اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
بات واضحا ان جل ما تريده الولايات المتحدة الاميركية في المرحلة الراهنة في لبنان، هو الاكتفاء بوضع خارطة طريق للحل الرئاسي، دون ان يطرأ أي تغيير في النظام اللبناني، وفقا لمصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى. وهذا ما قامت به «اللجنة الخماسية» في اجتماعها الاخير بعد ان اعلنت في بيان ان التشاور بين النواب ضروري بما انهم المسؤولون عن انتخاب رئيس، ويليه انعقاد مجلس النواب لفتح دورات متتالية حتى فوز المرشح الذي يحصل على اكثرية الاصوات، وليس انتخاب رئيس من خلال حوارات جانبية.

وبمعنى آخر، تبنت «اللجنة الخماسية» موقف بكركي الرافض لاي عرف جديد في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، كما تطابق ذلك مع الموقف الاميركي الحالي، وهو التأكيد على ان عملية انتخاب الرئيس الجديد يجب ان تتم في البرلمان اللبناني وليس من خارجه.

وعليه، ورغم كل الحراك الديبلوماسي القطري والفرنسي، فضلا الى جهود «الخماسية» لاحداث خرق في جدار الرئاسة الاولى، لن يكون للبنانيين رئيس للجمهورية هذا العام، وفق ما تشير اليه الوقائع، نتيجة الانقسام الداخلي والقرار الاميركي بتجميد الانتخابات الرئاسية اللبنانية حتى اشعار آخر.

«الاسرائيليون» يُريدون العودة الى طاولة المفاوضات

على صعيد الحرب في غزة، ابلغ «الاسرائيليون» المصريين انهم يريدون العودة الى طاولة المفاوضات، لكن حماس رفضت التفاوض طالما تواصل «اسرائيل» ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين المدنيين. واشترطت حماس استئناف المفاوضات عند حصول وقف اطلاق نار فوري في رفح، وفي كامل قطاع غزة.

وفي هذا الاطار، اضحى واضحا الانقسام الداخلي في «اسرائيل»، حيث هناك فريق يريد مواصلة الحرب مهما كانت الاثمان والعواقب، وفريق اخر يريد المفاوضات وايجاد الحلول لهذه الحرب الدائرة منذ سبعة اشهر حتى اليوم.

اما عن قرار «اسرائيل- نتنياهو» واميركا في تصفية حماس نهائيا من القطاع، يتبين يوما بعد يوم ان هذا الهدف غير واقعي وبعيد المنال، اذ ان وزير الامن القومي «الاسرائيلي» صرح ان بلاده تحتاج الى سبعة اشهر اضافية لمواجهة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، وهذا تأكيد صارخ بأن حماس لا تزال قوية ميدانيا وشعبيا في غزة.

ذلك ان كتائب القسام، وبعد سبعة اشهر منذ عملية طوفان الاقصى، لا تزال تضرب جيش العدو الاسرائيلي شمال غزة، وتقاتل ايضا في جباليا وفي رفح، في حين ان جيش الاحتلال ورغم حصوله على اكثر الاسلحة المتطورة من الولايات المتحدة الاميركية، لم يتمكن حتى هذه اللحظة من احكام سيطرته بالكامل على منطقة في غزة. والحال ان جيش الاحتلال ما ان يعلن انه تفوق على كتائب القسام وسرايا القدس في مدينة ما في غزة، وانه الحق الهزيمة بهم، حتى يتفاجأ بعملية ينفذها مقاتلو القسام تؤدي الى قتلى وجرحى في صفوف هذا الجيش.

وعليه، واهم من يعتقد ان الدولة العبرية قادرة على القضاء على حماس، فالوقائع الميدانية تثبت ان حماس عصية على الالغاء.

تحصين علاقة فرنسا مع حزب الله

وبالعودة الى الداخل اللبناني، قالت مصادر مطلعة للديار ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ظاهرها كان البحث في الملف الرئاسي، انما اولوية الزيارة وهدفها هو حفاظ فرنسا على مصالحها الاقتصادية في لبنان، وتحديدا مع وزارة الاشغال والنقل التي اعطت لفرنسا تنفيذ مشاريع عدة ،ابرزها مشروع ترميم مرفأ بيروت وتوسيع المنطقة الحرة، كما مشروع بناء مرفأ على الشاطئ الجنوبي لصيانة البواخر المعنية بعمليات تنقيب الغاز والنفط في البلوكات، التي تم فرزها بعد ترسيم الحدود البحرية اللبنانية.

ولفتت هذه المصادر ان باريس على يقين انها لا يمكن ان تضمن مصالحها الاقتصادية في لبنان، الا اذا كانت على علاقة جيدة مع حزب الله. واضافت المصادر المطلعة ان لقاء لودريان مع النائب محمد رعد يصب في خانة تبريد الاجواء بين فرنسا وحزب الله، التي توترت نتيجة المبادرة الفرنسية حيال جبهة الجنوب، ومطالبة عناصر الحزب بالتراجع 10 كلم، الامر الذي خلق «نقزة» عند حزب الله، ذلك ان المقاومة اعتبرت ان فرنسا تبنت الموقف الاميركي، وبالتالي لم تعد وسيطا بل طرفا في الصراع الدائر في المنطقة.

هذا التوتر انعكس ايضا بين عناصر الكتيبة الفرنسية ومقاتلي حزب الله، وتظهر ذلك بتراجع التواصل بين المسؤول في الكتيبة الفرنسية المعني بملف التعاطي مع «ميدانيين» للحزب، حيث بلغ ادنى مستوياته.

ويذكر ان اوساطا مقربة من المقاومة كانت قد اعربت عن امتعاضها من «شركة توتال إنرجيز» الفرنسية في وقت سابق، لاعلانها عن خلو بلوك رقم 9 من الغاز، متهمة اياها بالرضوخ للضغط الاميركي وخدمة مصالح «اسرائيل» في هذا المجال.

وبناء على هذه المعطيات، اراد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان خلال لقائه النائب محمد رعد التأكيد ان فرنسا ليست عدائية تجاه حزب الله، وتوضيح وجهة النظر الفرنسية حيال عدة مسائل. ومن جهته، تلقف النائب رعد اللقاء بايجابية، معربا عن ارتياحه للنقاش الذي دار مع الموفد الفرنسي.

«القوات»: بعد بيان «الخماسية» يجب تطبيق الدستور في الاستحقاق الرئاسي

الى ذلك، قالت مصادر «القوات اللبنانية» للديار ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، هدفها تأكيد ما جاء في بيان «اللجنة الخماسية» في نقطتين اساسيتين: النقطة الاولى هي المشاورات المحدودة النطاق، والنقطة الثانية الجلسة المفتوحة بدورات متتالية. ولفتت المصادر الى ان الموقف الدولي يصطف مع الفريق الذي يريد تطبيق الدستور، مضيفة ان موقف «الخماسية» وموقف لودريان يتطابقان مع موقف المعارضة، لجهة ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ورفض منطق طاولة الحوار المخالفة للدستور اللبناني.

واثنت المصادر على جهد «الخماسية» ولودريان من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي، كما اعتبرت ان مرحلة ما بعد بيان «الخماسية» وزيارة لودريان يجب ان تكون لجهة الذهاب قدما نحو التزام الافرقاء بما تعهدوا به. وهنا، تشير المصادر الى ان على الرئيس بري الالتزام بالمشاورات المحدودة النطاق، دون ان يكون هو من يدعو اليها او يترأسها.

مصادر مقربة من «الوطني الحر»: الغرب لا يُريد عودة النازحين لسوريا كي لا يعترف بانتصار الاسد

ورداً على ما قاله الوزير السابق سليمان فرنجية في مقابلة ،ان احزابا تدعي الحفاظ على المسيحيين غير انها خاضت حروبا قتلت المسيحيين وهجرتهم،اكدت مصادر مقربة من «التيار الوطني الحر» ان الجنرال ميشال عون عندما كان قائدا للجيش اللبناني لم يقتل لبنانيين مدنيين مسيحيين، بل خاض حربا لبسط الشرعية على المناطق التي سيطرت عليها الميليشيات آنذاك، التي كانت تفرض خوة على الناس، واستباحت مرافق الدولة لمصلحتها الخاصة. وتابعت المصادر ان الجنرال ميشال عون ينطلق دوما من هذه المقولة : «لا دم على ضميرنا، لا عمالة علينا، ولا عمولة في جيابنا».

وعن القرار الاوروبي ومن ورائه القرار الاميركي بابقاء النازحين السوريين في لبنان، اعتبرت مصادر التيار ان الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية لا تريد ارجاع النازحين السوريين الى بلدهم، لان هذا الامر يعد انتصارا واعترافا بالنظام السوري برئاسة بشار الاسد، في حين ان الغرب عمل على اسقاط الاسد وتخريب سوريا خلال 13 سنة، الا ان النظام السوري صمد وانتصر مفشلا خطط الغرب الخبيثة.

واضافت المصادر بان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية تسعى الى استخدام ورقة النازحين السوريين، ورقة ضغط على الصعيد الامني او السياسي او الاقتصادي، بهدف فرض املاءاتهم على لبنان.

اما على صعيد الحرب الدائرة في غزة، قالت المصادر المقربة من الوطني الحر للديار ان «اسرائيل» خسرت الحرب بوجه حماس، وما تقوم به من مجازر بحق المدنيين في غزة هو تعويض لفشلها العسكري في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ولذلك تنتقم من الفلسطينيين العزل. وتابعت ان الكيان الصهيوني يقول انه يحتاج لسبعة اشهر اضافية في القتال ضد حماس، الا انه يغرق يوما بعد يوم في غزة، ويتخبط بفشله عسكريا وميدانيا، اضافة الى ان ما لم يستطع فعله خلال السبعة اشهر السابقة، لن يتمكن من تحقيقه لا اليوم ولا بعد عدة اشهر.