اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الدولة الفاشلة، حيث التعطيل يطال كل شيء، والخلاف على «البيضة» «والدجاجة» يعطل الحوار والرئاسة، والعداء لدولة الاحتلال الاسرائيلي مجرد «وجهة نظر» عند البعض، فان الحديث عن العودة الى العتمة الشاملة ليس بالخبر المفاجىء، بل سياق طبيعي لبلد لا قيمة فيه لشعب «زعيمه دائما على حق».

وعلى المقلب المشرق من الوطن، لا تزال تداعيات «الاحد الاسود» تقض مضاجع كيان العدو، حيث افرد اعلامه ومعلقوه مساحات واسعة للحديث عن الارتقاء النوعي في ضربات حزب الله الموجعة، التي طالت مركز الانذار المبكر في جبل حرمون، مقابل الفشل التكتيكي والاستراتيجي في تعامل الجيش والطبقة السياسية «الاسرائيلية» مع جبهة الشمال، التي تنتظر مصير وقف النار في غزة، حيث عاد تلاعب بنيامين نتانياهو يهدد الصفقة، ما دفع احد كبار جنرالات الاحتياط الى التحذير من «قنبلة نووية» غير اشعاعية ستضرب «اسرائيل»، اذا فشلت الفرصة الاخيرة لاستعادة المخطوفين، حيث ستتصاعد احتمالات اندلاع حرب مع حزب الله، والتي ستكون كارثية.  

وفيما تتخبط اوروبا في نتائج انتخاباتها، وتغرق الولايات المتحدة في ازمة سياسية عميقة، بفعل حالة الانكار التي يعيشها الرئيس جو بايدن باصراره على منافسة خاسرة مع دونالد ترامب، ويكابد الديموقراطيون لاقناعه بالتنحي، تلقّى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله رسالة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اكد فيها «ان دعم جمهورية إيران الإسلامية لمقاومة شعوب المنطقة ضد الكيان الصهيوني غير الشرعي باق، وهو متجذر في السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسيستمر بقوة». رسالة بزشكيان جاءت بعد ساعات على تأكيد وزارة الخارجية الإيرانية أنّ طهران «ستقدم الدعم للبنان في وجه اي اعتداء اسرائيلي، الذي سيُشكّل أرضية لزيادة التوتّر بالمنطقة ويهدد الأمن والسلم فيها». ولفتت الى أنّ «الدفاع عن لبنان مبدأ أساسي لدى ايران، و»إسرائيل» تتحمّل عواقب أي هجوم على لبنان، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته.

« الاحد الاسود»

ميدانيا، اجمعت التعليقات «الاسرائيلية» على وصف يوم الأحد بانه كان يوما أسود بالنسبة لدولة الاحتلال، بعد اصابة موقع حرمون التجسسي بطائرات مسيرة،  تزامنا مع اطلاق حزب الله عشرات الصواريخ من أنواعٍ مختلفةٍ باتجاه الجليل الأسفل، وصل بعضها بالقرب من مدينة الناصرة ومدينة طبريّا، في تطوّرٍ يُعتبر لافتًا في إطار قواعد الاشتباك بين الطرفيْن، حيث وصل مدى القصف إلى 40 كيلومترًا.

لا قيمة للاغتيالات

من جهتها، اشارت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان إطلاق النار الانتقامي الذي وصل إلى مسافة 40 كم عن الحدود، يأتي ضمن المعادلة التي يتبعها السيد حسن نصر الله. وهو يريد إعطاء إشارة «لإسرائيل» بأنه في كل مرة تتم تهاجم فيها أهداف عسكرية أو اغتيال نشطاء بعيداً عن الحدود، سيأتي الرد مناسباً. ولن تتمكن «إسرائيل» من الحفاظ على المواجهة في نطاق خط الحدود. في المقابل، فان الرد الشديد نسبياً لحزب الله الذي يوسع حدود المعركة، يفاقم علامات الاستفهام حول سياسة الجيش «الإسرائيلي». ويبدو أن كبار قادة الجيش يواصلون التمسك بسياسة الاغتيالات، حتى لو لم يكن من الواضح القيمة المضافة، التي تجلبها في القتال الدائر في الشمال.

 نهاية الجيش «المتعجرف»

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «معاريف» عن محافل أمنيّةٍ وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، تأكيدها انه منذ تسعة أشهر والكيان يعمل في الشمال خلافا لعقيدته الأمنية، والجيش وصل إلى المعركة في الشمال متعجرفًا ومتغطرسًا، لكنه وجد نفسه يُعاني من نقصٍ في قذائف المدفعية والدبابات، ونقص في المروحيات الهجومية، وذخائر سلاح الجو، والدروع القتالية والسترات الواقية، ولفتت الصحيفة الى ان المعركة الدفاعيّة هي أصعب معركة في الحرب، والروتين الدفاعي هو الأكثر استنزافًا، لكن حزب الله لا يقف مكتوف الأيدي، بل يُبادِر لإطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ من مختلف الأنواع على الحزام الأمنيّ الذي أقامته «إسرائيل» في أراضيها وإلى أبعد منه أيضًا.

انجازات مثيرة للاعجاب

 وأكّدت الصحيفة أنّ حزب الله يمكنه أنْ يسجّل لنفسه إنجازاتٍ مثيرةٍ للإعجاب، فهو أدخل الجولان في نطاق المواجهة المباشرة مع لبنان، وأنشأ حزامًا أمنيًا في شمال «إسرائيل»، وهو الذي يحدِّد حاليا القتال هناك، مؤكدةً أنَّه ضرب ودمّر أصولًا قيّمةً «لإسرائيل» عسكريّةً ومدنيّةً، ولأوّل مرّةٍ منذ 76 عامًا، كان هناك نازحين بين المستوطنين «الإسرائيليين».

لا مكان للعيش..

 من جهته، اكد الباحث طال بيري، رئيس قسم الأبحاث في معهد «ألما الإسرائيليّ»، أنّ الجبهة الإسرائيليّة الشمالية ستشهد كمية لم يسبق لها مثيل من النيران، في حال اندلاع حربٍ شاملة. وأضاف أنّ القوة الناريّة الرئيسيّة لحزب الله هي الصواريخ والقذائف، ويمكن لقوّة نيران الحزب أنْ تستهدف كامل أراضي «إسرائيل» بقدرة إطلاق نار دقيقة، أمّا المنطقة التي ستتعرّض بشكلٍ رئيسيٍّ لكميةٍ كبيرةٍ من النيران، فهي المنطقة الشماليّة بأكملها حتى حيفا. وتوقّع أنْ يكون الجزء الأكبر من النيران بهذه المنطقة من الصواريخ بمختلف أنواعها التي تعتبر قصيرة المدى. وبالتالي، في الأسابيع الأولى من الحرب، سيكون من المستحيل العيش بشكلٍ طبيعيٍّ في المناطق المستهدفة.

مخزون حزب الله من السلاح؟

وبحسب تقديرات معهد الأبحاث، يمتلك حزب الله 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ يصل مداها إلى 80 كلم، و5000 صاروخ وقذيفة يصل مداها إلى 80-200 كلم، و5000 صاروخ يصل مداها إلى 200 كلم أوْ أكثر، و2500 مُسيرّة، ومئات الصواريخ المتطوّرة، مثل الصواريخ المضادة للطائرات أو صواريخ كروز. وتشير التقديرات إلى أنّه في حالة اندلاع الحرب، سيرسل حزب الله آلاف المُسيّرات والصواريخ إلى «إسرائيل» كلّ يوم.

صواريخ دقيقة «وغزو بري»

كما يتوقّع بيري أن يكون الخط الجنوبيّ، الخضيرة ونتانيا وغوش دان، في مرمى النيران، لأنّ منطقة غوش دان تُعتبر ذات قيمة بالنسبة للحزب، وسيُركِّز جهوده هناك. وسيتم استهداف هذه المنطقة باستخدام صواريخ، بعضها دقيق ومعظمها صواريخ باليستية، بما في ذلك صواريخ فتح 110 التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، بعضها دقيق للغاية، وكلّ صاروخٍ يحمل 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وهذه هي قوة صاروخ بركان الذي يمكن أنْ ينفجر في منطقة غوش دان الكثيفة ايضا.

وتوقع بيري أن يحاول حزب الله تنفيذ غزوٍّ برّيٍ في الجليل، وسيحاول بالتأكيد التسلل عبر العشرات إنْ لم يكن مئات العناصر، مع العلم أنّ وحدة الرضوان قادرة على القيام بذلك، وكلّ ما يحتاجون إليه هو تلقي التعليمات والأوامر.

«القنبلة النووية»!

 وفيما «يناور» رئيس حكومة العدو لافشال صفقة غزة، حذّر اللواء في احتياط الجيش «الإسرائيلي» إسحاق بريك، من تبعات رفض إبرام الاتفاق، مشبّهاً تأثير ذلك بتأثير «قنبلة نووية» أُسقطت على «إسرائيل»، لكن من دون أثر إشعاعي.

وفي مقال كتبه في صحيفة «هآرتس»، أكد بريك أنّ هذه الأيام حرجة، مشدداً على أنّ رفض الصفقة هذه المرة أيضاً سيؤدي إلى فقدان «إسرائيل» الأسرى إلى الأبد، وكونها على شفا حرب إقليمية ستكلّف خسائر فادحة...وأقرّ اللواء في الاحتياط بأنّ «إسرائيل» لن تتمكّن من هزيمة حماس، بل عليها الاعتراف بأنّها سبق أن هُزمت، مضيفاً أنّه «لا يمكنها تحقيق أي من أهدافها من الحرب، بل ستكون هزيمة «إسرائيل أكثر إيلاماً. وفي حين أنّ الجيش «الإسرائيلي» لن يتمكّن من هزيمة حماس، فإنّه بالتأكيد لا يستطيع هزيمة حزب الله، المسلّح بـ150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وطائرة مسيّرة».

الكارثة محتومة

وخلص بريك الى القول»لا يفهم قادتنا ما هي الكارثة التي يمكن أن يجلبها هجوم على لبنان. ومع كلّ ذلك، فإنّ المستوى السياسي «المهلوس»، يستفزّ الرئيس الأميركي جو بايدن بعد هزيمته في المواجهة مع دونالد ترامب، أنّ استمرار الحرب في قطاع غزة، الذي يؤدي إلى استمرار القتال في الشمال مع حزب الله لا يأتي بأي حل، بل يفتّت جيش «إسرائيل» واقتصادها وعلاقاتها الدولية ومنعتها. وعاجلاً أم آجلاً، قد يؤدي استمرار القتال أيضاً إلى حرب إقليمية ستخرّب «إسرائيل».

«خارطة طريق» رئاسية؟

داخليا، وعشية مؤتمر صحافي يعقده نواب المعارضة اليوم ، يعلنون خلاله «خارطة طريق» رئاسية، ويسلمونها الى الكتل النيابية وسفراء «اللجنة الخماسية» في سلسلة لقاءات في بحر الاسبوع، قالت مصادر معارضة، ان الورقة المتضمنة خريطة الطريق ستركز على مناقشة موضوع الحرب، ومسؤولية الدولة في منع وقوعها لتجنيب لبنان  كوارثها. اما الملف الرئاسي فأعدت له ورقتان ستقدمان للرئيس بري ولسفراء «الخماسية» تتضمنان آلية تنفيذية، حيث تتم المشاورات بطريقة ثنائية، او ان تتم بين دورات الجلسة المفتوحة او الدعوة الى جلسة انتخابية مع التزام الجميع بالنصاب.

ووفقا للمصادر، فان المعارضة ستعقد سلسلة لقاءات ثنائية وثلاثية بين الاربعاء والخميس مع «التغييريين» و»المستقلين» «والثنائي الشيعي». وعلم ان نوابا من المعارضة سيشاركون اليوم في اجتماع سفراء «اللجنة الخماسية» في قصر الصنوبر، لعرض «خارطة الطريق « الرئاسية. وقد اختصرت مصادر نيابية هذا التحرك بالقول « انها حركة دون بركة»، وتضييع للجهد والوقت!؟

تبادل للاتهامات!

وفي سياق متصل، استمر السجال بين «معراب» «وعين التينة»، فبعد بيان «القوات اللبنانية» التي هاجمت فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحمّلته مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية باصراره على عقد الحوار بحضور كافة الكتل النيابية، رد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم في بيان بالقول: أن اصرار البعض على مقاربة الحقائق، التي ساهمت باطالة عمر الشغور الرئاسي بمغالطات ومواقف ابعد ما تكون عن الحقيقة الراسخة، وهي أن من يتحمل مسؤولية ما آلت اليه الامور من رفض الحوار والتلاقي، وادار الظهر لمنطق التفاهم والتوافق الذي يحمي البلد ويساهم في ايجاد الحلول للازمات، فكيف اذا كانت ازمة شغور ادت الى خلل في انتظام عمل المؤسسات. ومن يبدي حرصه ويتباكى على الواقع المرير، ما عليه الا القبول بالتواصل والتلاقي، لان اللبنانيين ملوا من سياسة المكابرة والتعنت والرهانات الخاطئة على متغيرات وتحولات خارجية.

  «ابريق زيت الكهرباء»

وبعد ساعات على غياب شبه تام للكهرباء عن المشتركين، واعلان مؤسسة كهرباء لبنان بأنها عمدت احترازيا إلى إبقاء أولوية التغذية بالتيار للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان، جراء تدني تخزين مادة الغاز أويل لديها بشكل حاد جدا، اعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، عن عودة الكهرباء عند الساعة الـ 12 من ظهر امس إلى مطار بيروت، وقال ان التكييف يعمل لكنه ينقطع لمدة نصف ساعة، لتجنب احتراقه عند التحويل من الكهرباء الأساسية إلى المولدات، ودعا الوزارات للتعاون لتأمين التيار الكهربائي بشكل مستمر.

من جهته، رد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، على طلب الوزير حمية تأمين الكهرباء لمطار بيروت،  بالتأكيد انه قام بالتدخل مع العراقيين على مدى الشهر الماضي وخاصة في الأيام القليلة الماضية للقيام بعمل استثناء، بينما يقوم مجلس النواب اللبناني وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري باستكمال النهج للسماح بنقل المستحقات العراقية إلى الحساب العراقي في مصرف لبنان. ولفت الى ان  رئيس الوزراء العراقي كتب رسالة بتاريخ 4 تموز إلى وزير النفط العراقي وشركة النفط العراقية «سومو» لتسهيل تحميل الشحنة المتوقفة حاليًا في العراق، مما يحل المشكلة لهذا الشهر.

ووفقا لشركة النفط العراقية «سومو»، سيسمح هذا بتحميل الشحنة اليوم على أبعد تقدير. واوضح فياض أن الكهرباء ستعود خلال أيام ، علما أن كهرباء لبنان لا تزال تزود المطار بالكهرباء، وطمأن بأن الكهرباء لن تنقطع كليا لا عن للمطار ولا عن اللبنانيين، مذكرا أن التأخير سببه المستحقات التي تسدد في اللحظة الأخيرة!

التنصل من المسؤوليات!

وفي هذا السياق، نفت مصادر مصرف لبنان مسؤوليتها عن التأخر، ولفتت الى ان الاجراءات القانونية لصرف المستحقات المالية للجهة العراقية تحتاج الى سند قانوني لم يتقدم به المعنيون. واذا لم يتم الحل الازمة فسيتوقف معمل  الزهراني عن العمل يوم الخميس، بعد ان توقف معمل دير عمار السبت.

ولفتت مؤسسة كهرباء لبنان الى ان المشكلة مالية بين  مصرف لبنان والحكومة اللبنانية والحكومة العراقية، ما يحول دون إمكانية المباشرة بتفريغ الحمولة الموجودة في البحر. وإزاء هذا الوضع الخارج عن إرادة ومسؤولية مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل، تفيد المؤسسة أنها عمدت احترازيا إلى إبقاء أولوية التغذية بالتيار الكهربائي للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، جامعة لبنانية، المرافق الأساسية في الدولة...)، وذلك جراء تدني خزين مادة الغاز أويل لديها بشكل حاد جدًا.. وستعمل المؤسسة مجددا بإعادة تشغيل تلك المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسريا، فور تبلغها من المعنيين برفع الحجز المالي عن الشحنة بقسميها، والمباشرة بتفريغ الحمولتين ذوي الصلة تباعا، وإعادة من ثم التغذية إلى ما كانت عليه؟!

الأكثر قراءة

«الأحد الأسود» يهز «إسرائيل»... وبزشكيان لنصرالله : لن نتخلّى عن المقاومة «خارطة طريق» رئاسيّة للمعارضة اليوم خطر العتمة الشاملة بانقطاع تام للكهرباء! مُخطط نتانياهو يهدّد «الفرصة الأخيرة»