اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شكرا كلمة نسمعها يوميا عشرات المرات، ولأسباب عديدة محصورة بمعنى واحد هو الاعتراف والامتنان لنعم وأفضال الآخر علينا، وإذا لم تقلها حين وجب قولها ترتكب معصية الخروج على آداب العلاقات الاجتماعية.

يشكر المؤمن الله على نعمه، ويشكر المريض الطبيب على حُسن العلاج، ويشكر المحتاج المُحسن على كرم العطاء.

يشكر الأبناء الأهل على حُسن التربية والرعاية والاهتمام.

يشكر الصديق على النصيحة، يشكر من قدم له خدمة، من ساعده على حل مشكلة، من شاركه فنجان قهوة الصباح، من زاره في مرضه.

يشكر من سامحه على غلط ارتكبه، ومن غفر له على إساءة.

يشكر القارئ كاتبا استفاد من كتاباته في إعادة ترتيب حياته من جديد.

يشكر الناس السماء على المطر، والأرض على مواسم العطاء، والورد على طيب الأريج وجمال الأزرار.

يشكر البريء القاضي، والغريق منقذه، أما أن يشكر الزعيم مُطلق رصاصات الإعدام، فهذا فعل لا شبيه له في الماضي ولا شبيه له في المستقبل، فعل لا يتكرر ولو لمرة واحدة، فعلها أنطون سعادة ولن يفعلها غيره أبدا أبدا.

شكرا قالها أنطون سعادة، يقرؤها بعض الناس بطولة ويقرؤها بعضهم وقفة عز، ويراها بعضهم قاعدة من قواعد نظرته الى الحياة والكون والفن.

قال شكرا للرصاص لأنه قال: نحب الموت متى اعتقدنا أنه الطريق الى الحياة.

قال شكرا لأنه يعرف فضل البشاعة على الجمال وفضل الباطل على الحق وفضل الشر على الخير، وفضل الموت على الحياة، لأنه قال إن الحق انتصار على الباطل في معركة إنسانية وليس في معركة غيبية أو إلهية، وخاض المعركة مع الباطل بكلمة شكرا التي ستبقى ما بقيت الحياة بينما الرصاصة ماتت ومصير مطلق الرصاص الزوال، وأكد أن كلمة شكرا انتصار على رصاص الباطل لأنها انتصار على الخوف.

يعتقد بعض الناس ان الصعوبة في تفكيك العُقد، أو حل المشاكل الصعبة بينما الحقيقة تكمن في فهم المعاني البسيطة وفك شيفرة الأحداث البسيطة التي يصعب الوصول اليها لأن ما في باطنها أهم بكثير مما في ظاهرها.

لو اكتشف الشعب المعاني المستترة لكلمة شكرا في تلك الليلة ما كان الويل تعاظم في البلاد.

كثر يذهبون الى الموت بشجاعة، ويستقبلونه بشجاعة ولكن لم يتجرأ أحدهم ويشكر رصاصات الموت.

قي الثامن من تموز نؤكد أن شكر سعادة للجلادين تلك الليلة طريق خلاص البلاد.

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة