اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد الاول في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، والقى عظةً قال فيها: "لا تقتصر خدمة الحقيقة على رعاة الكنيسة، بل هي واجبة على كلّ مسيحي ومسيحيّة. فالمسيح – النور الذي "ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم" (يو 1: 9)، إنّما يصيّره "نورًا في الربّ وابنًا للنور" (أقسس 5: 8)، ويدعوه ليتقدّس بالطاعة للحقّ (1 بط 1: 22). هذه هي أهميّة الوجود المسيحي في أي مكان، ولا سيّما في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، حيث تتّسع ظلمة الماديّة والأنانيّة والاستهلاكيّة، وظلمة البغض والحرب والعنف والإرهاب. لقد قبل الشعب المسيحيّ مسحة الروح الذي أُفيض عليه من المسيح-الرأس، بالمعموديّة والميرون، لكي يكون شاهدًا لإنجيل الحقيقة. يعلّم قداسة البابا فرنسيس في إرشاده الرسوليّ "فرح الإنجيل" أنّ المسيحيين هم شعب الله الذي يعلن الإنجيل، "شعب سائر نحو الله مبشّرًا بالإنجيل" (فقرة 111)، "شعب للجميع" منفتح على كلّ الشعوب والثقافات، يدخل معهم بحوار الحقيقة والمحبّة. فالخلاص بالمسيح وهو قمّة الحقيقة، الموجّهة إلى الجميع، لا إلى كائنات متفردة".

اضاف: "ليست الحقيقة منفصلة عن واقع حياتنا اليوميّ، وعن شؤوننا الزمنيّة. الوجود نفسه حقيقة تعطيه إطارًا ومقتضيات وحقوقًا وواجبات. هذا نقوله عن الشخص البشريّ، وعن العائلة والمجتمع، عن الكنيسة والدولة، عن الإقتصاد والاجتماع. ولذلك الحقيقة ثقافة ينبغي اكتسابها. لا يحقّ لنا أن نعيش بمعزل عن الحقيقة في كلّ قطاعاتها وأبعادها".

واضاف: "إنّنا في لبنان نعيش أزمة حقيقة. فلا بدَّ من العودة إليها، أوّلًا لكي ينتخب المجلس النيابي رئيساً للجمهوريّة وفقًا للدستور الواضح والصريح. لا نستطيع البقاء خارج إطار الحقيقة، والعيش في الكذب على بعضنا البعض، فيما وطننا يتلاشى أمام أعيننا بمؤسّساته الدستوريّة. بل علينا أن نعيش ثقافة الحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها، فنتصارح ونتصالح بها وعلى ضوئها".

وختم الراعي: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، كي يقودنا الله إلى الحقيقة التي تجمعنا وتوحّدنا على غنى تنّوعنا وتعدّديتنا الثقافيّة والدينيّة".

وبعد القداس، استقبل الراعي الوفود المشاركة في الذبيحة الالهية.

الأكثر قراءة

كارثة عالميّة... خسائر بمليارات الدولارات... عطل تقني أم خرق سيبراني؟ ما هي خطط ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض؟ لبنان لن ينجو من «الرمادية»...ولكنه سيتفادى قطيعة المصارف المراسلة