اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كسر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط الجمود الرئاسي واخذ على عاتقه اخذ المبادرة بالتحرك باتجاه مختلف الكتل بمسعى هدف بالدرجة الاولى لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء المتخاصمين رئاسيا.

تحرّك الاشتراكي الذي اتى، بحسب معلومات الديار، بطلب فرنسي وتحديدا من الموفد الرئاسي جان ايف لودريان خلال زيارته الاخيرة الى بيروت، انطلاقا من موقع جنبلاط الوسطي الذي يسمح له بالحديث مع الجميع، لا يرقى كما تجزم اوساط الاشتراكي عبر الديار الى حد المبادرة فلا اسماء تطرح ولا الية وضعت انما هدفه الاساس السعي لايجاد مساحة مشتركة يمكن التأسيس عليها لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من ثلاجة الانتظار.

لبى جنبلاط الاب طلب فرنسا فبدأ جنبلاط الابن حراكه باتجاه المعنيين وفي مقدمهم معراب وميرنا الشالوحي بعدما كان غازي العريضي قد استهل النقاش مع الثنائي الشيعي قبل يوم من انطلاق تيمور والوفد الاشتراكي باتجاه رؤساء الكتل. في اجتماع العريضي مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري كما المعاون السياسي لامين عام حزب الله الحاج حسين الخليل، تفيد معلومات الديار بان العريضي سمع كلاما واضحا بداية من الرئيس نبيه بري حول موضوع الحوار ، مفاده :" سمّه ما شئت سواء كان حوارا او تشاورا او نقاشا لكن هناك اصول وهناك مجلس نواب واي تشاور او حوار يجب ان يترأسه رئيس البرلمان، وتوجه بري للعريضي بالقول انه "حلحلا " مع لودريان وقبل بدل الحوار بالتشاور لكن لا يمكن تخطي رئيس المجلس ، هذا الكلام نفسه عاد وسمعه العريضي عند الحاج حسن الخليل الذي اكد للعريضي ان حزب الله مع الرئيس بري في هذه النقطة. هذا في الشكل ، اما في المضمون، فقد حرص الثنائي الشيعي على التأكيد للعريضي على استعدادهم للنقاش المفتوح مع الحرص على التأكيد في الوقت نفسه ان هذا الامر لا يعفيهم من استمرار التمسك بمرشحهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سائلين: هل من المعيب ان يكون لدينا مرشح؟ فنحن منفتحون للنقاش لكن لدينا مرشح واضح اسمه، تماما كما اكد كل من بري وحسين الخليل لموفد جنبلاط غازي العريضي.

وفي اطار الحديث عن الاسماء، علمت الديار من مصادر موثوق بها ان لودريان طرح مع بعض من التقاهم في بيروت فكرة ازاحة سليمان فرنجية من المعادلة وبدء الحديث عن خيار واسم رئاسي ثالث، لكن هذا الكلام لم يأت على ذكره الموفد الفرنسي خلال لقائه الرئيس بري كما مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، بحسب المصادر.

وفي هذا السياق، افادت اوساط متابعة للقاءات التي اجراها لودريان مع المعنيين في بيروت بان الفرنسيين باتوا مقتنعين بان القوات ورئيسها سمير جعجع هو من يعقّد الملف الرئاسي ويمتنع عن التسهيل حتى بموضوع الحوار، ايمانا من القوات بان كل ما يحصل لن يجدي نفعا والمطلوب هدم الهيكل على رؤوس الجميع تمهيدا لاعادة الترميم من الاساس.

على اي حال وفيما لمس الاشتراكي مرونة اكبر لدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لجهة الانفتاح على الحوار المنتج ، فهو لم يلمس الا التصلب نفسه لدى القوات لجهة رفض اي حوار يسبق جلسة الانتخاب كما رفض الحوار برئاسة بري.

وعليه، وفيما من المتوقع ان يختتم اللقاء الديموقراطي لقاءاته الاسبوع الحالي، من حيث استهل اجتماعاته اي بلقاء يجمعه مرة جيدة بالرئيس بري في عين التينة، لوضعه في محصلة اللقاءات التي عقدها مشددا خلالها على اهمية التشاور بين جميع المعنيين بانتخاب الرئيس؛ يجزم مصدر متابع بان حراك اللقاء الديموقراطي سيكون مصيره كسابقاته اي حركة بلا بركة اذ لا نتائج ملموسة متوقعة منه ولا خرق يُعوَّل عليه بجدار الازمة الرئاسية، وكل ما يسعى جنبلاط للقيام به هو تلبية الرغبة الفرنسية والسعي لتقريب وجهات النظر ما دام انه لا يزال يعتبر بموقع وسطي يسمح له بالانفتاح على الجميع. وهو اي جنبلاط حريص على عدم الكسر بخاطر فرنسا التي اضاعت كل اوراقها في لبنان ولا سيما ان نقاشا كان دار داخل الاروقة الفرنسية قبيل زيارة لودريان الى بيروت مفاده حول ما اذا كان لا بد من زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان راهنا او الافضل تأجيلها وقد نصح جنبلاط ماكرون بعدم المجيء الى لبنان ما دام لا جديد بعد ولا خرق يعوّل عليه وذلك تحاشيا لفشل فرنسي جديد في الملف اللبناني وبالتالي تحميل باريس مسؤولية فشل اللبنانيين فيما بينهم بانتخاب رئيس للبلاد!

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»