لا صوت يعلو راهنا فوق صوت طبول الحرب. تُقرع في الخارج فتلقى ايضا من يقرعها بالداخل، سواء عن حسن او سوء نية. لكن المرجح ان تبقى هذه الطبول تُقرع دون ان تبدأ الحرب، باعتبار ان الهدف من كل هذه الضجة تحسين شروط "اسرائيل"، والضغط على حزب الله ليضغط بدوره على حماس للسير باقتراح الهدنة الاميركية دون التعديلات التي طلبتها.
وبالرغم من ان جنون رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتنياهو، قد يدفعه الى خوض مغامرة كبرى غير محسوبة، الا ان ٣ عوامل رئيسية تعطي نوعا من الاطمئنان لكون احتمال الحرب الموسعة مستبعدا، الا وهي:
- اولا: الموقف الاميركي الحاسم برفض توسعة الحرب، لسبب رئيسي مرتبط بانشغال الولايات المتحدة الأميركية بانتخاباتها الرئاسية، ولعلم الرئيس الحالي جو بايدن ان لا مصلحة له على الاطلاق بحرب جديدة في المنطقة، وهو الذي لا يزال يحاول استيعاب التداعيات السلبية للدعم الاميركي المباشر للحرب على غزة.وصحيح ان الاميركيين تقصدوا في الايام الماضية تسريب اخبار مفادها ان واشنطن ستدعم، اذا اقتضى الأمر، "اسرائيل" في اي مواجهة مع حزب الله. الا انه وبحسب المعلومات، يبدو محسوما ان الادارة الاميركية لا تزال ترسم خطوطا حمراء رافضة لتوسعة الحرب على لبنان، وهذا ما أُبلغ به بوضوح وزير الدفاع "الاسرائيلي" يوآف غالانت خلال زيارته الاميركية الاخيرة. ولعل ما يؤكد كل ما سبق هو خروج مستشار الأمن القومي" الإسرائيلي" تساحي هنغبي ليقول ان "الاسرائيليين" والأميركيين سيخصصون أسابيع لمحاولة التوصل إلى تسوية، مشددا على ان "اسرائيل تُفضل أن يكون حل الصراع بالديبلوماسية".
- ثانيا: حجم التخبط الداخلي "الاسرائيلي" والخلافات المتعاظمة بين القيادتين السياسية والعسكرية، لحد خروج مقربين من نتنياهو ليتحدثوا عن خشية من "انقلاب عسكري". فاذا كان في توسعة الحرب مصلحة مباشرة لنتنياهو، فلا شك ان لا مصلحة للجيش "الاسرائيلي" المنهك منذ ٨ اشهر بالدخول في المستنقع اللبناني، الذي قد يستمر التخبط فيه اشهرا طويلة. اضف ان هذا "الجيش" يعرف تماما ان كلفة الحرب الموسعة على لبنان، لا تقارن مع كلفة الحرب على غزة، من دون إغفال السيناريو المرجح لتحول هذه الحرب الى اقليمية كبرى، وهو سيناريو لا يريده اي طرف منخرط حاليا في الصراع او يتفرج عليه.
- ثالثا: توازن الردع غير المسبوق الذي ارساه حزب الله، والذي بدا جليا مؤخرا بنشره جزء من بنك اهدافه في حال توسعت الحرب، كما كشفه بعض الاسلحة التي سيستخدمها. ولعل صواريخ الارض - جو القادرة على الارجح على اسقاط الطائرات الحربية، هي اهم سلاح ردع سيدفع "اسرائيل" الى اعادة حساباتها الف مرة، قبل الانغماس في حرب قد تهدد كيانها ككل، وبخاصة انها ستكون تقاتل على اكثر من جبهة بعدما بات محسوما ان محور المقاومة سيُفعّل، العمل على كل جبهاته دفعة واحدة، في حال اي مغامرة "اسرائيلية".
بالمحصلة، ورغم كل الضجيج وبخاصة رغم تحذيرات الدول المستمرة لرعاياها بعدم السفر الى لبنان، تبقى الحرب الموسعة مستبعدة. فآمال البعض شيء، لكنّ الوقائع والمعطيات على الارض شيء آخر تماما.
يتم قراءة الآن
-
خرق الجمل «يهز» مُناصفة بيروت...ورسائل سياسيّة من البقاع «الثنائي» «والقوات» أكبر الرابحين... والمجتمع المدني أول الخاسرين القاهرة القلقة من التطوّرات الإقليميّة تدعم «حكمة» الرئيس عون
-
تغيير أورتاغوس غير وارد... ابنة ترامب الى بيروت
-
ملوك الطوائف... ملوك البلديّات
-
إعترافات عميل لبناني لـ "إسرائيل"... هذه قصّة تجنيد محمد صالح
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
14:00
مسيرة اسرائيلية القت قنبلة على الصيادين عند ساحل رأس الناقورة
-
13:50
قذيفة مدفعية اسرائيلية استهدفت أطراف بلدة كفرشوبا
-
13:49
اندلَاع حريق في مجمع Samaya - الكسليك وسحب الدخان تغطي المنطقة
-
13:42
وزيرة السياحة لورا لحود الخازن: ضرورة التزام جميع المؤسسات السياحية، بمختلف أنواعها، بالتعامل الحصري مع سائقين عموميين ومكاتب تاكسي حائزة على التراخيص القانونية المطلوبة لمزاولة النقل العام للركاب.
-
13:35
"واشنطن بوست" عن وثائق: إدارة ترامب تخطط لترحيل أشخاص فروا إلى الولايات المتحدة من مناطق صراع بينها أوكرانيا
-
13:34
إنتهاء جلسة اللجان المشتركة التي بحثت في إقتراحات تتعلق بتعديل القانون الانتخابي
