اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تؤثر التغذية بشكل كبير على صحتنا الجسدية والعقلية. يتجاوز تأثير النظام الغذائي مجرد تزويد الجسم بالطاقة اللازمة، ليشمل تأثيرات مباشرة على الحالة المزاجية والعاطفية. مع التقدم في الأبحاث العلمية، أصبح من الواضح أن ما نأكله يمكن أن يؤثر على صحتنا النفسية بطرق عميقة ومهمة.

العلاقة بين الغذاء والمزاج

أكدت أخصائية التغذية رولا سروع لـ"الديار" أن الدراسات العلمية وجود علاقة وثيقة بين النظام الغذائي والمزاج. مضيفةً: "تحتاج أدمغتنا إلى مجموعة متنوعة من المغذيات لتعمل بشكل صحيح، وتشمل هذه المغذيات الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية. وعندما نحصل على هذه العناصر الغذائية بشكل كافٍ، يمكن لأدمغتنا إنتاج المواد الكيميائية اللازمة للحفاظ على مزاج جيد وصحة عقلية سليمة".

الشوكولاتة الداكنة والمزاج

أشارت سروع الى أن الأبحاث تثبت أن تناول الشوكولاتة الداكنة يمكن أن يحسن المزاج والذاكرة. وتحتوي الشوكولاتة الداكنة على مركبات تعزز من إفراز هرمون السعادة، السيروتونين، في الدماغ. فهذا الهرمون يلعب دوراً رئيسياً في تحسين الحالة المزاجية والشعور بالراحة.

فيتامينات ب وصحة العقل

أما بالنسبة الى الفيتامين "ب"، فشرحت سروع أن له دورًا كبيرًا في إنتاج المواد الكيميائية المسؤولة عن السعادة في الدماغ. مضيفةً أنه يمكن العثور على فيتامينات ب في مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الخضروات والفاصوليا والموز والبنجر. مكملات فيتامين ب12، على سبيل المثال، تساعد في معالجة مشاكل الخمول وضعف الذاكرة، وحتى الاكتئاب. فنقص هذه الفيتامينات يمكن أن يؤدي إلى ظهور حالات مزاجية منخفضة ومشكلات في الصحة العقلية.

السكر والاضطرابات العقلية

أوضحت الباحثة سوزان ديكنسون أن زيادة كمية السكر المتكرر في النظام الغذائي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في الاضطرابات العقلية. يؤثر السكر على المزاج بشكل سلبي، حيث يمكن أن يسبب تقلبات في مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والاكتئاب.

مضادات الأكسدة والدوبامين

مضادات الأكسدة تلعب دورًا هامًا في تعزيز السعادة في الدماغ عن طريق زيادة مستويات الدوبامين والسيروتونين. فهذه المواد الكيميائية تعزز الشعور بالسعادة والراحة، ويمكن العثور على مضادات الأكسدة في العديد من الأطعمة مثل الفواكه والخضروات والمكسرات.

الأوميغا 3 وصحة العقل

وأشارت سروع الى أن الأوميغا 3 هي أحماض دهنية تشارك في عملية تحويل الغذاء إلى طاقة، وهي مهمة جداً لصحة العقل. ولها علاقة مميزة مع الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين، كما يمكن العثور عليها في الأسماك الزيتية والمكسرات والبذور والخضروات الورقية والبيض ولحوم الماشية التي تتغذى على العشب. تُعرف الأوميغا 3 بأنها تساعد على محاربة الاكتئاب وتحسين المزاج.

البروبيوتيك وصحة الجهاز الهضمي

أظهرت الدراسات أن البروبيوتيك يمكن أن تخفض من حالات الاكتئاب والإجهاد، كما ترفع من مستوى المشاعر السعيدة. تعتبر صحة الجهاز الهضمي من العوامل المؤثرة بشكل كبير على الصحة العقلية، والبروبيوتيك تساعد في الحفاظ على توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء.

تأثير الحالة النفسية على التذوق

أشارت بعض الدراسات الألمانية إلى أن الحالة النفسية لا تؤثر فقط على اختيار الأطعمة بل أيضًا على قدرتنا على تذوقها. وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة وارزبورغ الألمانية، فإن الشعور بالسعادة أو الحزن يمكن أن يخفض من القدرة على تذوق الدهون في الأطعمة، بينما يزيد من القدرة على تذوق المذاقات المرة والحلوة.

تظهر هذه المعلومات بوضوح أن التغذية لها تأثير كبير على صحتنا العقلية والنفسية، من خلال تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية، مثل الفيتامينات ومضادات الأكسدة والأوميغا 3 والبروبيوتيك، يمكننا تحسين مزاجنا وصحتنا العقلية بشكل عام. من المهم أن نكون واعين لنوعية الطعام الذي نتناوله وأن ندرك تأثيره الكبير على حالتنا النفسية.

الأكثر قراءة

لا تقعوا في فخ حزب الله