اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ربط العلماء مادة بلاستيكية شائعة موجودة في كل شيء، من علب الطعام المعدنية وحتى الإيصالات الورقية، بزيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى الذكور. ووجد البحث الجديد الذي تتبع نمو أكثر من 600 رضيع، أن المستويات الأعلى من مادة بيسفينول أ الكيميائية في بول الأم الحامل تزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف احتمالات إصابة الصبي الصغير بأعراض التوحد بحلول سن الثانية.

والأسوأ من ذلك، أن هؤلاء الأولاد أنفسهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بست مرات بحلول سن 11 عاما، مقارنة بأولئك الذين كانت مستويات بيسفينول أ (وهو مادة كيميائية صناعية تُستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية وراتينات معينة منذ فترة الخمسينيات) لدى أمهاتهم أقل أثناء الحمل.

وتم ربط مادة بيسفينول أ، وهي مادة كيميائية تهدف إلى تقوية البلاستيك ومنع المعادن من الصدأ، من بين استخدامات أخرى، أيضا بارتفاع مخاطر السمنة والربو والسكري وأمراض القلب على مدار أكثر من عقدين من التدقيق المتزايد على المركب.

وقد تم وصفها أيضا بأنها مادة كيميائية "تؤثر على الجنس" بسبب دورها الواضح في تحفيز الاضطرابات الهرمونية والجنسية لدى البشر والأسماك وأنواع أخرى.

لكن الدراسة الجديدة لم تحدد الرابط الواضح فحسب، بل كشفت أيضا عن أدلة نحو كشف التفاعلات الكيميائية المحددة التي تساهم في حالات التوحد.

وقالت عالمة الأوبئة وطبيبة الصحة العامة الدكتورة آن لويز بونسونبي في بيان: "إن عملنا مهم لأنه يوضح إحدى الآليات البيولوجية المحتملة المشاركة. ويمكن أن تعطل مادة بيسفينول أ نمو دماغ الجنين الذكر الذي يتحكم فيه الهرمونات بعدة طرق، بما في ذلك إسكات إنزيم رئيسي، وهو الأروماتاز، الذي يتحكم في الهرمونات العصبية وهو مهم بشكل خاص في نمو دماغ الجنين الذكر".

وأشارت الدراسة الجديدة إلى أن الأروماتاز ​​يساعد في تحويل بعض الهرمونات الجنسية الذكرية في الدماغ، والمعروفة باسم الأندروجينات العصبية، إلى هرمونات الإستروجين العصبية.

وتساعد هذه الإستروجينات جميع الأشخاص، بغض النظر عن الجنس، على تنظيم الالتهاب في الدماغ، والحفاظ على مرونة المشابك التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل داخل الجهاز العصبي بأكمله، كما تساعد في إدارة الكوليسترول.

ويعد الدماغ العضو الأكثر ثراء بالكوليسترول في جسم الإنسان، حيث يستخدم ما يقارب 20% من مخزون الجسم بالكامل من هذه الجزيئات الدهنية للقيام بوظائفه الحيوية.

وأفاد المؤلف المشارك للدراسة والكيميائي الحيوي الدكتور واه تشين بون: "لقد وجدنا أن مادة بيسفينول أ تقمع إنزيم الأروماتاز ​​وترتبط بالتغيرات التشريحية والعصبية والسلوكية. ويبدو أن هذا جزء من لغز التوحد".

وقد تم دعم النتائج من خلال التجارب التي أجريت على الفئران والتي أظهرت أنه عندما يتم حذف الجين المسؤول عن إنتاج الأروماتيز، فإن الحيوانات تظهر سلوكيات متكررة، وهي سمة مشتركة للتوحد لدى البشر.

وقالت البروفيسورة بونسونبي في بيان: "لقد أظهرت بعض الدراسات بالفعل أن التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية أثناء الحمل يرتبط بالتوحد اللاحق لدى النسل".

وأضافت أنه في حين ينشأ التوحد من مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، يبدو أن التعرض لمادة بيسفينول أ يلعب دورا مساهما، وخاصة عند الأولاد. وأوضحت: "هذا لا يعني أن مادة بيسفينول أ هي السبب الوحيد للتوحد. وقد يكون بعض الأطفال مستعدين وراثيا، بينما قد يتأثر آخرون بعوامل بيئية مختلفة".

وأفاد الدكتور إيان ماسغريف، المحاضر الأول في الطب بجامعة أديلايد: "ينتج التوحد عن تفاعل معقد بين الجينات والبيئة، وما تزال طبيعة التفاعلات البيئية غير واضحة إلى حد كبير".

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...