اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اقتربت بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم، من نهايتها، حيث وصلت إلى محطة الدور نصف النهائي والذي يجمع فرنسا ضد إسبانيا، وإنكلترا ضد هولندا.

وتقصّ إسبانيا المتألقة بجناحين موهوبين وفرنسا الصائمة هجومياً والصلبة دفاعياً، شريط الدور نصف النهائي في ميونيخ، بعد أن أصبحتا قوّتين مهيمنتين على كرة القدم القارية والعالمية.

ومنذ مونديال 1998 الذي أحرزته فرنسا على أرضها، بلغ المنتخبان نهائي تسع بطولات كبرى.

وتأمل إسبانيا في الانفراد بالرقم القياسي في عدد ألقاب كأس أوروبا الذي تتشاركه راهناً مع ألمانيا، مع ثلاثة تتويجات في 1964، 2008 و2012، فيما تبحث فرنسا عن اللحاق بثنائي الصدارة بعد فوزها في 1984 و2000.

وتألقت إسبانيا في البطولة المقامة راهناً في ألمانيا، خصوصاً باللعب الأنيق للجناحين الشابين السريعين لامين يامال (16 عاماً) ونيكو ويليامز (21).

في المقابل، فإنّ فرنسا التي كانت أقوى المرشّحين مع إنكلترا (تواجه هولندا الأربعاء في نصف النهائي) قبل انطلاق البطولة، وقعت في فخ هشاشتها الهجومية التي عمّقها تعرّض قائدها وهدافها كيليان مبابي لكسر في أنفه في المباراة الافتتاحية.

ولم تسجّل فرنسا سوى ثلاثة أهداف في 5 مباريات، اثنان من نيران عكسية ضد النمسا وبلجيكا وواحد من ركلة جزاء لمبابي ضد بولندا.

وقال لاعب وسطها أوريليان تشواميني ساخراً: "نحن في نصف النهائي من دون أن نسجّل، هذا تاريخي... رغم ذلك، علينا التسجيل".

لكنّ وصيفة مونديال 2022 لم تستقبل سوى هدف يتيم من ركلة جزاء أمام بولندا، قبل أن تتخطى بلجيكا 1-0 في ثمن النهائي، ثم البرتغال بركلات الترجيح في ربع النهائي.

في المقابل، تحظى إسبانيا بأقوى هجوم مشاركة مع ألمانيا (11) أكبر عدد من المحاولات (102) وانتزاع الكرات من الخصم (230)، وأقصت ألمانيا المضيفة في ربع نهائي ناري 2-1 انتهى بالوقت الإضافي وخسارة لاعب وسطها بيدري لالتواء في ركبته.

وتعوّل إسبانيا، الوحيدة الفائزة في خمس مباريات كاملة، على موهبة المغربي الأصل يامال صاحب ثلاث تمريرات حاسمة والذي سيصبح أصغر لاعب يسجّل بتاريخ البطولة بحال إداركه شباك مايك مينيان، فيما سجّل ويليامز هدفاً ولعب تمريرة حاسمة.

وتخيّم إيجابية كبيرة على معسكر "لا روخا" الذي يقوده المدرّب المغمور في العقد الأخير لويس دي لا فوينتي الذي قال بعد إقصاء المضيفة بهدفي داني أولمو وميكل ميرينو: "هذا حصان فائز".

وأضاف المدرّب الذي أشرف على العديد من اللاعبين الحاليين في منتخبات الفئات العمرية: "يمكننا الذهاب بعيداً. هناك الكثير من المعنويات والروح بهذا الفريق".

روح سيحتاجها المنتخب الإيبيري في ظل غياب الشاب المتألق بيدري والمدافعين الموقوفين داني كارفاخال وروبان لونورمان، لكنه يعوّل على صلابة وحنكة لاعب وسطه الدفاعي رودري المتوّج في آخر أربع سنوات بلقب الدوري الإنكليزي مع مانشستر سيتي.

بانتظار مبابي

في المقابل، تأمل فرنسا في استعادة شهيتها التهديفية في مونديال قطر الأخير عندما سجّلت 16 هدفاً، بينها 8 لمبابي هداف البطولة.

وقال اللاعب البالغ 25 عاماً المنتقل من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا: "من البديهي أن نفوز بالمباريات إذا كنا أكثر فاعلية في الخط الهجومي، لكن في بطولة كبرى لا تتوقع الذهاب بعيداً إذا لم تكن صلباً دفاعياً.

ومنذ كأس العالم 2014، أخفق فريق المدرّب ديدييه ديشان مرّة يتيمة في بلوغ نهائي بطولة كبرى، كان في النسخة الأخيرة من كأس أوروبا عندما ودّع من ثمن النهائي أمام سويسرا بركلات الترجيح.

وأقرّ مدرّبه ديشان، الذي يشرف على فرنسا منذ 2012 وقاده إلى لقب مونديال 2018، أنّ فريقه يجب أن يتحسّن هجومياً: "صلابتنا مثالية، وهذا ضروري في بطولة كبرى. عندما لا تسجّل الكثير من الأهداف من الأفضل عدم تلقي الكثير، لكنني أفضّل أن نكون أكثر نجاعة".

وأحرزت فرنسا لقبها الأوّل في البطولة القارية على حساب إسبانيا بالذات 2-0 عام 1984 الذي ابتسم لنجمها الخارق ميشال بلاتيني وعبس بوجه حارس "لا روخا" لويس أركونادا بعد أن ترك ركلة "بلاتوش" الحرّة تتدحرج تحت بطنه.

وأقصت فرنسا إسبانيا 2-1 في ربع نهائي كأس أوروبا 2000 في طريقها للقب، ثم في دور الـ16 من مونديال 2006 (3-1)، في مبارتين حملتا بصمة زين الدين زيدان.

لكنّ إسبانيا ردّت 2-0 بهدفي تشابي ألونسو في ربع نهائي أوروبا 2012، وهو الفوز الوحيد الكبير لها على خصمتها في بطولة كبرى، فيما انتهت آخر مواجهة كبرى بينهما لمصلحة فرنسا 2-1 في نهائي دوري الأمم الأوروبية أواخر 2021.

كانتي صمام أمان فرنسا

وحقق الفرنسي نجولو كانتي، نجم وسط اتحاد جدة، رقمًا قياسيًا مع منتخب بلاده في يورو 2024 المقامة في ألمانيا.

ويقدم كانتي أداء ممتازًا مع الديوك، ليساهم في الوصول إلى نصف نهائي البطولة، حيث يلعب المنتخب الفرنسي اليوم الثلاثاء ضد إسبانيا.

ونال كانتي جائزة رجل المباراة مرتين من أصل 5 خاضها مع الديوك في يورو 2024.

وأشار حساب "أوبتا" الإحصائي على منصة "إكس" إلى أن منتخب فرنسا لم يستقبل أي هدف طوال 451 دقيقة شارك فيها كانتي مع منتخب فرنسا في يورو 2024.

وشارك كانتي أساسيًا في المباريات الخمس، ولعب 90 دقيقة إلا في مباراة بولندا بالجولة الثالثة من دور المجموعات، غادر فيها الملعب في الدقيقة 61، علمًا بأنه شارك في شوطين إضافيين ضد البرتغال في ربع النهائي.

ويصل كانتي بذلك إلى أطول مدة للاعب أوروبي في بطولة كبرى (اليورو – كأس العالم) يشارك فيها دون أن يستقبل فريقه هدفا طوال تواجده فوق أرضية الملعب.

واستقبل منتخب فرنسا هدفًا وحيدًا في مشوار اليورو حتى الآن، كان أمام بولندا لكنه جاء بعد خروج كانتي من الملعب.

أرقام قبل الدور نصف النهائي

وفي ما يلي العديد من الأرقام قبل مباراتي ال نصف نهائي:

- 3 أهداف سجلها الهولندي كودي جاكبو ليتصدر قائمة هدافي البطولة، وهي حصيلة قابلة للزيادة كي يتجاوز كل من الجورجي جورجيس ميكوتادزه، والألماني جمال موسيالا، والسلوفاكي إيفان شرانز، والثلاثي ودع اليورو بالفعل.

- 5 انتصارات حققها منتخب إسبانيا، ليصبح الفريق الوحيد الذي يفوز بجميع مبارياته في اليورو، متفوقًا على كل من هولندا، وألمانيا، وتركيا ولدى كل منها 3 انتصارات، بينما خرجت الأخيرتان من البطولة.

- 3 أهداف مسجلة تجعل فرنسا أقل فريق أحرز أهدافًا بين رباعي نصف نهائي اليورو، مع الأخذ في الاعتبار أن أيا منها لم يأتِ من هجمة منظمة، فأحد الأهداف من ركلة جزاء، والاثنين الآخرين بالنيران الصديقة.

- 20 تسديدة نفذها الفرنسي كيليان مبابي، أكثر لاعب حاول التسديد على المرمى في الجولة قبل الأخيرة من البطولة، ويتفوق عليه البرتغالي كريستيانو رونالدو كصاحب أكبر عدد من المحاولات على مرمى المنافسين بـ23 تسديدة، رغم أنه غادر البطولة على يد فرنسا تحديدًا في ربع النهائي.

- 3 تمريرات أثمرت عن أهداف نفذها بنجاح المهاجم الإسباني لامين يامال الذي يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر مساعدة لزملائهم في تسجيل الأهداف، ويأتي خلفه الإسبانيان داني أولمو، وفابيان رويز، والهولنديين تشافي سيمونز، وناثان آكي، والذين بوسعهم معادلة رقمه في نصف النهائي.

- 510 دقائق خاضها حتى الآن الإنكليز ديكلان رايس، وكايل ووكر، وجون ستونز، وجوردان بيكفورد، ومعهم البرتغال ديوغو كوستا، أما أكثر لاعب إسباني مشاركة في اليورو فهو أوناي سيمون صاحب الـ390 دقيقة.

- 12 خطأ ارتكبها الهولندي فيرجيل فان دايك في البطولة، يليه الألماني روبرت أندريش بـ11 مخالفة، ثم السلوفيني آدم سيرين بـ10 أخطاء.

- 90.8% هي نسبة دقة تمرير الكرة لدى لاعبي فرنسا، وهي الأعلى بين المتأهلين لنصف النهائي. خلفها كل من إسبانيا وإنكلترا بنسبة دقيقة 92.2% و90%، على الترتيب، بينما تتصدر ألمانيا الترتيب بشكل عام.

- 312 هجمة شنتها إسبانيا منذ انطلاق البطولة الأوروبية، أي أكثر من الفرق الأخرى المتأهلة وهي فرنسا (295 هجمة)، وإنكلترا (268 هجمة) وهولندا (252 هجمة)، بينما كانت البرتغال الأكثر بناء للهجمات (379) حتى خروجها.

- 230 كرة استعادها منتخب إسبانيا في كأس أمم أوروبا، متفوقا على ألمانيا (211 كرة)، وباقي المتأهلين لنصف النهائي؛ إنكلترا (201 استعادة للكرة)، وفرنسا (200 استعادة للكرة). 

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت