مدينة الميناء متنفس الطرابلسيين والشمال

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الغلاء الفاحش في كل مكان، الاسعار ترتفع ولا مراقبة، المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية تتفاوت بين هذا المحل وذاك، لا سعر موحد، ولا رحمة، اصحاب الدخل المحدود يئنون، وليس لديهم مورد رزق آخر سواء في القطاعات العامة والخاصة، او في الاسلاك العسكرية...

المقاهي والمطاعم في طرابلس تنتشر في الشوارع والاحياء وما اكثرها، وايضا اسعارها تتفاوت الى درجة مثيرة للاستغراب والاستهجان، حتى تسعيرة عبوة الماء تتغير من مقهى الى آخر، بحيث تبلغ عبوة الماء الواحدة بما يضاهي سعر دزينة من العبوات...

مراقب طرابلسي يقول: المقاهي والمطاعم باتت مخصصة لذوي الدخل المرتفع والمصنفين طبقة اثرياء، اما الفقراء والمسحوقون فلهم الله...

من هنا جرى ملاحظة ما تشهده مدينة الميناء يوميا، وخاصة في الاعياد، من ازدحام شعبي على الكورنيش البحري، الذي تحول الى متنفس وحيد للطرابلسيين ولابناء الشمال، حيث ترتاده العائلات المحدودة الفقر، وتجد فيه مساحة تنزه لاولادهم باقل كلفة ممكنة، ويغيب عنه اقتناص الفرص والاستغلال قيستطيع رب العائلة ان يشتري لعائلته الماء والعصائر والترمس والذرة بما يوازي ثمن عبوة ماء في مقهى ومطعم.

مشاهد كورنيش الميناء اليومية صيفا تشي باهمية مدينة الافق والموج، فاتحة اياديها للمتنزهين من كل المناطق والاطياف، ويجعلها مدينة ذات اهمية سياحية يقصدها المواطنين والسواح لا سيما وان في بحرها عددا من الجزر المحميات، وترسو على الشواطيء مراكب تحولت الى مطاعم تقدم المأكولات البحرية باسعار في متناول الجميع خاصة العائلات الفقيرة، مع طرح علامات استفهام كبيرة حول سر هذا التفاوت بالاسعار بين الميناء، وتلك المطاعم والمقاهي التي تغيب عنها الرقابة وتعاند الالتزام بتعريفة وزارتي السياحة والاقتصاد.

غير ان واقع الميناء يحتاج الى اهتمام اكثر فاعلية وجدية، بانتظار الانتخابات البلدية لاعادة تشكيل مجلس بلدي بدلا من المجلس المنحل منذ سنوات، لتأهيل الكورنيش واستمكال المشروع الذي بدأ تنفيذه قبل اربع سنوات، اضافة الى ازالة التلوث البيئي من الشاطيء الذي تصب فيه المجاري الصحية وتتسبب بانتشار الروائح الكريهة، مما يؤثر على السلامة والصحة العامة، وهي ازمة مزمنة تحتاج الى قرار حكومي جريء وخاصة متابعة وزارة البيئة ووزارة السياحة.

كما تحتاج جزيرة عبد الوهاب الى مشروع انمائي سياحي يوازي اهمية الموقع الفريد من نوعه وقد جرى ربط الجزيرة بجسر بات مقصدا للمواطنين الراغبين بالاستجمام.

مدينة الميناء هي اليوم الواحة الامثل للعائلات التي تجد راحتها وسعادتها فيها وباقل كلفة بعيدا عن تلك المقاهي والمطاعم التي حددت اسعارا تفوق المنطق بحثا عن جني الارباح السريعة.