اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعدّ الإنجاب ركيزة أساسية في بناء الأسرة والمجتمع، وهو حلم يراود أغلب الأزواج. إلّا أن واقع الحياة يختلف أحياناً، حيث يواجه العديد من الأزواج تحدي العقم الذي قد يؤثر بشكل كبير على حياتهم النفسية والاجتماعية. وعلى الرغم من أن التركيز غالباً ما ينصب على العقم عند المرأة، إلا أن الواقع يثبت أن الرجل يشكل نصف المشكلة في حوالي نصف حالات العقم.

يُعرّف العقم عند الرجل بأنه عدم قدرة الرجل على إخصاب المرأة بعد ممارسة الجماع المنتظم بدون وقاية لمدة عام على الأقل. قد ينتج هذا العقم عن مجموعة من العوامل المختلفة التي تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية أو قدرتها على الوصول إلى البويضة أو إخصابها.

تؤدي مشكلة العقم عند الرجل إلى تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة على الزوجين، حيث قد يرافقها شعور بالفشل والإحباط والقلق. كما قد تؤثر على العلاقة الزوجية وتسبب مشاكل في التواصل بين الشريكين.

إلى ذلك، يعتمد علاج العقم عند الرجل على السبب الأساسي للمشكلة. قد تشمل خيارات العلاج:

- تعديل نمط الحياة: مثل إنقاص الوزن، الإقلاع عن التدخين، وتجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة.

-  الأدوية: لعلاج الاضطرابات الهرمونية أو تحسين إنتاج الحيوانات المنوية.

-  الجراحة: لعلاج انسداد القنوات الدافرة أو إزالة الأورام.

-  تقنيات المساعدة على الإنجاب: مثل الحقن المجهري أو التلقيح الصناعي.

في كثير من الحالات، لا تظهر أعراض واضحة للعقم عند الرجل، ويكتشف المشكلة عند محاولة الإنجاب. ومع ذلك، قد يشكو بعض الرجال من أعراض مثل: انخفاض الرغبة الجنسية، مشاكل في الانتصاب، ألم في الخصيتين، تورم في الخصيتين، وجود كتلة في الخصية.

يتم تشخيص العقم عند الرجل من خلال مجموعة من الفحوصات، بما في ذلك: تحليل السائل المنوي لتقييم عدد، حركة، وشكل الحيوانات المنوية، فحص الهرمونات الجنسية، فحص جسدي للخصيتين والبروستاتا، التصوير بالأمواج فوق الصوتية للخصيتين، اختبارات الدم للتحقق من الأمراض المعدية، خزعة الخصية في بعض الحالات.

 

كما يمكن اتباع بعض النصائح الوقائية للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي الذكري والتقليل من خطر العقم، مثل: المحافظة على وزن صحي، الإقلاع عن التدخين، تجنب تعاطي المخدرات والكحول، ارتداء ملابس داخلية قطنية، تجنب التعرض للحرارة المرتفعة في المنطقة الحساسة، ممارسة الرياضة بانتظام، تناول غذاء صحي ومتوازن.

هذا ويؤثر العقم بشكل كبير على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية للزوجين. قد يعاني الرجل من الشعور بالفشل، القلق، الاكتئاب، وانعدام الثقة بالنفس. كما قد يؤثر العقم على العلاقة الزوجية ويسبب مشاكل في التواصل بين الشريكين.

من المهم أن يتعامل الزوجان مع مشكلة العقم بشكل مشترك وأن يبحثا عن الدعم النفسي والعاطفي اللازم. يمكن الاستعانة بمستشار أو معالج نفسي متخصص في العقم للمساعدة في التغلب على الصعوبات النفسية.

في النهاية، يجب التأكيد على أهمية التوعية حول العقم عند الرجل، وكسر الصمت حوله. من خلال الفحص المبكر والعلاج المناسب، يمكن زيادة فرص الإنجاب وتحسين جودة الحياة للرجال وشركائهم.

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...