اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ محاولة اغتيال المرشح الرئاسي والرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب قبل اسبوعين، بدأ التداول اعلامياً وسياسياً في الولايات المتحدة، ان ايران قد تكون وراءها، بالرغم من ان عناصر جهاز الخدمة السرية الاميركية، المولج حماية الشخصيات قتل مطلق النار على ترامب من مسافة 150 متراً ومن على سطح احد المباني المشرف على المكان الذي اقيم فيه المهرجان الانتخابي في ولاية بنسلفانيا في 13 تموز الحالي.

والقاتل واسمه توماس ماثيو كروكس والبالغ من العمر 20 عاماً، بدأت الشرطة والمحققون البحث والتحري عن سجله الشخصي والسياسي والعدلي، ليتبين انه من الحزب الجمهوري، وكان يعلن عن كرهه لترامب.

وما زالت التحقيقات الامنية والقضائية مستمرة لمعرفة الاسباب والدوافع التي تركت هذا الشاب، يلجأ الى قتل رئيس سابق ومرشح للرئاسة، فظهرت الكثير من التحليلات والافتراضات، دون الوصول الى الحقيقة بعد، التي قد لا تظهر مع مقتل الجاني، الذي لو بقي على قيد الحياة، لكان امكن معرفة استخدامه السلاح ومن دفعه الى قتل شخصية كترامب، كان رئيساً للولايات المتحدة الاميركية، وليس هو الاول الذي يتعرض لهذه الحادثة، اذ تم اغتيال خمسة رؤساء اميركيين، وعدة محاولات اغتيال لرؤساء في فترات عديدة.

الا ان ما توقف عنده المراقبون والمتابعون لمحاولة الاغتيال، هو ما كتبه ترامب على صفحته، مهدداً ايران بانها اذا حاولت اغتياله سيمحوها من الوجود، وهو بذلك يوجه اصابع الاتهام نحوها، بانها قد تكون هي وراء المحاولة التي تعرض لها من قبل الشاب كروكس، الذي ليس له علاقة بطهران، وانه من جيل تربى على حمل السلاح والعنف، وهذا ما يشكو منه الاميركيون الذين لا يمر يوم الا وهناك طالب يطلق النار على زملائه في مدرسة او جامعة، او آخر دخل الى متجر وفعل الامر نفسه، او رجل قتل عشرات السيدات بعد اغتصابهن الخ...

فمثل هذا المجتمع، الذي يكثر فيه الحديث عن العنصرية، وعن الهجرة غير الشرعية يولد العنف الى اسباب اخرى، وهو ما يعلنه ترامب، الذي يقف ضد تسلل مهاجرين عبر الحدود الاميركية ـ المكسيكية وغيرها، وبدأ ببناء جدار لمنع دخول المهاجرين، وهذا ما عزز التطرف في اميركا، وصعود اليمين المتطرف في اوروبا، وهذا ما يؤدي الى اقتناء السلاح واستخدامه في ظل خطاب الكراهية، فاعلن مطلق النار على الرئيس الاميركي السابق بانه يكرهه.

فمطلق النار ليس مجهولاً، كي يوجه ترامب تحذيراً الى ايران، على انها قد تكون وراء محاولة اغتياله، وربط احد المتابعين او المطلعين على الشأن الامني، موقف ترامب بتوجيه اصابع الاتهام الى ايران، متذكراً حادثة اغتيال قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري الايراني" قاسم سليماني الذي قصفت موكبه قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني 2020 طائرات اميركية مما أدى الى مقتله مع رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق ابو مهدي المهندس واسمه جمال جعفر محمد علي آل ابراهيم، وقتل معهما مسؤول العلاقات العامة في الحشد محمد الجابري، واعلن ترامب انه اعطى الاوامر بقتل سليماني، وهذا ما جاء في بيان لوزارة الدفاع الاميركية التي كشفت ان "الجيش الاميركي وبناء وعلى تعليمات الرئيس ترامب تولى قتل قاسم سليماني"، الذي برر البيت الابيض اغتياله، لانه كان يخطط لقتل ديبلوماسيين اميركيين والهجوم على قواعد عسكرية اميركية وسبق له وقام بهذا العمل؟

ويوجد ثأر بين اميركا والجمهورية الاسلامية الايرانية، ووصفها قائد "الثورة الايرانية" الامام الخميني  بانها "شر مطلق"، وتم احتلال السفارة الاميركية في طهران ودمرت السفارة في بيروت، ثم مقر قيادة "المارينز" على طريق المطار في العام 1984، وبعدهما حصل تفجير في داخل الجامعة الاميركية في بيروت 1992.

فالمواجهة الاميركية ـ الايرانية قائمة سواء عسكرياً وامنياً او سياسياً، وهدأت عندما حصل الاتفاق النووي الايراني عام 2015 في عهد الرئيس الاميركي الاسبق باراك اوباما، وبدأت العلاقات بين البلدين تتطور الى ان جاء ترامب الى البيت الابيض عام 2016 فعلق العمل بالاتفاق وارضى بذلك "اسرائيل" ودولا خليجية، وهو يتفق مع رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على ان الحرب هي مع ايران عبر حلفائها من "حماس" الى "حزب الله" في لبنان و"الحوثيين" في اليمن، و"الحشد الشعبي" في العراق، وسعى دائماً الى ان تفتح الحرب مباشرة مع ايران، وهو جس النبض عندما قصف القنصلية الايرانية في دمشق فردت طهران بارسال مسيرات الى اهداف داخل الكيان الصهيوني.

فترامب ونتنياهو بحثا في لقائهما الخطر الايراني، الذي ركز عليه رئيس الحكومة الاسرائيلية في خطابه امام الكونغرس الاميركي، ودعا الى تحالف اميركي ـ اسرائيلي ـ عربي، لمواجهة خطر التمدد الايراني، وهذا مطلب اسرائيلي دائم بان القضاء على ايران يسهل الطريق للقضاء على كل اذرعتها، فكان كلام ترامب عن محو ايران مؤشرا الى حرب واسعة في المنطقة.

الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟