اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تحولت الوشاية السخيفة حول تخزين حزب الله للاسلحة في حرم ومحيط مطار رفيق الحريري الدولي الى نكتة سمجة بالامس، بعدما حاولت دولة الاحتلال الاسرائيلي ومن يدور في فلكها من اعلام غربي ومحلي وعربي مأجور ومتواطىء، وبعضه «احمق»، استخدام الخبر للتهويل على اللبنانيين، وتشريع وتبرير استهداف المطار، وشن حرب نفسية موازية ضد حزب الله الذي احتل المشهد الاعلامي بسلسلة من ادوات الحرب الردعية التي يحسن استخدامها جيدا. وبعد ان ثبت ميدانيا كذب «التلغراف»، التي تراجعت «تكتيكيا» عن خبرها، تبين مجددا ان المقاومة تتقدم بخطوات كبيرة في مجال الحرب النفسية، وبمقارنة بسيطة بين سلسلة الاخبار المفبركة خلال الساعات القليلة الماضية، وبين «الهدهد»  «والى من يهمه الامر» و»سنقاتل برا وبحرا وجوا» «والاستعداد للدخول الى المستوطنات»، وبين الحملة الدعائية «الاسرائيلية»، يبدو ان حزب الله قد حقق التفوق مجددا بدليل حركة مطار بيروت النشطة، واسلوب حياة اللبنانيين الذي لم يتغير، فيما يتهافت «الاسرائيليون» بطريقة هستيرية على شراء مولدات الكهرباء، خوفا من انقطاع الطاقة على نحو كامل في الايام الاولى للحرب المفترضة في الشمال.

«نصائح» اميركية لـ «اسرائيل»

ولا يزال احتمال نشوب الحرب  من عدمه، يحتل الحيز الاكبر من مساحة المواقف والحراك الديبلوماسي الذي انتقل بالامس الى واشنطن، وكان في صلب محادثات وزير الحرب «الاسرائيلي» يوآف غالانت مع المسؤولين الاميركيين، وفي مقدمتهم المبعوث الاميركي الى المنطقة عاموس هوكشتاين. وفيما اعلن «البنتاغون» ان الجهود الاميركية تنصب على التوصل لحلّ ديبلوماسي للتوترات على الحدود «الإسرائيلية»- اللبنانية، توقع غالانت ان تتغير الاوضاع على كافة الجبهات بعد دخول حرب غزة في المرحلة الثالثة قريبا.

ووفقا لمصادر دبلوماسية، لا تزال واشنطن على موقفها من رفضها لتوسيع الحرب على لبنان، وقد تم ابلاغ غالانت بمخاطر هذه الخطوة على نحو صريح وواضح، مدعمة موقفها بمعلومات استخباراتية تفيد بان طهران جادة في تقديم الدعم غير المحدود لحزب الله في حال خروج الامور عن السيطرة، ولا مفر حينها من حرب اقليمية لن تكون القوات الاميركية قادرة على الحد من تداعياتها وتقديم الحماية المطلوبة لاسرائيل.

متى يعود هوكشتاين؟

ووفقا للمصادر نفسها، من المرتقب ان يعود هوكشتاين الى بيروت و»تل ابيب»، للاعداد للترتيبات الآيلة لاعادة الهدوء على الحدود، تزامنا مع الاعلان المرتقب عن انتهاء العمليات العسكرية في غزة، واعلان رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتانياهو «النصر» على حركة حماس، ويعمل الاميركيون على ان تكون هذه الخطوة بداية الدخول جديا في هدنة طويلة الامد في غزة تتضمن صفقة تبادل للاسرى، ووقف «مستدام» لاطلاق النار، يمكن من خلالها التمهيد لخطوات عملانية على جبهة لبنان، تبدأ بخفض التصعيد وصولا الى وقف للنار والدخول في تفاهمات جديدة تحت سقف «الـ1701».

تشكيك حزب الله

هذا السيناريو لا يزال مبهما، وتنظر اليه مصادر مقربة من حزب الله «بعين» الحذر، لان التصور النهائي حيال الخطوة «الاسرائيلية» باعلان «النصر» في غزة لا تزال ضبابية، وليس من المؤكد ان يليها صفقة مع حركة حماس، ووقف نهائي لاطلاق النار، ولهذا يتم التعامل بالكثير من الشك في حقيقة النوايا الاميركية و»الاسرائيلية».

والى ان تتضح معالم الامور، تتمسك المقاومة باستراتيجيتها الردعية ولن تتراجع عنها، وعندما يحصل وقف جدي للعدوان على القطاع «يبنى على الشيء مقتضاه» حيال الترتيبات اللاحقة، لكن المعادلة لا تزال على حالها بخصوص العمليات العسكرية التي ستتوقف حكما، بعد حصول اتفاق مع حماس على وقف العدوان على غزة.

حراك ديبلوماسي...وتهديدات

وفيما أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الى أن الخطر يتزايد كل يوم من امتداد حرب غزة إلى لبنان، أكد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري أن «محور المقاومة لن يبقى صامتا أمام أي هجوم «إسرائيلي» على حزب الله ولبنان». 

وفي واشنطن، أجرى وزير الحرب «الإسرائيلي» يوآف غالانت والمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، مباحثات بشأن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة. ووفقا لاذاعة الجيش «الاسرائيلي»، تناول غالانت وهوكشتاين الإجراءات الواجب اتخاذها للوصول إلى وضع يسمح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم، وشدد غالانت على التزامه بتغيير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، في إشارة إلى وقف الهجمات من لبنان.

كما ابلغ هوكشتاين إن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة سيكون له تأثير على جميع القطاعات، وقال ان «إسرائيل» تستعد لكل الاحتمالات العسكرية والسياسية، دون ان يحدد موعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب أو القطاعات التي يقصدها، ونوعية التأثير المتوقع. وتعني المرحلة الثالثة، الانتقال من القصف المكثف (العشوائي) إلى القصف المستهدف.

تهويل بالحرب

وفي اطار الحملة التهويلية المستمرة، نشرت صحيفة «جيروزليم بوست الاسرائيلية» مقالا تحت عنوان «بدأ العدّ التنازليّ للحرب بين «إسرائيل» وحزب الله».ونقلت الصحيفة عمّن أسمتهم مسؤولين كباراً في «إسرائيل» معلومات مفادها أنّ «العدّ التنازليّ لحرب محتملة مع حزب الله بدأ. وحسب الصحيفة، قال المسؤولون «الإسرائيليون» إنّه «لم يعد أمامهم أيّ خيار آخر، إذ لأشهر عدّة طلبت «إسرائيل» من حزب الله التراجع، وإلّا فسوف تضطرّ إلى إجبارهم على القيام بذلك، وبدلاً من حلّ هذه القضايا ديبلوماسياً والسماح «للإسرائيليين» النازحين بالعودة إلى مناطق الشمال، قام حزب الله بتكثيف هجماته. ولهذا فان «إسرائيل» ستفعل ما يجب عليها فعله، بدعم دوليّ أو بدونه».

اسلحة غير تقليدية؟

وفي السياق نفسه نقلت قناة «الـ12 الاسرائيلية» عن مصادر مطلعة لم تسمها إن «إسرائيل» بعثت رسالة إلى البيت الأبيض قالت فيها إنها ستستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل مطلقا، ولم تحدد طبيعتها للتعامل مع حرب محتملة مع حزب الله في لبنان، لحسمها سريعا وعدم الانجرار إلى حرب طويلة. ولم تحدد القناة الجهة «الإسرائيلية» التي أرسلت الرسالة أو توقيت إرسالها، وكذلك طبيعة الرد الأميركي عليها. وهددت «إسرائيل» في رسالتها، وفق القناة، بأنه إذا لم يرتدع حزب الله قريبا، فلن يكون أمام «تل أبيب» خيار سوى التحرك العسكري في لبنان. واعتبرت أنها لن تستطع حسم الحرب في لبنان بدون استخدام أسلحة ومنظومات أسلحة لم تستخدمها من قبل.

  انهيار القبة الحديدية

وفي اطار التحذيرات الاميركية من عدم جهوزية «اسرائيل» لخوض حرب ضد حزب الله، حذر مسؤولون اميركيون من انهيار منظومة الدفاع الاميركية، لفتت شبكة (سي.إن.إن) الأميركيّة الى أنّ المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن، قلقون للغاية من أنّ أنظمة الدفاع الجويّ «الإسرائيليّة»، بما في ذلك (القبة الحديدية)، لن تكون قادرة على مواجهة التحديات في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.

منع التدهور «معجزة»

 واقر مسؤول كبير في الإدارة الاميركية بأنّ بعض أنظمة القبة الحديدية على الأقل سوف تنهار، وهذا ما سيعرض الجبهة الداخليّة لعشرات آلاف الصواريخ من حزب الله، في حال اندلاع المواجهة الشاملة بين الطرفين. وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين لشبكة «سي.إن.إن» إنّ نظراءهم «الإسرائيليين» يشاركونهم هذه المخاوف. وبحسب المصادر الرفيعة في «تل أبيب»، قال مسؤولون «إسرائيليون» للولايات المتحدة إنّ أنظمة القبة الحديدية من المرجح أنْ تتعرض للانهيار في سيناريو يطلق فيه حزب الله عددًا كبيرًا من الأسلحة دقيقة التوجيه. واقر مسؤولٌ أميركيٌّ كبير بان «حقيقة أنّنا تمكنا من منع التدهور على الجبهة لفترةٍ طويلةٍ كانت معجزةً. إنّنا ندخل فترةً خطيرةً للغاية، وقد يبدأ شيء ما دون سابق إنذار؟!

  «هلع كهربائي»

 في هذا الوقت، لا يزال الهلع على حاله كهربائيا، بعدما تهافت المستوطنون في كيان العدوعلى شراء وحدات مولدات كهربائية ومولدات هجينة متصلة بالغاز، بيعت الواحدة منها مقابل 4000-3000 شيكل، ويساوي المئة شيكل ما يقارب الـ 27 دولارا أميركيا. ووفقاً لوسائل الاعلام «الاسرائيلية»، ارتفع منذ يوم الجمعة الماضي حجم المبيعات للمولدات الكهربائية ومحطات الطاقة الكهربائية بنسبة 108% مقارنة مع الجمعة التي سبقتها، بعد ان بيع تقريباً ألف محطة توليد طاقة كهربائية وأكثر من 800 مولد كهربائي.

وفي السياق نفسه، سُجّل ارتفاع حاد في عمليات البحث عن كلمة «مولد كهربائي» وفقاً لبيانات «غوغل ترند» منذ كلام مدير عام شركة «نوغا» شاؤول غولدشتاين في 20 حزيران، والذي وصل تقريباً إلى أعلى مستوى سُجل له في أسبوع. وأكد مدير عام شبكة منتجات الكهرباء «أرخا» ميكال ربينوبيتش ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية بين 2500 و 4000 شيكل، بسبب تهافت المستوطنين على شرائها.

الوضع الميداني

ميدانيا، سجل قصف مدفعي «إسرائيلي» على أطراف بلدتي رب ثلاثين والعديسة. بعدها، اغار الطـيران المسير مستهدفا بلدة الطيبة من جهة بلدة العديسة. واستهدف جيش العدو فريق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في بلدة الطيبة، بقذيفة مدفعية خلال قيامهم باخماد حريق في البلدة، وأصيب عنصر بشظية في صدره نقل فورا إلى المستشفى.

وأعلن حزب الله مهاجمته 6 أهداف «إسرائيلية» منها في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة، وكذلك استهداف تجمع لجنود العدو بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت، وإصابته مباشرة وقصف انتشار لجنود العدو في محيط موقع السماقة بالمدفعية.

من جهته أعلن جيش الاحتلال إصابة 3 جنود بقصف من لبنان خلال الساعات الماضية.

   «التلغراف» والكذب المفضوح..

في هذا الوقت، وفيما غاب سفراء دول اوروبية معنية بالملف، وفي مقدمتهم السفير البريطاني، وفي غياب السفارة الاميركية ايضا، نظمت وزارة الاشغال جولة للصحافيين والديبلوماسيين في مطار بيروت، كانت نتيجتها معروفة مسبقا، لا سلاح في المطار. لكن المفارقة ان صحيفة «التلغراف» غيّرت عنوانها بالامس، ليصبح «مسؤولون لبنانيون ينفون وجود اسلحة في المطار»، وكذلك حذفت المعلومات المنقولة عن مصادر في «الاياتا»، بعد نفي للمسؤولين فيها صحة تقديم اي تصريح للصحيفة.

ملف قانوني» مبكل»

 ما تقدم افقد الخبر مصداقيته، وقدم ادلة حسية سيضم للملف الذي تعده السفارة اللبنانية  في لندن لرفع دعوى امام المحاكم المدينة البريطانية، وهي دعوى «مبكلة» بحسب قانونيين لانها تحمل عنصرين اساسيين: الاول ان المقال تضمن معلومات كاذبة، والثاني انه تسبب بضرر واضح ومباشر للمصالح اللبنانية، ولن تستطيع الصحيفة التذرع بقانون حماية مصادرها، بعدما نفت مصادر رئيسية استند اليها المقال علمها بالمعلومات المنسوبة اليها.

ملاحقات امنية

ولفتت مصادر مطلعة الى ان الجهات الامنية اللبنانية تتابع بدقة ما يحصل، وتتابع عدد من الخيوط لمتابعة مصادر اطلاق اشاعات، تبدو منسقة اطلقت بشكل مكثف خلال الساعات الماضية سعت لاثارة الذعر لدى اللبنانيين، عبر التهويل بان الحرب واقعة خلال ساعات.

وفي هذا السياق، تتم متابعة مصدر نشر الخبر المنسوب الى وكالة «رويترز»، والذي زعم ان الحرب ستقع خلال ٤٨ ساعة، ونقلت العديد من الحسابات بعضها لبناني، واغلبها حسابات من دول الخليج العربية، تحمّل حزب الله والمقاومة مسؤولية جر لبنان الى الحرب والدمار، وتحويل بيروت الى غزة ثانية. وتتجه وزارة الاعلام لسؤال وكالة» رويترز» عن اسباب التأخير غير المنطقي لنفي الخبر؟!

اشاعات داخلية وخارجية

 اضافة الى ما تقدم، انتشرت ايضا مشاهد زعمت حسابات انها لمطار بيروت، يظهر فيها ازدحاما شديدا على بوابات المغادرة، لتنشر إشاعة أخرى تقول ان اللبنانيين يهربون بعد ان أصبحت الحرب واقعة فعليا بعد ساعات.

مشاهد المطار المزيفة تم اسنادها كذلك من حسابات على وسائل التواصل وجهات لبنانية، تعمدت احداث ضجة إعلامية وتخويف الرأي العام والتهويل بالحرب المدمرة. واستمرت الاشاعات بزخم وانتشرت انباء عن اجلاء رعايا دول، وانتقال حاملة الطائرات الاميركية «ايزنهاور» من البحر الأحمر الى المتوسط، مع حملة دعم لهاشتاغ « لبنان لا يريد الحرب»، الذي تحول لمنصة لشن هجوم على المقاومة في لبنان وغزة، وحملة تهويل وتخويف.

لبناني يشكو حزب الله لـ «هآرتس»!

واذا كانت «إسرائيل» تقف بوضوح وراء هذه الحملة، الا ان ثمة بعض الأدوات المحلية والحسابات الوهمية والجيوش الالكترونية شاركت في الحملة، وهدفها التهويل علـى المقاومة والشعب اللبناني، وستتم ملاحقتها قانونيا، بحسب مصادر مطلعة التي لفتت الى ان صحيفة «هآرتس» نقلت بالامس مقالا نشر على موقع «جنوبية» لاثبات وجود معارضة لحزب الله، كما لفتت الى تلقيها بريد الكتروني من بيروت وقالت انه اكاديمي معارض لحزب الله، يعبر فيها عن قلقه من اخذ حزب الله للبنان الى حرب لا يريدها اللبنانيون؟!

جولة المطار

وقد شهد مطار رفيق الحريري الدولي حضوراً إعلامياً كثيفاً محلياً وعربياً ودولياً، شارك في الجولة الميدانية التي نظمها وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية للاعلاميين والسفراء المعتمدين في لبنان، رداً على الادّعاءات التي وردت في صحيفة «تلغراف» البريطانية، وشارك وزراء الإعلام زياد المكاري والخارجية عبدالله بو حبيب والسياحة وليد نصار في الجولة، الى جانب وزير الاشغال والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن وقائد جهاز امن المطار العميد فادي الكفوري وقادة الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار. وحضر ايضا سفراء معتمدون في لبنان ومنهم الصينيّ والعراقيّ والمصريّ، بالإضافة إلى المتحدث باسم السّفارة الإيرانيّة، وغاب الاميركيون والبريطانيون،. وانضوت الجولة الميدانيّة، تجوالا على امتداد سور المطار ومخازنه ومركز الجمارك.

لا تأثير على الحجوزات

من جهته، اكد نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود ان التقريرأحدث بلبلة محدودة لساعات فقط، وانتهى الموضوع عند هذا الحدّ، وهو لم ينعكس على أرض الواقع إلغاءً أو تأجيلاً... إذ لا تزال الحجوزات على حالها، فأصحابها هم من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج أو من الجالية العربية التي تعلم جيداً طبيعة الوضع اللبناني، وبالتالي لم يتراجع أحد منهم إطلاقاً عن القدوم إلى لبنان.