اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الجهود التي بذلها موفد الرئيس الاميركي جو بايدن الديبلوماسي آموس هوكشتاين في جولاته المتواصلة والمتعددة من خلال زيارته الى اسرائيل ولبنان خاصة اثناء الحرب التي مضى عليها 9 اشهر وحتى يومنا هذا وذلك كي لا تتوسع هذه الحرب وتصبح حربا اقليمية وعمل جاهدا على تخفيف اطلاق النار بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة لكنه لم ينجح في هذا المجال وقد نقل رسائل عدة من العدو الاسرائيلي الذي طالب بانسحاب المقاومة الى ما بعد نهر الليطاني وهو طلب ليس معقولا بالنسبة للمقاومة ولا تقبل به بتاتا وقد تلقى هذا الجواب من مقاومة حزب الله وحاول مرارا التدخل في انجاز توافق اقل من طلب تراجع المقاومة الى نهر الليطاني بل التركيز على تنفيذ القرار 1701 الذي تم اقراره بعد العدوان الاسرائيلي سنة 2006 على لبنان.

في سنة 2023 اندلعت حرب جديدة بين اسرائيل وحركة حماس اثر عملية طوفان الاقصى التي نفذتها حركة حماس والجهاد الاسلامي على منطقة غلاف غزة وردت اسرائيل بجيشها وكل اسلحته التدميرية بحرب ابادة جماعية ما ادى بعدة دول الى الادعاء عليها امام المحكمة الجنائية الدولية للنظر في ارتكابات اسرائيل الاجرامية لهذه الابادة الجماعية وارتكاب الجيش الاسرائيلي جرائم حرب موصوفة ونحن نتحدث عن حوالى 40 الف شهيد من مواطنين مدنيين في قطاع غزة و85 الف جريح اضافة الى تدمير القطاع الاستشفائي حيث تم تدمير 32 مستشفى من اصل 34 كما تم قصف كل اجهزة الاجلاء الصحي التابعة للهلال الاحمر الفلسطيني والصليب الاحمر الدولي ونفذ الجيش الاسرائيلي سياسة تجويع حيث منع المساعدات الانسانية من الدخول الى قطاع غزة واطلقت المنظمات الدولية من الاونروا واليونيسيف ومنظمة الصحة الدولية انذارات بان اهالي قطاع غزة على شفير الموت نتيجة اتباع الجيش الاسرائيلي سياسة التجويع كما تم قطع المياه الصالحة للشرب عن قطاع غزة وتدمير الابار الارتوازية فعاش سكان غزة على مياه الصرف الصحي وانتشرت الاوبئة.

كثيرة هي جرائم الجيش الاسرائيلي في حربه على قطاع غزة وقد حصل طوفان الاقصى في 7 اوكتوبر 2023 واعلنت المقاومة اشتراكها في ردع العدوان الاسرائيلي على قاعدة الدعم والاسناد للمقاومين في قطاع غزة وبدأت الحرب على الحدود اللبنانية مع الجيش الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة وكل الجهود الاميركية والفرنسية وغيرها فشلت كما ان الديبلوماسي آموس هوكشتاين نقل رسائل كثيرة لاعادة تطبيق القرار 1701 لكن الحديث عن القرار 1701 تراجع كليا واصبح التركيز على وحدة الساحات وعلى دعم المقاومين في قطاع غزة.

واما القرار 1701 فقد يكون له وقته في مرحلة لاحقة اذا انسحب الجيش الاسرائيلي من كامل قطاع غزة وعاد القطاع الى سيطرة الشعب الفلسطيني عليه وهنا صدرت مبادرة من الرئيس الاميركي بايدن تحدث فيها عن الافراج عن الرهائن والمحتجزين الاسرائيليين والافراج ايضا عن اسرى فلسطينيين وانسحاب الجيش الاسرائيلي ووقف اطلاق النار في قطاع غزة لكنه لم يأت على ذكر ان الجيش الاسرائيلي سينسحب كليا او انه سيلتزم بوقف اطلاق النار دون قيد او شرط وهذه النقطة لم توافق عليها حركة حماس بل طالبت بوقف اطلاق نار مستدام وليس بهدوء مستدام وهنا الاختلاف في التفسير لان وقف اطلاق نار دائم وغير مشروط امر اخر عن هدوء مستدام في قطاع غزة لان الهدوء يعني في اية لحظة قد يعود العدو الاسرائيلي لشن حربه على مقاومة حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة.

ان تنفيذ القرار 1701 لم يعد هو الاساس في تأمين الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة ولم يعد الاساس لتأمين عدم تدخل الحوثيين واطلاق الصواريخ على السفن التي تتجه نحو الموانىء الاسرائيلية ولم يعد الهدوء المستدام ضمانة لقوى حماس والجهاد الاسلامي لان الجيش الاسرائيلي سيهاجمهم في اي لحظة وعليهم ابقاء الاصبع على الزناد لان المعركة قد تندلع في اي وقت كذلك النجباء في العراق وحزب الله في العراق الذي هدد بقصف المصالح الاميركية اذا هاجمت اسرائيل حزب الله في جنوب لبنان فانهم ايضا سيتحركون لذلك اصبحت وحدة الساحات هي الاستراتيجية الاقوى من اي اتفاق دولي سواء القرار 1701 ام الملاحة الدولية في باب المندب وبحر العرب الذي يضمنه ايضا القانون الدولي في الملاحة لان الحوثيين يريدون دعم واسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وايضا موقف العراقيين وبطبيعة الحال قوى المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة اضافة الى حزب الله في لبنان.

من هنا ننطلق الى ضرورة ايجاد قرار دولي صادر عن مجلس الامن يلزم اسرائيل بعدم اكمال عدوانها على الشعب الفلسطيني حيث يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اهداف الحرب سنحققها ولن نتراجع عنها وهي انهاء حركة حماس كليا حكوميا وعسكريا واسترجاع الرهائن والمحتجزين بالقوة وهذا طبعا سيؤدي الى عودة الحرب وعندها ستكون وحدة الساحات بالدرجة الاولى ويتراجع القرار 1701 الى المرتبة الثانية.

شارل أيوب 

الأكثر قراءة

الأميركيّون "الاسرائيليّون"... العرب الأميركيّون