحدث بهذا المنطق، ونرى في المقابل من يقول ان أغلبية الشعب اللبناني ترفض الإسناد والدعم لغزة"، مؤكدًا "ليس صحيحا أن رفض الجبهة هو موقف أغلبية الشعب اللبناني".

واكد ان "بيئة المقاومة ما زالت حاضرة وصابرة وصادقة، وببركة وعيها وثقافتها وإيمانها وإخلاصها، كان الانتصار في 25 أيار 2000 وتموز 2006، وكان هذا الإسناد في الجبهة الجنوبية اليوم".

تعطيل انتخاب رئيس

وحول ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، لفت السيد نصر الله "إلى أن هناك من يقول ان سبب عرقلة الانتخابات الرئاسية هو جبهة إسناد غزة"، مؤكدًا "أن هذا غير صحيح، وأن الذي عطّل الانتخابات قبل بدء طوفان الأقصى هو الخلافات الداخلية والتدخل الخارجي الذي يقدّم نفسه بعنوان مساعد".

وشدّد "على أن لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخابات الرئاسة في لبنان، ولا ربط بين الملفين"، مؤكدًا "أن نتائج معركة الجنوب أعلى وأكبر من المكاسب الداخلية والسياسية، كما كان التحرير في عام 2000 والانتصار في عام 2006."

اضاف "من يعطل الانتخابات مدة سنة هو الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية على الاسماء وهذه الفيتوات معطلة، فبعد طوفان الاقصى ما زال الخلاف الداخلي موجودا والفيتوات كذلك، ولذلك اقول لا علاقة بين الملف الرئاسي وبين الجبهة الجنوبية، ونحن لا نقوم بتوظيف ما يجري في الجنوب في الشأن الداخلي".

فلسطين ستتحرّر

واردف قائلا: "نحن حريصون في لبنان ان تصل الملفات الداخلية الى نهايتها الجيدة والمطلوبة، وندعو للحوار ونحن في جبهتنا المساندة لغزة نتحمل المسؤولية". وتابع "الوقوف أمام بعض الأمور التي تساعد جوهريا الوقوف أمامها شكليًّا، هو الذي يعطل استحقاق الانتخابات الرئاسية"، مضيفا "ننتمي إلى جبهة المقاومة التي أصبحت الآن أوسع من أيّ زمن مضى، وهذه الجبهة أفقها أفق مشرق، ونحن أمام مستقبل واضح".

كما أكد أن "جبهة المقاومة اليوم أوسع وأشمل وأكبر من أي وقت مضى، وأن جبهة العدو باعتراف مسؤولين صهاينة يقولون: "إننا نمر في حالة سيئة لم يمر مثلها منذ 79 عامًا"".

وختم السيد نصر الله بالقول: "الشيخ علي كوراني كان على يقين ان المقاومة ستنتصر، وان فلسطين ستتحرر، واننا سنصل الى وقت لا وجود لـ "إسرائيل" النازية، وجبهة المقاومة أفقها مشرق ومنتصر وواضح، وهي اقوى من اي وقت مضى، بينما جبهة العدو في أسوأ حال منذ 75 عاما والمسألة مسألة وقت وثبات".

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا