اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الى الصرح البطريركي في بكركي توجهت الانظار امس، حيث كرس في حضور امين سر الفاتيكان، خط تماس جديد بين الثنائي الشيعي والمرجعية المسيحية الاولى بشكل رسمي، بعدما كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد رسمته في العالم الافتراضي، مقابل مشهد مسيحي – مسيحي طرح الكثير من التساؤلات، ودفع بالكثيرين من اصحاب "الخيار الثالث" الى ضرب اخماسهم باسداسهم.

فكثيرة هي المشاهد اللافتة في الصرح البطريركي اليوم، من لقاء التناغم الواضح بين "صهر الرابية" و "بيك زغرتا"، تحت عين "نائب الحكيم" الضاحكة، في وقت يحكى فيه عن صفقة ما يجري اعدادها تحت الطاولة بين معراب وبنشعي، والذي جاء ليغطي على غياب ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى معترضا على مواقف بكركي.

مصادر مواكبة للخلوات التي عقدت بين الضيف الفاتيكاني وسيد بكركي ومعاونيه، اشارت الى ان الصرح البطريركي، اكتفى بالدعوة لمأدبة غذاء جامعة لرؤساء الطوائف الروحية، لانه اراد ان "يشتري مشكل" وعدم اضافة مزيد من التشنج ، ذلك ان بكركي كانت تفضل عقد قمة روحية بمناسبة زيارة الرجل الثاني في الفاتيكان الى لبنان، لما له من سلطة سياسية معنوية في العالم، الا انها كانت تعرف جيدا ان اي بيان لن يصدر عنها، نتيجة الخلاف القائم منذ مدة مع الثنائي الشيعي حول مجموعة ملفات، من القضم للحصص المسيحية في الدولة، الى ملف الرئاسة وسلاح حزب الله، لذلك كان القرار بصرف النظر عن القمة.

وفي حين ابدت المصادر اسفها لغياب الممثل الرسمي للطائفة الشيعية عن لقاء طابعه روحي-اجتماعي، بعد ازالة الصبغة السياسية – الوطنية عنه، تلافيا لاي اشكال مع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، دعت الى عدم "اللعب" في مسألة التفريق بين روما وبكركي، حتى في الامور السياسية، بدليل ان امين سر دولة الفاتيكان وفور وصوله الى المطار اعلن انه "يعرف جيدا من يعطل انتخاب رئيس للجمهورية"، واشارت الى ان الحاضرة البابوية تقف خلف بكركي في مواقفها الوطنية، وهي تقاسمها  وجهات النظر نفسها، معتبرة ان رمي الكرة في الملعب المسيحي لجهة عدم اتفاق اطراف هذا الشارع على اسم غير صحيح، كما انهم يوم اوصلوا بتلاقيهم المسيحي القوي الى بعبدا، جاءت النتيجة الكارثية.

وكشفت المصادر، ان الاخطر هو وجود خطة واضحة الملامح، هدفها ضرب المسيحيين في الدولة عبّر عنها اتفاق ثلاثي سني-شيعي-درزي، يتحكم بمفاصل الدولة وبالسلطة التنفيذية، حيث تتخذ حكومة تصريف الاعمال سلسلة من القرارات والتدابير، التي تضرب منطق "الشراكة" والعيش المشترك، غير آبهة بموقف الكنيسة، عازية السبب الى المقاطعة المسيحية وهو امر يجافي الحقائق، رغم ان رئيس حكومة تصريف الاعمال وعد اكثر من مرة، بعدم تخطي الحدود الضيقة لتصريف الاعمال واتخاذ قرارات، او تغطية امور لها تداعيات على "الشراكة" الوطنية. وهو ما دفع بالفاتيكان الى طرح هذه المسالة خلال لقاءات جمعت المعنيين بالملف اللبناني، مع القيادات الدولية في باريس وواشنطن وغيرها من العواصم.

وختمت المصادر، بان ثمة "استياء" فاتيكانيا واضحا من اتخاذ بعض الاطراف اللبنانية المعروفة من الجميع، رئاسة الجمهورية رهينة لمصالح اكبر من لبنان، ومرتبطة بتوازنات وتسويات كبيرة في المنطقة، حيث ملف الانتخابات اداة للمساومة، والاخطر السعي لارساء سوابق كفيلة في حال تحولت الى اعراف لضرب ميثاقية الدولة، وطبيعة النظام الديموقراطي.

في الانتظار، هل تنجح عاصمة الكثلكة في انجاز المهمة التي اوكلت اليها، اقله بتفويض مسيحي - شعبي، فتحصل المعجزة؟ الجواب رهن الايام والاسابيع المقبلة، رغم ان بكركي نجحت "مبدئيا" في تحقيق اختراق قد يحرج الكثيرين في انجازها "الوثيقة المسيحية"، ما قد يخرج تشاور عين التينة وحوار السراي، كما هما مطروحان من اللعبة، فما هو مستحيل اليوم قد يكون ممكنا غدا.