اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بينما كان حزب الله يكشف عن استراتيجياته المتعلقة بسلاح المدفعية، والتي مكنته من تأمين ممرات لصواريخه وقذائفه نحو أهدافها على مسافات مختلفة بعد تحييد نظام القبة الحديدية، والذي أصبح بحاجة إلى حماية من ضربات الحزب، كان جهاز أمن الحزب يجري تحقيقاته في أحد أهم الاختراقات التي كانت قد تحدث لو نجحت.

تشير مصادر متابعة إلى أنه مع تطور العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، أخذ حزب الله في اعتباره احتمال تنفيذ إسرائيل عمليات داخل العمق اللبناني، سواء كانت اغتيالات أو عمليات خطف، والتي يمكن أن يكون لها تأثير معنوي كبير، خاصة إذا استهدفت شخصيات قيادية بارزة.

في هذا السياق، وضعت القيادة الأمنية للحزب خطة لمواجهة هذه الاحتمالات، معززة يقظتها الأمنية وتفعيل شبكاتها في جميع أنحاء البلاد، وخصوصًا في بعض المناطق الحساسة ولدى بعض القيادات اللبنانية والفلسطينية، وذلك بعد اغتيال صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية.

وفي تفاصيل العملية التي كانت مقررة السبت الماضي، كشف مصدر مقرب من حارة حريك أن معلومات وردت إلى أمن الحزب منذ شهرين من استخبارات إحدى الدول، تفيد بأن إسرائيل تحضر لتنفيذ عملية أمنية-عسكرية نوعية ضد شخصية فلسطينية مهمة تنتمي لحركة حماس.

بناءً على ذلك، بدأ أمن الحزب بدراسة الخيارات الممكنة وحصرها بعدد محدد من الأشخاص، حيث توصل من خلال المتابعة والتدقيق إلى توقيف أحد المنتمين لحركة حماس المقيمين في منطقة البقاع الأوسط في موقع استراتيجي. وقامت قوة خاصة بتوقيفه، لتكتشف مع بدء التحقيقات أنها أوقعت بكنز ثمين.

وتتابع المصادر أن الموقوف اعترف خلال استجوابه بأنه يعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية، وأنه كُلف بمراقبة حركة شخصية رفيعة من حركة حماس تتنقل بين لبنان وسوريا. وأفاد بأن القوات الإسرائيلية تخطط لتنفيذ عملية إنزال بالقرب من منطقة المصنع لاختطاف القيادي الحمساوي عند عودته من دمشق مساءً، مرجحاً أن تتم العملية في المنطقة الفاصلة بين نقطتي الجمارك على طرفي الحدود، مشيراً إلى أن الطيران الإسرائيلي نفذ عمليتي اغتيال في تلك المنطقة سابقاً.

بناءً على ذلك، قرر حزب الله نصب كمين للقوة الإسرائيلية للإيقاع بها على غرار كمين أنصارية قبل سنوات. إلا أن تل أبيب قررت إلغاء العملية في اللحظات الأخيرة، رغم حصولها على موافقة رئيس الوزراء، بعد أن فقدت الاتصال بالعميل الفلسطيني.

وتشير المصادر إلى أنه تم اكتشاف عدد من كاميرات المراقبة مزروعة بالقرب من منزل أحد قياديي حماس في البقاع منذ مدة. وتبين من المتابعة أن مجموعة سورية قامت بوضعها وربطها بشبكة الإنترنت، علماً أن المنطقة المحيطة بالمنزل تعتبر حليفة لحماس وتدعم نهجها الجهادي.

وهكذا، أحبط حزب الله عملية الإنزال الإسرائيلي...

الأكثر قراءة

كيف أحبطت المقاومة عملية للكوماندوس الاسرائيلي في الداخل اللبناني؟