اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا شك في أن الفيتامينات تعدّ ركيزة أساسية لصحة الإنسان، إذ تساهم في بناء وتعزيز أنسجة الجسم ودعم جهاز المناعة. ومع ذلك، فإن الاعتقاد الشائع بأن "المزيد أفضل" في هذا السياق قد يكون مضللًا جدا. فالإفراط في تناول الفيتامينات، بعيدًا عن أن يكون مفيدًا، يمكن أن يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة.

تروج العديد من الشركات المنتجة للمكملات الغذائية لفكرة أن الفيتامينات هي الحل السحري لجميع المشاكل الصحية، مما يزيد من رغبة الناس في تناول جرعات أكبر من اللازم. بالإضافة إلى ذلك، قد يدفع الخوف من نقص الفيتامينات البعض إلى الإفراط في تناولها دون استشارة طبية.

من الضروري فهم أن لكل فيتامين جرعة محددة يحتاجها الجسم يوميًا، وتجاوز هذه الجرعة يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. فالإفراط في تناول الفيتامينات قد يتسبب  بتسمم الجسم، ما ينعكس سلبًا على وظائف الأعضاء الحيوية. كما يمكن أن يتداخل مع امتصاص بعض العناصر الغذائية الأخرى، مما يؤدي إلى اختلالات صحية.

الأطفال والحوامل والمرضى على وجه الخصوص هم أكثر عرضة لمخاطر الإفراط في تناول الفيتامينات. فالأطفال الذين ينمون بسرعة قد يتعرضون لجرعات زائدة دون قصد، بينما تحتاج الحوامل إلى رعاية خاصة لتجنب أي آثار سلبية على الجنين. من الأهمية بمكان الاعتماد على نظام غذائي متوازن وغني بالفواكه والخضراوات للحصول على الفيتامينات اللازمة، واستشارة الطبيب قبل اللجوء إلى المكملات الغذائية. فالصحة الحقيقية تكمن في التوازن، وليس في الإفراط أو النقص.

وفي هذا الصدد، اكتشف العلماء، في بحث حديث، أن تناول كمية أقل من حمض الفوليك أو فيتامين B9 يمكن أن يجلب المزيد من الفوائد لكبار السن. وفي دراسة حديثة، اكتشف علماء، من مركز أبحاث أغريلايف التابع لجامعة تكساس إيه أند إم، أن تناول كمية أقل من حمض الفوليك مرتبط بالتمثيل الغذائي الصحي في نماذج حيوانات المختبر المتقدمة في السن.

حمض الفوليك الموجود في الخضروات ذات الأوراق الداكنة والبرتقال والليمون والبطيخ والمكسرات والبذور والبازلاء من بين الأطعمة الأخرى، ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء ونمو الخلايا ووظيفتها بشكل صحي. وهو مهم بشكل خاص للأطفال والشباب والنساء الحوامل لأنه يؤدي دورا مهما في عمليات النمو.

في الدراسة الجديدة، سعى الباحثون إلى دراسة تأثير خفض تناول حمض الفوليك في الفئات العمرية الأقل دراسة. وقام الباحثون بخفض تناول حمض الفوليك من النظام الغذائي لنماذج الحيوانات في سن يتوافق مع منتصف العمر البشري. فيما واصلت مجموعة أخرى اتباع نظام غذائي يتضمن حمض الفوليك. كما تبين أن نماذج الإناث المحدودة بحمض الفوليك كانت قادرة على الانتقال بشكل أسرع بين عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات واستقلاب الدهون عبر الليل والنهار مقارنة بالإناث على نظام غذائي غني بحمض الفوليك.

من جانبه، قال مايكل بوليمينيس، أستاذ ورئيس مشارك لبرامج الدراسات العليا في قسم الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية بكلية الزراعة وعلوم الحياة بجامعة تكساس إيه آند إم، والذي قاد الدراسة: "قد يختلف تناول حمض الفوليك الأمثل حسب عمر الفرد". وتابع: "بينما يعد تناول حمض الفوليك بكميات أكبر أمرًا بالغ الأهمية خلال فترة مبكرة من الحياة للنمو والتطور، فإن تناول كميات أقل في وقت لاحق من الحياة يمكن أن يفيد الصحة الأيضية وطول العمر بدون المعاناة من أمراض". وقال بوليمينيس إنه عندما ينام الشخص، يحرق التمثيل الغذائي الدهون بينما عندما يكون مستيقظا ونشطا، يتم حرق الكربوهيدرات للحصول على طاقة أسرع.

ولكن عندما يكبر الشخص، يستغرق الأمر "وقتًا أطول للتبديل بين حالات حرق الدهون وحرق الكربوهيدرات، ولكن يبدو أن هذه المرونة الأيضية يتم الحفاظ عليها بشكل أفضل في نماذج حيوانات المختبر، التي تتلقى نظام غذائي منخفض حمض الفوليك".

وفقا لهذه الدراسة، سجل الذكور الذين يتبعون أنظمة غذائية محدودة من الفوليك زيادة إجمالية في معدل التمثيل الغذائي لديهم خلال فترات النشاط، مما يساعدهم على الحفاظ على مستويات الطاقة والنشاط البدني.

هذا ويعتبر حمض الفوليك، أو فيتامين B9، جزءا لا يتجزأ من النظام الغذائي، حيث يؤدي دورًا حاسمًا في تكوين خلايا الدم الحمراء ولوظيفة الخلايا الصحية. ومن المهم تناول حوالى 400 غرام من حمض الفوليك. يكون حمض الفوليك أكثر أهمية أثناء الحمل وتتراوح الجرعة للأمهات الحوامل من 400 إلى 1000 ميكروغرام يوميًا.

 

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...