اسقطت الولايات المتحدة الأميركية حكومة الحرب "الاسرائيلية"، فكان ردّ بنيامين نتانياهو المزيد من التشدد بوجه مقترح جو بايدن لإنهاء الحرب في غزة، وتصعيداً كلامياً من "الاسرائيليين" ضد الأميركيين من باب التسليح، حيث عادت اتهامات نتانياهو للإدارة الأميركية بتأخير شحنات أسلحة لاستخدامها في الحرب على غزة، فكيف يمكن توقع حرب "اسرائيلية" على لبنان في ظل غياب الدعم الأميركي لها؟
بالنسبة الى مصادر قريبة من المقاومة، فإن العدو الإسرائيلي أعجز من أن يشن حرباً على لبنان، في ظل غياب الدعم الأميركي، ولكن ليس أكيداً أن الدعم الأميركي لن يكون موجوداً بحال بادرت "اسرائيل" الى فتح الحرب، لأن المصلحة الاستراتيجية "لإسرائيل" هي خط أحمر بالنسبة للأميركيين، بغض النظر عن هوية الرئيس والإدارة، إنما السؤال الذي يجب أن يُطرح هو حول الأهداف الاستراتيجية لأي حرب "اسرائيلية".
وتشير المصادر الى أن حرب تموز عندما وقعت، بعد أن ثبُت أن عملية الأسر سرعتها أسابيع معدودة، كانت لاجل تحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بالشرق الأوسط الجديد، ولكن انتهت الحرب بتحقيق فشل استراتيجي للمشروع. بينما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، فليس هناك أي اهداف استراتيجية تسعى "اسرائيل" لتحقيقها من الحرب، علماً انها تتحدث عن نيتها "استعادة أمن الشمال وإعادة المستوطنين الذين نزحوا من منازلهم، بالعمل العسكري أو الديبلوماسي". فهل هذا الهدف يُعد استراتيجياً ويحتاج الى حرب سيكون ضررها على "اسرائيل" غير مسبوق تاريخياً؟
وترى المصادر أن ليس هناك من هدف أساسي لأي عدوان إسرائيلي على جنوب لبنان، حيث ان ما يمكن وصفه بالهدف هو السعي إلى معالجة الأزمة أوالخطر، الذي كان قد برز بعد السابع من تشرين الأول الماضي، لناحية المخاوف التي لدى سكان المستوطنات الشمالية، وهو ما تعزز نتيجة دخول حزب الله على خط الحرب، لا بل حتى كشفه عن المزيد من القدرات العسكرية المتطورة نسبياً لديه. وبالتالي لأجل إعادة مستوطنين ستكون النتيجة نزوح عشرات الآلاف غيرهم.
من هذا المنطلق، يمكن فهم رغبة "الاسرائيلي" بالحل الديبلوماسي الذي يجعله قادراً على إعلان تحقيق إنجاز، ورغبة الأميركيين بعدم توسيع الحرب، لأن توسيعها سيعني الدخول في حرب اقليمية ستغير وجه المنطقة.
حتى الآن، لا يزال "الإسرائيلي" يفضل الوصول إلى الحل لمعالجة ازمته في الشمال بالطرق الديبلوماسية، بعيداً عن كل التهديدات التي يطلقها، نظرا إلى أنه يدرك كلفة الحرب مع حزب الله، إلى جانب عدم ضمانه النتائج التي قد تترتب على ذلك، لكن حاجته إلى حل في وقت قريب قد تدفعه إلى التصعيد دون الحرب، من أجل فرض الإسراع في الوصول إلى تسوية. بينما في المستقبل بعد سنوات، فإن الحرب ستقع لأن المنطقة لا تتحمل وجود "اسرائيل" ومحور مقاومة في وقت واحد.
من هنا، يسعى الأميركيون لإنهاء هذه الحرب، وإدخال "الاسرائيليين" في صلب المنطقة عبر التطبيع، والتجهيز لحرب كبيرة مقبلة بحال استمر الصراع على ما هو عليه اليوم، ومن هذا المنطلق يستمر تدهور علاقات الإدارة الأميركية بنتانياهو، وهو ما أدى الى إلغاء لقاء الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة و "إسرائيل" الذي كان مقرراً أن ينعقد اليوم.
يتم قراءة الآن
-
اليوم التالي: أين توطين الشيعة؟
-
غموض في مصير لبنان وسط التهديدات «الاسرائيلية» المستمرة لا عودة خليجية بلا استقرار أمني شامل مواجهة صامتة على صلاحيات الحاكم
-
أيّ رؤوس تسقط في لبنان؟
-
هل ما يدور بين الرئيس عون وحزب الله "حوار طرشان"؟ الإتفاق على العناوين العامة لا يُبدّد الخلاف على التفاصيل - المقاومة واقعيّة وتدرك التحوّلات... لكنها لن تقبل" بالإنتحار" - خطة حزب الله جاهزة للعرض متى بدأ الجدّ!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:19
القيادة الوسطى الأميركية: ضرباتنا لا تهدف لإلحاق الأذى بالشعب اليمني الذي يتطلع للتخلص من الحوثيين، وعلى الحوثيين والإيرانيين إدراك أن العالم لن يقبل بتهريب وقود وسلاح.
-
22:18
القيادة الوسطى الأميركية: تدمير ميناء رأس عيسى للوقود الذي يسيطر عليه الحوثيون، وضرباتنا على ميناء رأس عيسى تهدف لتقويض مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين.
-
22:17
وسائل إعلام تابعة للحوثيين: عدوان أميركي بـ4 غارات على منطقة رأس عيسى في الحديدة، وبغارتين على منطقة الصمع بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء.
-
21:49
واشنطن بوست: قائمة بـ8 خطوات لبناء الثقة سلمها في بروكسل مسؤول بإدارة ترامب لوزير خارجية سوريا، وهي تتضمن: مطالبة دمشق بترحيل أعضاء المجموعات الفلسطينية لتهدئة المخاوف "الإسرائيلية".
-
21:48
واشنطن بوست: قائمة بـ8 خطوات لبناء الثقة سلمها في بروكسل مسؤول بإدارة ترامب لوزير خارجية سوريا، وهي تتضمن: مطالبة دمشق بإصدار إعلان يحظر جميع المجموعات والأنشطة السياسية الفلسطينية.
-
21:47
واشنطن بوست: قائمة بـ8 خطوات لبناء الثقة سلمها في بروكسل مسؤول بإدارة ترامب لوزير خارجية سوريا، وهي تتضمن: السماح بتنفيذ عمليات أميركية لمكافحة الإرهاب على الأراضي السورية.
