اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ما هو وضع القطاع العقاري اليوم؟

وهل يعيش انتعاشة ما رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللبناني وسط الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ خمس سنوات؟ كيف يتدبر القطاع أموره على أرض الواقع وهل تمكن من تجاوز الأزمة ام أنه يعيش وسط دوامتها؟... هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها نقيب المطورين العقاريين السابق مسعد فارس الذي يرى الواقع بمزيج من الايجابية والسلبية وهو لا يتوانى عن القول ان الشعب اللبناني شعب جبار وصامد في وجه كل الأزمات مهما بلغت شدتها.

يقول فارس :

الكثيرون لن يعجبهم كلامي إزاء هذا الأمر لكنني أرى أن الواقع العقاري حاليا من ناحية الأسعار أولا بالنسبة للصدمة التي تلقاها في العام ٢٠٢٠ كانت صدمة إيجابية إذ ان الكثيرين استثمروا أموالهم في العقار رغم أن الأسعار يومذاك كانت غير منطقية وكان يجب تصحيح السوق. حاليا بسبب الأزمة انخفض سعر العقار وتراجعت عمليات البيع لكن السوق مع بداية هذا العام عاد للتحسن قليلا بأسعار منطقية بنسبة ٧٠% من اسعار ما قبل الأزمة وقد تطابقت الأسعار الحالية مع عملية التصحيح التي كانت يجب أن تتم سابقا. أن السوق اليوم بطيء لكن أسعاره جيدة رغم أن البائع والمشتري يطمحان للحصول على اسعار أفضل. يحتاج البعض الى بيع عقاره فيلجأ الى طرحه بسعر مغر وكذلك يتهاون البعض بالسعر لتسيير العمل وخلق حركة بيع. في النتيجة هذا هو واقع اي سوق في العالم إذ انه يخضع لواقع العرض والطلب. ان بعض اللبنانيين المغتربين يشترون حاليا عقارات بأسعار غير منطقية احيانا وهم يدفعون نقدا لكن إجمالا لا يوجد حاليا استثمارات عقارية ضخمة مثل مشروع سما بيروت او مشروع بلاتينيوم او غيره، لأنه لا يوجد تمويل مصرفي الذي اثر غيابه من عدة جوانب . لقد خسرنا أولا اموالنا في المصارف لم نعد نملك الخميرة التي تعيننا على البدء باي مشروع ثم ان الاقتراض من المصرف بات أمرا صعبا جدا . ان البعض يبني اليوم أبنية من ٤ او ٥ طبقات ويبيعها وهو يبني من ماله او مدخراته الخاصه. أن من يريد بناء أبنية ضخمة لا يستطيع ذلك اليوم، خصوصا ان البلد غير مستقر ومجهول المستقبل ولا وجود للقروض المصرفية أيضا. لقد تغير وضع الناس وكذلك أجور العمال.

وعن الحركة العقارية يقول فارس :

توجد أسئلة كثيرة بهذا الخصوص وانا بحكم علاقتي الوثيقة بالوسطاء والمطورين استطيع القول ان الوسطاء يعملون بصعوبة شديدة وهم يحققون مدخولا لا بأس به لكن بنسبة ١٠ او ٢٠%عما كان سابقا. ان الناس اليوم حائرة وهي تتريث جدا قبل اتخاذ قرار الشراء لذا العمليات قليلة جدا.

 لقد تراجعت إلى نسبة النصف حاليا. ان السوق العقاري قبل الأزمة لم يكن بأفضل أيامه لكن كان يوجد تمويل والوضع مختلفا في البلد. لقد عاد عملنا العقاري بعد الأزمة بالتدريج حتى وصلنا اليوم إلى نسبة النصف عما قبل الأزمة.

ويعتبر فارس أن اقتناء البيت هو الأولوية الأولى لدى الناس وخصوصا اللبناني لكن الوضع الصعب في البلاد يجعل المرء يفكر في توفير الحاجات المعيشية أولا مثل الغذاء والصحة وتعليم الأولاد. المشكلة ان شراء بيت هو خطوة مصيرية مهمة فإذا لم يستطع المرء إكمال دفع الأقساط فسيواجه مشكلة كبيرة. حاليا المطور العقاري في المشاريع الصغيرة يقبل تقسيط بقية المبلغ لكن لمدة سنتين او ثلاث ليس أكثر فالحقيقة أنه ليس مؤسسة الإسكان التي تقسط بدفعات معتدلة على مدى ٣٠ سنة.

برأيكم أن الناس اليوم تتجه الى شراء البيوت ذات الأسعار المعتدلة؟

يوجد طلب على هذه البيوت كما يوجد طلب على البيوت ذات الأسعار المرتفعة. الحقيقة أن الحرب الأهلية أزالت الطبقة الوسطى وقد عمل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على مدى سنوات لإعادة خلقها وقد جاءت الأزمة الحالية لتعيد إزالتها. لقد غدونا فقراء وقد ضاعت اموالنا او مدخراتنا في المصارف وتوقفت أعمالنا ونحن اليوم كلما صرفنا دولارا نفكر كيف سنعود بينما كنا في السابق نصرف ولا نفكر في شيء إذ كنا نعمل ونحقق مدخولا جيدا بينما تحول هذا المدخول اليوم إلى صفر . ان القطاعين العام والخاص مغلوب على امرهما . أن القطاع الخاص يعيش اليوم تحت ضغط كبير ولا شيء يتحرك في البلاد فالاعمال متوقفة إذ يوجد جمود اقتصادي كلي.

كيف تنظرون إلى خطوة مصرف الإسكان الحالية بإعادة القروض السكنية ؟

الله يعطيه العافية مدير المصرف طوني حبيب، فهو رجل خلاق و "شاطر" لكن مبلغ ٤٠٠٠٠ دولار ماذا يشكل؟ صحيح أن "البحصة تسند خابية" كما يقول المثل لكن هذا المبلغ لا يكفي لشراء منزل ، أنه يساعد في الترميم . حبذا لو كان هذا المبلغ أكبر ولمدة اطول لكان الأمر أكثر راحة وله مفعوله في السوق. انا لا اعتقد انه سيحقق شيئا في السوق وهو سيساعد الناس بشكل أكيد إنما من يعيش في المدينة وضواحيها لن يستطيع شراء عقار بهذا المبلغ. ان أقل عقار يتراوح ثمنه بين ١٠٠ و٢٠٠ او ٣٠٠ الف دولار. لقد تدنى مدخول العائلة وهو يكاد لا يكفي تلبية حاجات العائلة المعيشية.

اي المناطق الأكثر طلبا اليوم؟

الاشرفية ورأس بيروت. أسعارها عالية رغم أنها تدنت إلى مستوى١٠او٢٠%.

ما هي المناطق الأخرى المطلوبة ايضا؟

المناطق الأخرى بأسعار أدنى من ٥٠٠٠٠٠ هي المتن، عاريا... خلده. كما توجد حركة لا بأس بها على الشقق السكنية المستعملة .

وينهي فارس حديثه بالقول :

ان الوضع طبيعي مع ما حدث في لبنان وما عاناه الشعب والدولة ولا يمكن حدوث افضل مما هو حاصل لكن شعبنا هو شعب جبار إذ لو حدث في اي بلد بالعالم ما حدث في لبنان لأصبح الشعب متسولا على الطرقات. لقد حدث في لبنان أكبر عملية سلبية ممكن حدوثها في التاريخ . انا تخصصت في علم الاقتصاد ولم اقرأ شيئا في تاريخ الاقتصاد على مر العصور حتى في اميركا اللاتينية ليس فيها من فوضى وفساد كما حدث في لبنان . لقد حجزت المصارف اموالنا ومنعتنا من الحصول عليها حيث اننا لا نستطيع أخذها. ايعقل هذا؟...

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»