اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع مرور أكثر من ثمانية أشهر على عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول، والتي غيرت منطقة غرب آسيا بشكلٍ كبير، وحولت ما يجري في لبنان وغزة من حرب الى حدث جيوسياسي كبيرٍ جداً، له أبعاده الاقتصادية والعسكرية والسياسية على سياسات دول كبيرة ومهمة في العالم،

وفي ظل فشل المفاوضات الأخيرة، واستبعاد المضي في تنفيذ مبادرة بايدن الأخيرة، وبعد أن أعلن وزير الخارجية القطري منذ يومين العودة إلى المفاوضات ما بين الأطراف المعنية، لا سيما مصر والولايات المتحدة الأميركية، لوضع آلية لتنفيذ خطة بايدن، يبدو أن الأمور تتجه نحو الإشكالية التي وقعت بها المفاوضات من حيث الترتيبات الأمنية و المدة الزمنية لتنفيذها، والتي كانت تتحدث عن ستة أسابيع. كل ذلك أدى إلى فشل هذه المفاوضات حتى هذه الساعة، وما زالت "اسرائيل" مستمرة في تنفيذ ضرباتها وقصفها لمدينة رفح، وارتكابها مجازر مروعة ضد الفلسطينيين.

 في المقابل لا تزال المقاومة مستمرة في ردها على غزو مدينة رفح، ويرجح مصدر سياسي في "أنه لو تفاقم الوضع في الجبهة الداخلية في غزة وتم ارتكاب المزيد من المجازر واستبعدت أي مفاوضات قريبة جداً، فمن المحتمل أن تقوم "اسرائيل" بشن ضرباتٍ توسعية باتجاه لبنان، لتحميل المسؤولية الكاملة للحكومة اللبنانية ولحزب الله لما يجري في غزة، من خلال جبهة الدعم والمساندة التي يقوم بها". واستبعد المصدر" ان تكون هذه الضربات على مستوى حربٍ شاملة او اجتياح بري او ما شابه، ولن يتجاوز ذلك سوى القيام بشن بعض الضربات لبعض المرافق الحيوية داخل لبنان".

ويشير المصدر الى أن " العرض الدقيق الذي يقدمه الإعلام الحربي لما يجري من عمليات لحزب الله، بالإضافة إلى جبهة اليمن التي يوثق اعلامها ايضاً عمليات أنصار الله في اليمن، زاد من عزيمة وتضامن الشعوب مع جبهة لبنان واليمن"، ويضيف أن "تصوير العمليات ونشرها في جنوب لبنان وفي اليمن، يشير إلى امتلاك فصائل محور المقاومة في جبهات الإسناد، ما يهدد الولايات المتحدة الأميركية والعدو الصهيوني على المستوى الاستراتيجي في المنطقة لعشرات السنوات المقبلة، وما يحصل فعلياً هو استعراض ميداني للقوة العسكرية الأولية التي تتمتع بها جبهات لبنان واليمن، مما يشير إلى أن أي معركة مقبلة قد تؤدي فعلياً إلى تحولاتٍ هائلةٍ في المنطقة، وسيكون لها تأثيراتها في الدول العربية المطبعة مع الكيان".

ويؤكدُ المصدر السياسي أن "جبهتي لبنان واليمن تحولتا إلى عرض عسكري لتقنيات حديثة، تثبت قدرة المقاومة على ردع قدرات الولايات المتحدة الأميركية والعدو الصهيوني، الذي لم يحقق حتى هذه اللحظة اي انتصار ميداني، وهذا ما سينعكس عليه في أي حرب مقبلة". في حين ان أحداً لا يستطيع أن ينكر قدرات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية المتقدمة عسكرياً بشكلٍ كبير.

في المقابل وبحسب المصدر تمتلك فصائل محور المقاومة قدرات مهمة على مستوى المواجهة، وعلى مستوى الإصرار على تحقيق النصر من جهة أخرى، لذلك فإن القوة العسكرية التي تمتلكها اليوم الولايات المتحدة الأميركية و "إسرائيل"، لم تستطع حتى هذه اللحظة الانتصار على محور المقاومة، فالتكتيك العسكري الدقيق والحساس المتبع في جنوب لبنان والبحر الأحمر، هو تكتيكُ مواجهةٍ قوي استطاع أن يردع الأميركي و"الإسرائيلي" خلال المعركةِ الحاليةِ انطلاقاً من جبهات الإسناد، فكيف إذا اندلعت الحرب المفتوحة، والتي حتماً ستؤدي إلى تبدلات في جبهات لبنان واليمن على المستوى النوعي والكمي".

في حين يقول خبير استراتيجي أن ناتج تدخل المقاومة في مواجهة "اسرائيل"، أتى على الشكل الاتي:

١- اشغال المقاومة لـ ٤ فرق عسكرية عديدها بين ١٠٠ الى ١٢٠ الف، كان يمكن استخدامها في غزة لو ان الجبهة اللبنانية هادئة.

٢- مطالبة رئيس الاركان بتجنيد ما يقارب فرقة عسكرية جديدة، لتعويض الخسائر في غزة ولبنان.

٣-٢٧٥ الف مهجر "اسرائيلي" بحسب معلومات اميركية.

٤- شلل كبير في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة (بنسبة ٦٥%).

٥- حزام امني لاول مرة داخل فلسطين المحتلة بعمق حوالى ١٠ كلم.

٦- تفوق المقاومة حتى اللحظة في المعركة الاعلامية والنفسية.

٧- اعماء استخباراتي "اسرائيلي" سمعي وبصري بنسبة كبيرة، بسبب استهداف منظومات الرصد والتنصت على الحد الامامي وفي النسق الثاني (الاستعلام التكتيكي)، واعتماد العدو على المسيرات وطائرات الانذار المبكر والاقمار الصناعية ( الاستعلام العملياتي).

٨- بلغت العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة خلال الأسبوع الماضي ١٠ عمليات، نفذها ٢٦ صاروخا باليستيا ومجنحا ومسيرة وزوق واستهدفت ٨ سفن، في حين بلغ عدد السفن المستهدفة والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني ١٥٣ سفينة، كل هذا يؤكدُ قوة المقاومة في الجنوب واليمن.

في المحصلة، ما زالت جبهات الإسناد تعمل حتى هذه الساعة في إطار الدعم والإسناد، من أجل إنهاء الصراع في قطاع غزة والوصول إلى وقف الحرب، وكل الوفود التي تزور لبنان و "إسرائيل" من أجل عدم جر المنطقة إلى الحرب لن تحقق اهدافها، إلا في حال توقفت الحرب نهائياً في غزة. وما ذهاب البعض إلى ايجاد حل حقيقي، إلا تأكيدٌ واضح على مدى قوة المقاومة وجبهتي لبنان واليمن في الضغط على "اسرائيل". أما إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه فستكون الحرب في الأيام المقبلة قاسية وعنيفة براً وبحراً وجواً ومن دون أسقفٍ.

 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»