اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعتبر الكحول من المشروبات التي دخلت في تكوين العديد من الثقافات والحضارات، واستهلاكه يرتبط بالاجتماعات والمناسبات المختلفة. ومع ذلك، فإن الإفراط في شرب الكحول يحمل في طياته مخاطر جسيمة تهدد صحة الإنسان وسلامته. فتعاطي الكحول بكميات كبيرة يتجاوز كونه عادة اجتماعية ليصبح مشكلة صحية خطرة، تتسبب بأضرار جسيمة للأعضاء الحيوية وتؤثر سلبًا في الجوانب النفسية والاجتماعية للحياة.

يشكل الإدمان على الكحول أحد أبرز المشكلات الصحية العالمية، حيث يؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة، ويقلل من نوعية الحياة، ويشكل عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا. فالإفراط في شرب الكحول يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد والسرطان، فضلاً عن مشاكل عصبية ونفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.

يتعرض الأشخاص الذين يتعاطون الكحول لخطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما فيها مشكلات في الدماغ، تؤدي إلى تدمير شخصيتهم.

ويقول الدكتور ألكسندر أومنوف المحاضر في قسم التخصصات الطبية الأساسية بكلية الطب في جامعة التعليم الروسية: "تكمن مخاطر إدمان الكحول، في تدمير شخصية الإنسان نتيجة موت الخلايا العصبية في القشرة الدماغية، وحدوث انخفاض في القدرات المعرفية والذاكرة، ما ينعكس على تدهور الأداء. وتؤدي جميع العمليات المرضية في الدماغ، إلى اعتلال دماغي، ويزداد الاضطراب والعدوانية".

تأثير الكحول في الدماغ والإدراك

-  تلف الخلايا العصبية: يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الكحول إلى تلف الخلايا العصبية في الدماغ، خاصة في مناطق مرتبطة بالذاكرة والتعلم والتحكم في الانفعالات.

-  تضيق الأوعية الدموية: يقلل الكحول من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين والمواد المغذية اللازمة لعمل الدماغ بشكل صحيح.

-  تغيرات في الناقلات العصبية: يؤثر الكحول في عمل الناقلات العصبية المسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى اضطرابات في الإدراك والتفكير.

وبالإضافة إلى ذلك، يلحق تناول الكحول أضرارا بالجهاز الهضمي، حرق الأغشية المخاطية لتجويف الفم والمريء والمعدة، ما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وتطور القرحة. ويؤدي تلف البنكرياس إلى التهاب البنكرياس، ومن ثم، إلى نخر العضو. كما يؤثر الكحول في القلب وعلى النقل العصبي العضلي، فتقل حساسية الجلد، ويصبح أكثر ترهلا. كما تتدهور وظائف الكلى. أما الكبد. فيبدأ في التدهور، وفي البداية تستبدل أنسجته بأنسجة دهنية، تتطور إلى الأنسجة الندبية، ما يعني تليف الكبد.

ويقول: "المضاعفات الخطيرة لتليف الكبد- ارتفاع مستوى ضغط الدم البابي، الذي يتميز بتدفق مفرط للدم عبر أوردة المريء، ما يتسبب بتوسع الأوردة وتمزقها، ويؤدي إلى حدوث نزيف حاد".

ويوصي الدكتور للتخلص من إدمان الكحول، بضرورة الحد من التواصل مع الذين يستمرون في شربه بانتظام. والبحث عن شيء يمكن أن يشتت الانتباه، مثل هواية جديدة. والأهم هو الرغبة والإرادة القوية.

ويضيف: "عند التخلي عن الكحول، تتحسن حالة جميع أجزاء الجسم تدريجيا. ويستعيد الكبد حالته و لا تحصل إصابة في المعدة والبنكرياس ولا مشكلات في الكلى. ويعود القلب والأوعية الدموية للعمل بصورة طبيعية وتتحسن وظيفة الدماغ، حيث تتم استعادة سلاسل الأعصاب وتتحسن القدرات المعرفية".

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...