اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



صوت الفارس:

أرفع جبهتي معلناً ولادة الشمس

أفتح ذراعيّ،

تتجمع بين أصابعي غربتكم،

فأغلق على أحزانكم رموش عينيّ.

رحم الأرض العاقر فُتح

والخنزير البري ينتظر تموز...

أرفع جبهتي

نذر الدم منقوشة عليها.

أراكم،

أتغلغل في شفافية بسماتكم،

أين الفرح؟

سفن الرحيل وبحار الضياع وبقايا وطن...

وأنتم تساقون عبر التاريخ
إلى مقبرة التاريخ.

أين الفرح

                             ***

كلمة الفارس الى عشتار الأرض:

"أتيتك حاملاً جراحي

وباقة ورود... وحب.

أتيتك:

افتحي لي ينابيعك

عمّديني بتراب مجدك الأزلي.

تاريخك مقصلة عمري،

فانصبي حبك صليباً

وعلقيني في جهات العالم الأربع.

أتيتك،

أزرع فوق شفتيك أحلام الطفولة

وألوّن محياكِ بزهو الآتي.

أما يداك،

يداك الماسكتان أطراف الأرض،

فليس لهما إلا دمي.

أتيتك...

نزيفي يخط تاريخك الجديد،

فاعصري شراييني وسجلي ارادتك الجديدة".

                                              ***

رسالة الفارس الى اجيال لم تولد بعد

اليكم،

الى غموض عالمكم البعيد

امتطي كلمات النار لأصل.

لعب الاطفال ما عادت تسليكم،

ألعابكم سيوف وموت

وأعماركم احلام وموت

وأنتم حياة في... موت.

أضم الى صدري الحروف

اغلغلها عبر خلايا جسدي المذبوح

فتتساقطون كلمات ورموزاً.

أجمعكم في راحتيّ
أصب على أجسادكم دمي،

فتتجمعون وجوداً جديداً.

                                                 ***

صوت الفارس

أقرأكم،

أقرأ نزيفكم صور بطولة،

أدخلكم ثقوب الرصاص بجسدي.

أنتم موتي أمس، وموتي اليوم، وموتي الآتي.

رميتُ عن كتفيّ الباقي من الأيام،

وركبتُ قطار الرحيل.

أياديكم المرفوعة،

ونثرات لحمي العاري،

وشواهد دمي على الطرقات،

رسالتي اليكم.

                                           ***

صوت الأجيال التي ولدت بعد

لم نره،

الا أن زنابق الحقول تعبق به،

ونحن ابناء الفرح الطفولي

نحمله اثماً كنعانياً جديداً.

ننظر صورته،

في مدى عينيه تتفجّر زوابع،

ومن تدفق شرايينه تصطف جنود.

لماذا حمّلنا هموم التاريخ

والقضاء والقدر،

والنصر الذي لا مفر منه،

والموت الذي هو طريق الحياة؟

ماذا يربط بين الريح والفرس،

وبين التراب وفم الجرح،

وبين الفارس والأجيال التي لم تره؟

انه النزيف، النزيف، النزيف

وأطفال كبروا

اخترقوا حجب الصمت والسكون.

رفعوا الشمس على اكفهم

فولد عالم جديد.

نحن الأطفال،

أبناء الفرح الطفولي المذبوح،

بكل سنوات التيه

وبكل أحزان العالم،

وبكل الدماء التي تجري في عروقنا

نعلن محبتنا لك

ايمانا ًوحياة ونزيفاً...

آذار ـ حزيران 1975

الأكثر قراءة

«جس نبض» أميركي تحت النار ولبنان يرفض رفع «الراية البيضاء» جونسون تحمل الى عين التينة «المسوّدة» وإسرائيل تنتظر الرد خلال 24 ساعة! المقاومة تتصدى للغزو البري والغارات تتواصل... ودور «مشبوه» «لليونيفيل»؟