اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

جو خوري إبن مغدوشة – جنوب لبنان، عرض عمله بحضور جمهور نموذجي من المهتمين، لتنطلق الوقائع من غرفة سكن له في المدينة أرادها مكاناً يمارس فيه حريته ورغباته من دون حسيب أو رقيب أو حتى من يسأله لماذا؟ لكن ما واجهه ميدانياً مختلف تماماً عما توقعه فهو يحاول كل يوم أن يضبط حياته بمعيار معين من دون فائدة لأن الفوضى كانت السمة الغالبة التي قلبت الموازين رأساً على عقب.

أغراضه الشخصية مبعثرة في أنحاء المكان وهو مضطر لتخصيص يوم للنظافة حتى لا تلتهمه الأشياء الكثيرة التي توحي بالفوضى والحزن واللامسؤولية، ومع ذلك لا حل شافياً لما يعاني منه، وبالتالي ما أحلى الركون إلى منزل العائلة حيث النظافة والرهافة والحب والمسؤولية الكاملة، وحيث الأبوان بركة وعماد البيت.

المسرحية التي تشتكي من سلبيات استقلال الشباب تطالب في الوقت نفسه بعدم كتم أنفاس أبناء الجيل وتركهم للحرية للإنطلاق فالحياة تُعاش مرة واحدة ويجب إستغلال كامل إيجابياتها، وكأنما المطلوب إيجاد حل وسط بين نموذجي العيش، فيكون هناك توازن ما بين الانتماء العائلي والخيار الشخصي للشباب في أن تكون لهم المساحة الكافية من الحرية.

الممثل والمخرج وصاحب النص جو الخوري يقدم نفسه من دون رتوش، وكأنه مادة خام جديدة لم تُشذب بعد، متحركاً في المضمون إلى تشعبات في كل الإتجاهات، فيعرض للواقع السياسي، الاجتماعي، والاقتصادي، مستعرضاً وجهة النظر تجاه ما يدور من صراعات في الوطن وحيث لا يعود الرأس قادراً على الاستيعاب وإتخاذ القرار.

لهذا الفنان الشاب ميزة الحركة من دون ضوابط رقمية تفرض عليه سنتيمترات معينة على الخشبة، لقد اختار مسرحاً على قياسه، وموضوعاً هو حياته اليومية، وبين الأكسسوارات كتب ودمى وتقاصيص وبعض الذكريات التي لا تُنسى، في محاولة لولوج المنطقة الفاصلة بين واقع الأزمات المطروحة وما أكثرها، والمنتظر من كل التطورات على الأرض.

مثل هذا العمل مهمته إتخاذ موقف من القضايا في محيطه، والإحاطة بكل الظواهر غير المقبولة مجتمعياً، مع عرض ما لا يُعجب لكشف العيوب بأكبر قدر من الشفافية والود، تماماً كم فعل بطل العمل جو الخوري.

الأكثر قراءة

لا تهينوا الطائفة الجريحة