اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


رئيس دائرة عاليه في مؤسسة مياه لبنان لـ "الديار":

جميع آبار جسر القاضي مسروقة نتيجة التفلّت في مؤسسات الدولة!


رئيس بلديّة شملان لـ "الديار": المشكلة في الألواح!

في كل صيف، ومع بداية موجات القيظ وارتفاع درجات الحرارة، يتكرر المشهد سنويا بانقطاع مستمر وشح في مياه الدولة، رغم ان لبنان معروف بثروته المائية الغنية ووفرة موارده الطبيعية. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى ان الأمطار كانت غزيرة هذا العام وفاقت معدلاتها الموسمية، ومع ذلك لا يزال يعاني المواطنون من نقص المياه في أكثر الأوقات احتياجا لها.

وما يزيد الأمر سوءا هو انتعاش سوق الصهاريج، حيث يعمد أصحابها الى توزيع المياه دون حسيب أو رقيب من الآبار ذاتها التي تعود للدولة، وبالتالي بيعها للناس بأسعار مرتفعة. وتعمل هذه الخزانات بأريحية، مما يثير علامات استفهام حول دور الجهات المعنية في ضبط هذا القطاع ومنع الاستغلال.

ومن المناطق التي تعاني من شح المياه بلدة شملان، التي تتعدد المصادر التي يمكن أن توفر المياه للمواطنين في تلك المنطقة، وبشكل خاص من بئر كيفون التي حفرتها وزارة الطاقة والمياه اللبنانية. ومع ذلك، يضطر الاهالي إلى شراء المياه بأسعار باهظة من الصهاريج. وتتحجج بلديات المنطقة دائما بانقطاع الكهرباء طورا، وعدم توافر المحروقات لسحب المياه تارة أخرى. ومع تركيب الطاقة الشمسية كان من المفترض أن تحل هذه الالواح جزءا من المشكلة، لكن تفاقمت الازمة أكثر. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل هناك تواطؤ بين بعض المسؤولين وأصحاب صهاريج بيع المياه؟

هذا، وتستمر المؤسسة المعنية في تقاضي مستحقاتها بالدولار، غير آبهة بانقطاع المياه لأسابيع عن المواطنين. هذا الوضع المعيب في بلد يتمتع بثروة مائية ربانية، يضيف عبئا إضافيا على كاهل الشعب الذي يكافح لتلبية احتياجاته الأساسية، في ظل هذه الظروف الصعبة. يبقى السؤال: لماذا لا تتم الاستفادة الكاملة من موارد المياه المتاحة؟ ومن المسؤول عن هذا الوضع المزري؟

الخزانات "شغّالة"!

وفي هذا المجال، أشار أحد ابناء بلدة شملان لـ "الديار" الى "الانتشار الكثيف لصهاريج المياه في المنطقة، بالتوازي مع انقطاع المياه المتكرر لأكثر من 3 أسابيع متتالية"، لافتا الى "انها في حال أتت تكون خفيفة جدا ولا تلبي احتياجاتنا"، وتساءل عن العذر الحقيقي لهذه القضية. وأعرب عن استيائه من تبرير مؤسسة مياه لبنان والمعنيين بأن "السبب هو ضعف الطاقة الشمسية، على الرغم من أن الحرارة تصل إلى 35 درجة مئوية". واعتبر "ان هذا الموضوع يطرح تساؤلات جدية حول مدى فعالية إدارة الموارد المائية وخدمات الإمداد في ظل الظروف الحالية".

هذا الموضوع الملّح، دفع أهالي المنطقة إلى اتخاذ خطوة جادة لمجابهة هذه المشكلة، وطلبوا من جريدة الديار متابعة قضيتهم عن كثب، التي تواصلت مع الجهات المعنية لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الشح الدائم في المياه".

الطاقة ضعيفة!

أوضح رئيس دائرة عاليه في مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان يونس جرماني لـ "الديار" ان منطقة شملان "تتغذى مياهيا من بئر كيفون، بحيث يبدأ تشغيل الطاقة الشمسية من الساعة العاشرة صباحا الى الثالثة ظهرا". واشار الى "ان للغطاء السحابي تأثيرا كبيرا في كفاءة الألواح الشمسية، حيث أنه يقلل من كمية ضوء الشمس المتاحة للتحويل إلى كهرباء".

وقال: "انا جاهز لمواجهة أي شخص يتحدث عن وجود تواطؤ ما بين موظفين وأصحاب الصهاريج"، داعيا المواطنين "الى إخبار المؤسسة بالوقائع كما حصلت، لاتّخاذ أقسى التدابير بحق مَن يتأكد تورطه في أي مكيدة. لكن في الوقت عينه إذا ثبت ان هذه المسألة تحمل الافتراء، فأيضا من حقنا اجراء المقتضى اللازم بحق المفترين"، وقال:  "يكفي تهميش بالموظف الذي يعمل في اقهر الظروف ليؤمن الخدمة للناس".

واكد "ان مناطق (شملان وكيفون وبيصور وعيتات وعين عنوب) تقاسي كثيرا من الانقطاع المتكرر للمياه نتيجة ضعف مصادر المياه، وحبذا لو كان بئر كيفون باستطاعته العطاء أكثر". مشيرا الى "ان آبار جسر القاضي التي حفرت لتغذي المنطقة بكميات مياه كافية، وجميعها مسروقة نتيجة التفلت الموجود في مؤسسات الدولة".

وشدد على "انه لا يجوز رمي الشكوك عشوائيا، لان الموظفين سواء في كيفون او شملان هم من ذوي السيرة الأخلاقية العالية ومشهود لهم بالنزاهة، لذلك أي مواطن لديه اتهام بإمكانه تقديم شكوى في المؤسسة، والإدارة مخولة اتخاذ القرار المناسب بحق أي عامل متورط بهذه القضية".

الحق على "الطاقة"!

من جانبه، قال رئيس بلدية شملان عصام حتّي لـ "الديار": لقد "تواصلت مع المسؤولين في مؤسسة مياه لبنان، وأخبروني ان الطاقة الشمسية تعمل ببطء، لان تشغيل المنظومة يبدأ من الساعة العاشرة صباحا ويستمر الى الثالثة ظهرا فقط"، وربط شح التغذية بضعف الطاقة. معتبرا ان "الكهرباء العادية اقوى، لكنها لا تأتي الا لساعتين يوميا وقد لا نراها بتاتا". وختم "المؤسسة لا تملك المازوت، لذلك تحتاج هذه العملية الى المزيد من الوقت".

 

الشمس "طالعة" والناس "قاشعة"!

من جهته، قال خبير في تركيب الالواح الشمسية لـ "الديار": " في فصل الصيف، عادةً ما تكون الطاقة في أقوى حالاتها بسبب زيادة طول ساعات النهار وشدة الإشعاع الشمسي. فإذا كانت الألواح نظيفة وجيدة، فمن غير المتوقع أن تكون فعالية الخلايا ضعيفة بشكل كبير. ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي قد تؤثر في صلاحيتها حتى في الصيف مثل:

1- ارتفاع درجات الحرارة: بينما الخلايا الشمسية تحتاج لضوء الشمس لتحسين إنتاجيتها، فان ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يقلل من جدارتها، لذلك قد تتعرض لانخفاض في الأداء عند درجات حرارة مرتفعة جداً.

2- مواقع التثبيت: قد تكون مواقع المنظومة غير مثالية، مثل وجود ظل دائم أو توجيه غير صحيح للألواح، مما يقلّص من فعاليتها حتى في الصيف.

3- النظام الكهربائي: تؤثر الصعوبات في النظام الكهربائي أو معدات التحويل في الكفاءة الكلية للطاقة الشمسية.

4- الخداع: في حالات معينة، يتم التذرع بضعف الطاقة الشمسية للتلاعب أو إخفاء عقبات أخرى، مثل سوء الإدارة أو الفساد.

وختم "من المهم التحقق من جميع هذه العوامل بشكل دقيق، وإذا لزم الأمر إجراء تقييم مستقل، لضمان أن تكون أي مزاعم عن ضعف الطاقة الشمسية مبررة فعلاً".

الأكثر قراءة

إذا نزل حزب الله تحت الأرض