اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في عصر يُعيد فيه الذكاء الاصطناعي تشكيل المشهد المهني، تبرز "وظائف بالذكاء الاصطناعي" كركائز لمستقبل تُقدر قيمته السوقية اليوم بـ200 مليار دولار. ينتظر الخبراء أن تنمو هذه القيمة بشكل مذهل إلى تريليوني دولار بحلول عام 2030، ما يعكس التحول العميق والمتسارع في هذا المجال.

في هذا السياق، يُعد عام 2024 بمثابة عتبة جديدة حيث يبدأ التنفيذ الفعلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لما ذكرته مجلة "فوربس".أظهرت استطلاعات شملت أكثر من 10 آلاف موظف مكتبي حول العالم، أن هناك إجماعاً تقريبياً بين القادة التنفيذيين (96%) على الحاجة الماسة لدمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية.

فيما تشير البيانات إلى ارتفاع نسبة القادة الذين يستهدفون تحقيق هذا الدمج في الأشهر الـ18 المقبلة إلى 35%، بزيادة تعادل 7 أضعاف ما كانت عليه في ايلول 2023.

التوجه نحو تعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يتجاوز مجرد الإحصاءات إلى تحول ملموس يؤثر في جميع جوانب النشاط الاقتصادي والإنتاجي. وفقاً لتقرير نشرته "mckinsey" ارتفعت نسبة استخدام الذكاء الاصطناعي من 50% إلى 72% عالمياً في العام الماضي.

الشيء الذي يؤكد أن عام 2024 لن يكون فقط عام استكشاف الذكاء الاصطناعي، بل سيكون عام تنفيذه على نطاق واسع، ما يفتح آفاقاً جديدة للمهنيين للاستفادة من الفرص الوافرة في هذا المجال الذي يتسم بالنمو السريع والتطور المستمر.

من خلال هذا التقرير سنتطرق إلى أبرز الوظائف التي يمكن العمل فيها عن طريق الذكاء الاصطناعي وما الخبرات المطلوبة فيها وكم تصل رواتبها حسب مجلة فوربس.

على الرغم من المخاوف المتزايدة من أن التقدم في مجال الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد يعرض بعض الوظائف التقليدية للخطر، يشير تحليل مفصل من معهد "ماكينزي" العالمي إلى أن هذه التكنولوجيا ستؤدي أيضاً إلى خلق موجة كبيرة من الفرص الجديدة.

وفقاً لدراسة أجراها المعهد، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بين 20 إلى 50 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، موزعة عبر قطاعات متنوعة مثل الرعاية الصحية، التكنولوجيا، والمالية .

إضافة إلى ذلك، يبرز تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن "وظائف الغد" التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي من المرجح أن تفوق عدد الوظائف التي قد تختفي بفعل هذه التكنولوجيا. على الرغم من أن الوظائف ذات المهارات المنخفضة قد تواجه تهديدات جراء الأتمتة، فإن الأدوار الجديدة التي تتطلب مهارات مختلفة ومتقدمة تظهر بالفعل، ومن المتوقع استمرار زيادة أعدادها مع مرور الوقت.

 خلال السنوات الأخيرة ظهرت العديد من الوظائف التي يمكن العمل فيها من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ توفر هذه الأخيرة إمكانية العمل دون الحاجة إلى عدد سنوات خبرة كبيرة بل تعتمد فقط على المعرفة بخوارزميات العمل على الذكاء الاصطناعي. من بين أبرز الوظائف نجد:

مهندس الذكاء الإصطناعي – تعلم الآلة

في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا بشكل مستمر، يبرز دور مهندس الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة كواحد من المهن الأكثر طلباً وحيوية. هؤلاء المهندسون يعملون على تصميم، تطوير، ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي وأنظمة التعلم الآلي التي تمكن الآلات من تفسير البيانات المعقدة، تعلم الأنماط، واتخاذ قرارات ذكية.

وظيفة عالم بيانات

في قلب الثورة التكنولوجية، يقف علماء البيانات كرموز للتحليل والاستفادة القصوى من المعلومات المتراكمة. هؤلاء المحترفون يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات، استخراجها وفهمها بطرق تسمح بتحليلات معمقة تدعم الشركات في تحسين عملياتها وصنع قرارات أكثر استنارة.

اختصاصي البرمجة اللغوية العصبية

متخصصو البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، أو معالجة اللغة الطبيعية، يؤدون دوراً محورياً في تطوير التكنولوجيا التي تتفاعل وتفهم اللغة البشرية بطرق تحاكي الفهم البشري. يعمل هؤلاء المتخصصون على تصميم وتطوير تطبيقات مثل برامج الدردشة الآلية، أنظمة الاستجابة الصوتية، وأدوات الترجمة الآلية، التي تعتبر ثورية في كيفية تفاعل الإنسان مع الآلات.

مطور برامج الذكاء الاصطناعي

مطور برمجيات في مجال الذكاء الاصطناعي، هو المسؤول عن تصميم وبناء حلول الذكاء الاصطناعي التي تدمج بسلاسة مع التطبيقات القائمة، وذلك بالتعاون الوثيق مع علماء البيانات. هذا الدور يتطلب مهارة عالية في تطوير اللوغاريتمات وقدرة ممتازة على حل المشكلات لتحويل النظريات المعقدة إلى تطبيقات عملية تساهم في تحسين وأتمتة العمليات التجارية.

كاتب ومحرر الذكاء الاصطناعي

مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى، مثل الأدوات المتقدمة مثل "chat GPT"، يبرز دور كاتب أو محرر الذكاء الاصطناعي كحارس بوابة ضروري للمحافظة على دقة وصحة المعلومات. تتمثل مهمة هؤلاء المهنيين في تقييم وتحرير المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي لضمان خلوه من المعلومات المضللة التي قد تكون ضارة أو مدمرة.

 

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة