"راقبوا شاماتكم"... التعرّض للأشعة يُؤدّي الى سرطانات جلديّة مميتة
الـ "Blue Light" أفتك أنواع الأضواء المرئيّة ويُسبّب أمراضاً خطرة.. وللرجال حماية ضد الشمس "Invisible"!
طبيبة متخصّصة في الأمراض الجلديّة لـ "الديار": Sunscreen
أصبح يحمل أطيافاً مُتعدّدة... وهذه طريقة استخدامه الصحيحة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُجمع أطباء الجلد على ان وضع كريم ضد الشمس هو أمر ضروري للحفاظ على صحة الجلد والوقاية من العديد من الأمراض المرتبطة بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV) التي يمكن أن تتسبب بتلف النسيج الضام على المدى الطويل، بما في ذلك حروق الشمس، شيخوخة الطبقة الحليمية (Papillary dermis) والطبقة الشبكية (Reticular dermis)، وتطور سرطان الجلد بأنواعه المختلفة مثل الميلانوما.

فالواقيات عدا انها مفيدة لصحة البشرة، أيضا تعمل على حماية الادمة من الحروق المؤلمة التي تنتج من التعرض المفرط للضوء، وتقلل من خطر سرطانات الجلد عن طريق حجب الأشعة وتمنع ظهور التجاعيد والبقع الدكناء، وتحافظ على بشرة شابة وصحية.

بالإضافة الى كل ما تقدم، هذا المستحضر السحري يقي من التحسس الضوئي لا سيما بالنسبة الى بعض الأشخاص الذين يعانون من تحسس الجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس، مما يسبب لهم الحكة والاحمرار. لذلك يجب أن يكون جزءًا من الروتين اليومي للعناية بالبشرة، خاصة عند الخروج خلال النهار. ولا بد من اختيار منتج واسع الطيف مع عامل حماية عالي ضد الشمس (SPF) ومناسب لنوع البشرة، والتأكد من إعادة تطبيقه بانتظام لضمان أقصى نتيجة.

أمراض ناجمة عن الشمس!

وفي الإطار، لا ينحصر استعمال الواقي الشمسي اليوم بتحصين الجلد من العوامل البيئية التي تؤثر سلبا في سلامته واشراقة مظهره، وانما لتجنب اصابته بالأعراض الاتية:

1. سرطان الجلد: هناك ارتباط قوي بين التعرض المزمن لأشعة الشمس بدون حماية وتطور سرطانات الجلد، بما في ذلك الميلانوما.

2. شيخوخة الجلد: الأضواء تدمر الكولاجين والإيلاستين وتؤدي الى انتشار التجاعيد والترهلات في الجلد.

3. فرط التصبغ: تتسبب الاشعة في زيادة إنتاج الميلانين وبالتالي اختلال وظيفة الخلايا الميلانينية.

كريم واحد مدى الحياة!

وفي هذا المجال، شددت الاختصاصية في الامراض الجلدية والطب التجميلي الدكتورة غادة قصير "على ضرورة اختيار واقيا واحدا ضد الشمس لمدى الحياة، ويمكن استخدامه للأطفال من عمر 6 أشهر وحتى الممات ويجب حتما انتقاء نوعه".

وقالت لـ "الديار": "مع تقدم الأبحاث العلمية على البشرة نجد ان الأهمية الكبرى تكمن في الحماية من الشمس، لتفادي المخاطر التي قد تتسبب بها. وكنا قبل سنوات نسمع كثيرا عن UVA وUVB والامواج التي يجب ان نردع أنفسنا عنها، لكن اضحى هذا الطيف الذي يسمى "Spectrum" أوسع ومتعدد المزايا".

وأضافت "يعد الـ “Blue Light” اليوم من افتك أنواع الأضواء المرئية التي تستطيع اختراق الجلد بشكل عميق جدا، وهذا الضوء يسبب سرطانات جلدية مباشرة خلال فترة قصيرة جدا. لذلك نرى ان كريم الشمس يحمل في عصرنا الحديث اطيافا أكثر، غير تلك الأمواج التي كنا متعودين عليها سابقا".

لماذا الـ Sunscreen؟ تجيب قصير "لنتجنب بالدرجة الأولى المشكلات الجلدية المرتبطة بالتغيرات الطبيعية التي تطرأ على البشرة، وللحد من تفاقم بعض الامراض، لان هناك انواعاً تزداد وان كان قسم منها يتحسن نتيجة التعرض لأشعة الشمس كالأكزيما الدهنية، الروماتيزم الجلدي، البهاق والعديد من الادواء الأخرى لكن لا يعني ذلك إمكان التعرض بشكل عشوائي".

الشامات مهلكة!

وتطرقت الى "الجزء الثاني من الامراض الجلدية مثل " Photoallergic reaction"، اما الجزء الثالث وهو الأهم لاتصاله بالسرطانات الجلدية، فيتعلق بالدرجة الأولى بالشخص الذي يمتلك "شامات" متعددة لا سيما الشامة الخلقية التي وُلد بها الانسان ولديها فرص أكبر للتطور إلى سرطان الجلد من تلك التي تظهر بعد الولادة. وفي حالة زيادة قطر هذا النوع من الشامات إلى أكثر من 8 ملليمترات، فإنَّه يكون أكثر عرضة للتحول إلى "”Melanoma وتسرع الشمس الاصابة بهذا المرض الذي يؤدي الى الموت. وهنا لا بد من الإشارة الى قانون" ABCDE " وهو الفحص الدوري الذي يفحص الشامة ويراقبها لمنع تحولها في المستقبل الى خطر. ومن خلال جهاز الـ “Derma scope” الموجود داخل العيادة نرى إذا تبدلت "الشامة" او الشامية" ونأخذ صورا دورية لنمنع إصابة المريض بالسرطانات؛ مع مراعاة قانون ABCDE الذي هو عبارة عن معاينة سريرية تُجرى للمريض ولكل شامة".

واردفت "هناك سرطانات غير مميتة مثل "Carcinoma Cutaneous Squamous Cell"، وهذه الفئة تتطور بشكل أساسي في مناطق الجلد المعرضة للشمس وهذا الـ "Type" موجود في بلدنا. إشارة الى ان الشمس تحرك هذه الأنواع من السرطانات وقد تتفاقم حالة المصاب سوءا لا سيما إذا كان من كبار السن لذلك نحث هؤلاء على وضع الواقي الشمسي يوميا وتجديده كل ساعتين".

التركيبات متنوعة... وللرجال نصيب!

وتابعت "نشهد اليوم تقدما ملحوظا في صناعة Sunblocks، اذ ان الواقيات اصبحت تتكون من عناصر تعالج مجموعة من المشكلات التي تظهر على البشرة كالكلف الوراثي والتصبغات، وأخرى للذين لديهم استعدادات للإصابة بالسرطانات الجلدية وتحتوي على مضادات اكسدة، وهناك ضد الشيخوخة. ولا يجب ان ننسى الأنواع المخصصة للأطفال وتكون خالية من المواد الكيميائية وهي فعالة جدا".

واضافت "يجب الاخذ بعين الاعتبار عند شراء الهلام طبيعة البشرة إذا كانت عادية، جافة، دهنية او مختلطة". وأشارت الى ان تركيبة الحماية اليوم باتت متنوعة بحيث يمكن اعتماد تلك التي تعطي ترطيبا للبشرة او تعمل على تنظيم الزهم، وهناك مستحضر على هيئة رذاذ ويستخدم فوق المكياج".

ماذا عن الرجال؟ تجيب قصير " يتوافر في الصيدليات والعيادات مستحضر "Invisible" أي غير مرئي على الوجه، وهو مهم للأشخاص الرياضيين المعرّضين للتعرق بشكل مستمر".

طريقة الاستعمال

وضّحت قصير "ان هناك اصنافاً يجب تكرارها كل ساعتين، وأخرى كل 4 ساعات لا سيما عندما تكون الاشعة اشد حدة بين الساعة التاسعة صباحا والثالثة ظهرا. اما بالنسبة الى الكمية فيجب أخذ مقدار كاف من الكريم ومده على الوجه والرقبة مع الحرص على وضعه قبل الخروج من المنزل بنصف ساعة. وأشارت الى وجود واقي شمس على هيئة أقراص وهذه الكبسولات تُؤخذ عن طريق الفم وهي نافعة للأفراد الذين لديهم بشرة حساسة او الوردية".