اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعتبر السرطان من الأمراض الخطرة التي تهدد حياة الإنسان، وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة به على مستوى العالم. رغم التقدم الكبير في مجال الطب والعلاجات، لا يزال البحث جاريًا عن أسباب هذا المرض وكيفية الوقاية منه.

من بين العوامل العديدة التي تؤثر في خطر الإصابة بالسرطان، يبرز الغذاء كعنصر أساسي. فما يتناوله الإنسان من أطعمة ومشروبات يؤثر بشكل مباشر في صحة الجسم بشكل عام، وبالتالي في خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما فيها السرطان.

وتُشير العديد من الدراسات والأبحاث إلى وجود ارتباط قوي بين النظام الغذائي غير الصحي وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. فالأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة والأملاح، بالإضافة إلى قلة تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض.

من جهة أخرى، أثبتت الدراسات أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يمكن أن يساهم في الوقاية من السرطان، أو على الأقل تقليل خطر الإصابة به. فالتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات، يمكن أن يساعد في حماية الجسم من التلف الخلوي الذي قد يؤدي إلى السرطان.

وفي هذا الصدد، درس فريق من علماء جامعة كاليفورنيا الدور الفعلي لنظام كيتو الغذائي في مجال مكافحة السرطان، وحققوا اكتشافا مثيرا للاهتمام. واكتشف العلماء أن خطة هذا النظام الغذائي، التي تعتمد على الحد من الكربوهيدرات وزيادة معدل الدهون، يمكن أن تساعد في جعل علاجات سرطان البنكرياس أكثر فعالية. وقالوا إن نظام كيتو الغذائي يحرم أورام البنكرياس من الطاقة التي تحتاج اليها للبقاء على قيد الحياة.

وفي الدراسة، قسّم فريق البحث فئران المختبر إلى 4 مجموعات، حيث تمت تغذية مجموعة واحدة تبعا لنظام كيتو الغذائي، ومجموعة أخرى بنظام غذائي نموذجي، وأخرى اتبعت نظاما غذائيا نموذجيا مع عقار للسرطان، أما المجموعة الأخيرة فتغذت على نظام كيتو الغذائي مع عقار للسرطان. وأوضح الفريق أن العقار المقدم هو مركب تجريبي جديد، يُعرف باسم eFT508، يعمل عن طريق منع أورام البنكرياس من استقلاب الدهون.

وفي نهاية التجربة، وجد العلماء أن الفئران في مجموعة نظام كيتو الغذائي وعقار السرطان، شهدت أكبر انكماش في الأورام. وقال الفريق إن هذا يرجع إلى إطلاق بروتين يسمى "عامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة" (eIF4E)، والذي يساعد الجسم على استقلاب الدهون، حيث يتم تحفيزه من خلال اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات. ونظرا لأن خلايا سرطان البنكرياس تنمو بفضل الدهون، فمن المعتقد أن هذا يساعد في تجويع أورام البنكرياس وحرمانها من الطاقة.

وقال معد الدراسة، الدكتور ديفيد روجيرو: "لدينا الآن دليل قاطع على طريقة واحدة يمكن من خلالها استخدام النظام الغذائي إلى جانب علاجات السرطان الموجودة مسبقا للقضاء على السرطان بدقة".

وكان روجيرو قد طوّر eFT508 بالتعاون مع الدكتور كيفان شوكات، أستاذ علم الأدوية الخلوية والجزيئية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأظهر العقار بعض النجاح في التجارب السريرية.

يذكر أن نظام كيتو الغذائي يتضمن استبعاد الخبز والأرز والمعكرونة تماما، وكذلك الحلويات والشوكولاتة والكعك، مع استهلاك كميات محدودة من منتجات الألبان والفواكه والخضراوات. ويهدف النظام الغذائي إلى إجبار الجسم على حرق الدهون للحصول على الطاقة، بدلا من الغلوكوز.

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...