اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الانتخابات الرئاسية في لبنان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لم تعد موضع اهتمام اللجنة الخماسية المؤلفة من قوى دولية ودول عربية، ذلك ان الولايات المتحدة غرقت في ازمة انتخاب ما بين ترامب وما بين الرئيس بايدن المتهالك. وطلب عدة نواب ديموقراطيين تراجع بايدن عن ترشيح نفسه، وهي ازمة داخلية في الولايات المتحدة. كما انه في فرنسا، يواجه الرئيس الفرنسي ماكرون ازمة الانتخابات النيابية التي قد توصل اقصى اليمين المتطرف او توصل قوى المعارضة اليسارية التي قد تتحالف مع القوى الماكرونية التابعة للرئيس الفرنسي. والازمة صعبة جدا، ولا احد يستطيع التنبوء بنتيجة الانتخابات النيابية الاحد المقبل في فرنسا.

اما بالنسبة لجمهورية مصر ولدولة قطر، فهما دولتان تتابعان الوضع في غزة. وهما طرفان في الوساطة، ولا تسوية ما بين حماس والسلطة الفلسطينية، لكن بخاصة ما بين حركتي حماس والجهاد الاسلامي من جهة وحكومة نتانياهو والجيش الاسرائيلي من جهة اخرى.

اما بالنسبىة للسعودية، فتبدو انها غير راغبة في التدخل بقوة في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية رغم ان نجل الرئيس الراحل رفيق الحريري السيد بهاء عاد الى لبنان، ويقول انه يريد العمل الوطني على الساحة اللبنانية.

من جهة اخرى، دخل الفاتيكان بقوة عبر ارسال موفد بابا الفاتيكان الى لبنان، وهو الرجل الثاني في الكرسي البابوي الكاردينال بارولين. وتعثرت زيارة الكاردينال بارولين بسبب مقاطعة المرجعية الشيعية الدينية لهذه الزيارة، معتبرة ان كلام البطريرك الذي أدلى به يوم الاحد عطل مشاركتها.

امام هذا الوضع، يقف لبنان امام ازمة تتفاعل بشكل سلبي جدا. فالمجلس النيابي لا يجتمع، والحكومة هي حكومة تصريف اعمال غير قادرة على اصدار مراسيم وتشريعات ترسلها الى مجلس النواب، وكيف ترسلها الى المجلس النيابي وهو غير قادر على التشريع، الا أن مهمته محصورة فقط في انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

الشعب اللبناني يعاني كثيرا ويعاني المسؤولون عنه من كل الجهات، لا يجدون حلا للعذاب الذي يقض مضاجع الشعب اللبناني والهجرة تتصاعد في صفوف المسيحيين، وهو الوجود المسيحي الاخير في العالم العربي كله بعد ان ازال داعش الوجود السرياني والكلداني في العراق، كذلك تدنى عدد المسيحيين في الجمهورية السورية .

اذا لم تحصل يقظة ضمير كبرى لدى كل المسؤولين عن الشعب اللبناني، فانهم يرتكبون جريمة ضد شعبهم الذي انتخبهم وأيدهم، وهم لا يسألون عنه وعن مصيره وعن عذاباته.

«الديار»