من استمع الى سماحة السيد حسن نصرالله عند الخامسة من مساء امس، كان يعتقد ان السيد سيكون غاضبا نظرا لاغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، وهو كان المساعد العسكري الاول للسيد نصرالله ولاغتيال اسماعيل هنية في طهران، والاثنان يعنيان له الكثير.
لكن خطاب السيد حسن نصرالله اتسم بالشجاعة، وكان السيد واثق النفس يمشي قائدا قويا، ويقول الامور بموضوعية، بعيدا عن اي انفعال، ومشاركا كل القضايا لجمهور المقاومة الذي كان حاضرا في مجمع سيد الشهداء عليه السلام، او المواطنين الذين شاهدوا خطابه عبر الشاشة.
السيد نصرالله خاطب العقول والمثقفين، ونقل المستويات العادية في التفكير الى مستوى تكتي واستراتيجي، فجمع بين الشرح والتكتي والشرح الاستراتيجي دون ان يجعل المستمع يضيع في التفسير.
السيد نصرالله هو القائد التاريخي.
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ ردّ حزب الله «آتٍ، وسيكون قوياً وفاعلاً، أيّا تكن العواقب»، متوعّداً بأنّ الحزب «قد يرد وحده، أو ضمن ردٍّ جامع من محور المقاومة».
وشدّد السيد نصر الله، في كلمة خلال الاحتفال التكريمي للقائد الجهادي الشهيد فؤاد شكر (السيد محسن)، على أنّ قادة حزب الله واليمن وإيران «ملزمون بالرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنّ «العدو ينتظر ذلك، ويحسب أن كل صيحة عليه هي الردّ».
وأضاف أنّ «المقاومة تتصرف بشجاعة وتأنٍّ، وأنّ الانتظار «الإسرائيلي» على مدى أسبوع هو جزء من العقاب».
وقال السيد نصر الله أنّ «إسرائيل كلها اليوم تقف على «إِجْر ونصف»، بفعل تهديد حزب الله وإيران». وأوضح أنّ «الإيرانيين والمحور معهم اليوم «بيدبحوا بالقطنة»، بينما يقف الإسرائيلي وينتظر الرد».
وهدّد بأنّ المصانع «الإسرائيلية» في الشمال «يمكن تدميرها في ساعة واحدة، أو نصف ساعة». وأوضح أنّ «حساب العدو في الذهاب إلى حرب واسعة هو حساب معقّد»، مشيراً إلى أنّه «لا يحتاج إلى ذريعة عندما يريد الذهاب إلى حرب». وأكد أنّ الإسرائيلي هو الذي «اختار التصعيد مع لبنان وإيران».
وأضاف السيد نصر الله: «نحن في معركة لها أفق، وندعو المقاومة في غزة والضفة إلى مزيد من الصبر والصمود، كما ندعو جبهات الإسناد إلى الاستمرار في العمليات، كما في الأشهر الماضية».
وأشار إلى أنّ «هناك مشروعاً صهيونياً يقول إنّه لا توجد دولة فلسطينية»، ورأى أنّه «إذا انتصرت حكومة نتنياهو في غزة والضفة، فهذا يعني أنّ المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية سيكونان في خطر كبير».
وأكد أنّ «سرّ قوتنا يكمن في الاستمرار، لأن النيل من قادتنا لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق». وقال ان العدو «قد يلجأ أثناء الكلمة إلى خرق جدار الصوت من أجل إخافة الحضور، وهذا يدل على أنَّ «عقلاتو كتير صاروا صغار». وشدد على أنّ «أهم جدار صوت نقوم به هو إطلاق صفارات الإنذار في كيان العدو، بمجرد إرسال المُسيّرات».
وتحدّث الأمين العام لحزب الله «عن مستقبل سيُصنع بالصبر والتحمّل والتوكل على الله ودماء الشهداء».
في بداية خطابه ، تطرّق السيد نصر الله إلى السيرة الجهادية للقائد الشهيد شكر، وقال: «يكمن سرّ قوتنا في الاستمرار، لأن النيل من قادتنا لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق»، وتابع «السيّد محسن بدأ مقاتلا، وسريعا ما ظهرت مواهبه القيادية، وكان حاضرا دائما في كل معارك المقاومة الأساسية، وهو من الجيل المؤسّس في المقاومة، ولكن إضافة إلى ذلك كان من القادة المؤسسين، كما كان على صلة بالعمليات النوعية وخاصة الاستشهادية منها»، اضاف : «كما أنّه ومنذ اليوم الأول لبدء طوفان الأقصى بدأ السيد محسن بالتحضير والترتيب لمعركة الإسناد ، وكان موجودا في غرفة العمليات طيلة فترة المعركة، كذلك غرفة العمليات المركزية في حرب تموز كانت في عهدة السيد محسن، ولم يغادرها طوال 33 يوما».
الشهيد شكر كان استاذاً ومُربياً ويصنع الرجال من القادة
ولفت السيّد نصر الله إلى أن «السيّد فؤاد شكر كان يطرح المشكلة ويطرح الحلول، وفي الشدائد كان سلسلة جبال يمكن أن تستند إليها، أيضا كان أستاذا ومربيا، وكان يصنع الرجال من القادة الشهداء ومن الاستشهاديين، وكان يملك ثقافة دينية كبيرة وثقافة عامة واسعة وقدرة بيان جيدة جدا، كما إنّه من العقول الاستراتيجية في المقاومة، كان يفكّر بكلّ الأمة، وثريا بالأفكار، ولديه قدرة عالية على التخطيط». وتابع: «نحن في شهادة القادة نعترف بالألم والحزن لأننا بشر، ولكننا نجمع بين الحزن للفراق والغبطة بأن وصلوا إلى مرتبة الشهادة، ونحن نعترف بحجم الخسارة، وشهادة السيّد محسن خسارة كبيرة، ولكن هذا لا يهزّنا على الاطلاق ولا يوقفنا، والدليل العمليات المستمرة والعمليات الجديدة بمستوطنات وعمقٍ جديدين»، وتابع «المستوطنون يسألون ما جرى اليوم والأيام الماضية، هل هو الرد على اغتيال فؤاد شكر؟ ونحن نقول: كلا هذا ليس ردا على الاغتيال».
«الكنيست» ترفض قيام دولة فلسطين
وعن الوضع العام قال السيّد نصر الله: «في الآونة الأخيرة تطورت ظروف تساعد بقوة على فهم حقيقة الأهداف، التي تسعى إليها حكومة نتنياهو المتطرف، كتصريح وزير المالية «الإسرائيلي» الذي اعتبر أنه من «العدل قتل مليوني فلسطيني في غزّة إذا لم يرجع الأسرى الصهاينة»، واشار السيد إلى أنّه «من التطورات المهمة رفض «الكنيست» قيام دولة فلسطينية، وهناك شبه إجماع كبير في كيان العدو على ذلك بمعزل عن طبيعة هذه الدولة». فهذه التطورات بحسب السيد نصر الله «تهمّ كل من يراهن في فلسطين أو في العالم العربي والإسلامي على مسار تفاوضي لإقامة دولة فلسطينية، وصفعة لهم جميعا ولكل الدول العربية التي تتبنى مبادرة السلام العربية».
نتنياهو لا يُريد وقف الحرب... وأميركا تكذب
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ «نتنياهو لا يريد وقفا للحرب ولإطلاق النار، ويصرّ على ذلك في كل الصفقات، ويسعى لتهجير أهل غزة»، مؤكدا أنّ «الإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزّة، لأنهم يرون فيها خطرا وجوديا ولو اعترف بها دوليا فقط في غزّة»، موضحا أنّ «هناك مشروع صهيوني يقول لا دولة فلسطينية، بينما مشروع جبهة المقاومة فلسطين من البحر إلى النهر وكل المشاريع في الوسط ستذوب، لأنه لا مستقبل أمامها وغير واقعية».
ولفت إلى أنّ «المشروع في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليات والقصف بسلاح الجوّ»، واكد أنّه «إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأميركي الصهيوني على المقاومة في غزّة والضفة، سيأتي الكيان القاتل للأطفال للسيطرة على المنطقة».
وحول الدور الأميركي في الحرب على غزة، قال السيد نصر الله إنّ «الولايات المتحدة الأميركية صمتت على مدى 31 عاما، والآن حديثها عن إقامة دولة فلسطينية كذب ونفاق، لأن أي تصويت حول دولة فلسطينية في مجلس الأمن يرفع الأميركي حق «الفيتو»، والأميركي يخادع العالم بأنه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه، وهذا كله كذب لأنهم يزوّدونه بأطنان من السلاح».
اغتيال هنية وشكر لا يغير في طبيعة المعركة
وأكد السيد نصر الله أنّه «لو هُزمت المقاومة في غزّة ولن تُهزم، فلن تبقي «إسرائيل» أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية، ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامها الحاكم ولا سورية وصولا إلى مصر»، من هنا يرى السيد نصر الله أنّه من «الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع «إسرائيل» من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية ، والمطلوب المواجهة والتصدي وعدم التردّد وعدم الخضوع، وهذا واجب إنساني وشرعي، لأنّ الخطر «الإسرائيلي» لا يُواجه بدسّ الرؤوس في التُراب والهروب من العاصفة، لأن العدوّ يقاتل بدون خطوط حمراء ، كما إنّ «اغتيال القائدين شكر وهنية هو إنجاز «إسرائيلي»، ولكنه لا يغيّر في طبيعة المعركة وجعل ذلك وضع العدو أصعب، فعمليات الضفة تصاعدت والهجرة العكسية ارتفعت، إضافةً لضرر على كافة الأصعدة».
ودعا «المقاومة في غزة والضفة من منطلق الشراكة في الدم والجهاد والمستقبل والناس الشرفاء إلى المزيد من الصبر والصمود»، كما دعا «جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزّة رغم التضيحات»، كما لفت إلى أنّ «إيران ألزمت بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، والآن ملزمة أن تقاتل بعد اغتيال الشهيد هنية في طهران، وليس مطلوبا من إيران وسورية الدخول في القتال»، هذا ودعا السيد نصر الله «الدول العربية لأن تستيقظ أمام الخطر الذي يهدد المنطقة».
من لا يُؤيّدنا عليه ان لا يطعننا في الظهر ويُشارك في الحرب علينا
وتوجّه السيد نصر الله إلى اللبنانيين بالقول: «على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدوّ»، وأضاف «من لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر، ولا يشارك في الحرب النفسية ضدّنا».
«إسرائيل» كلها اليوم تقف على «رجل ونص»
وعن الردّ على اغتيال القائدين الشهيدين شكر وهنيّة، قال السيد نصر الله ان «حزب الله وإيران واليمن ملزمين بالردّ، والعدو ينتظر هذا الردّ ويحسب كل صيحة عليه هي الردّ، وأضاف «نتصرف بشجاعة وتأنٍ، والانتظار «الإسرائيلي» على مدى أسبوع هو جزء من العقاب».
وتابع «في الماضي كان العدو يقف على رجل ونصف على الحدود اللبنانية، واليوم تهديد حزب الله وإيران جعل «إسرائيل» كلها تقف على رجل ونصف»، مضيفًا «أهم جدار صوت نقوم به هو أنه بمجرد إرسال المُسيّرات تُطلق صفارات الإنذار في كيان العدو»، وأشار إلى أنّ «ما يملك العدو من مقدّرات في الشمال يمكن استهدافها في أقل من نصف ساعة».
الوفود تأتي الينا وتضغط لكن ردنا آت
وعن حادثة «نهاريا»، أوضح السيد نصر الله أنّ «مُسيَّراتنا ذهبت إلى شرق عكا، وأحد صواريخ القبة الحديدة فشل في ملاحقة أحد الأهداف وسقط في نهاريا، وحتى الآن سقط 19 جريحا»، وتابع «جيش العدو مُلزم أن يوضح في «نهاريا» لأنه ملزم بردّ وهؤلاء «إسرائيليين»، بينما لم يعترف في مجدل شمس لأن الاستهداف كان لأهلنا العرب السوريين من الموحدين الدروز، لأنه هناك في تضليل ومشروع فتنة».
وبشأنّ ردّ المقاومة على اغتيال الشهيد القائد السيد شكر، كشف السيد نصر الله أنّ «الوفود تأتي وتضغط اليوم، وبعض الاتصالات يأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين»، وأنّ «الأميركيين يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة، ولكن من يمكن أن يثق بالأميركيين المستمرين بالنفاق والكذب منذ عشرة شهور»؟
واكد أنّ «هذه معركة كبيرة ودم غالٍ وعزيز،ـ واستهداف خطير لا يمكن أيا تكن العواقب ان تمر عليها المقاومة»، مؤكدا «ردّنا آتٍ ان شاء الله وحدنا أو مع جبهة المقاومة»، لكن نتحدث اليوم بمسؤولية وعن مستقبل سنصنعه سويا بصبرنا وتحمّلنا وتوكلنا على الله ودماء شهدائنا».
وأكد السيد نصر الله: «نحن حريصون في لبنان على وطننا وأهلنا، ولكن لا يُمكن أن نُطالب من أحد بأن نتصرف مع العدوان بأنه ضمن سياق المعركة القائم منذ 10 أشهر، والعدوّ الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران».
وختم السيد نصر الله قائلًا: «ردنا آت وسيكون قويا ومؤثرا وفاعلا، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان».
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:47
الشرطة "الإسرائيلية": نتعامل مع مواقع سقوط صواريخ في بيتاح تكفا شرق تل أبيب وتسجيل عدد من الإصابات.
-
13:47
الجبهة الداخلية "الإسرائيلية": إطلاق صفارات الإنذار في منطقة الغجر بالجليل الأعلى.
-
13:46
القناة 12 "الإسرائيلية": 6 مصابين في سقوط صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه حيفا ووسط "إسرائيل".
-
13:45
المقاومة في جنوب لبنان: شنّ عناصرنا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على غرفة عمليّات مُستحدثة لجيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المطلة وأصابت أهدافها بدقّة.
-
13:45
إطلاق صليتين صاروخيتين استهدفتا تجمعاً لجنود الاحتلال في المنطقة التي تقع بمحاذاة مستوطنة "المنارة"، وتجمعات الجنود الإسرائيليين في مستوطنة "أفيفيم".
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت