بديهي أن تكون هناك مراكز قوى في ايران، تتعارض أو تتقاطع حيال القضايا ذات الحساسية الاستراتيجية. وبالرغم من القاعدة الايديولوجية (ومتى لا تنطوي الايديولوجيا على القليل أو الكثير من التوتر؟)، ثمة رؤوس باردة هناك تتقن اللعب على حافة الهاوية، وتعرف مع مَن تلعب على حافة الهاوية.
صرخات تدعو للثأر عقب عملية اغتيال اسماعيل هنية، وفي اختراق مدو، بعد سلسلة من الاختراقات للأمن الايراني، ما استدعى طرح الأسئلة حول جدية وأهلية المنظومة الأمنية في حماية دولة يحيط بها الأعداء.
ولكن في نظام ايديولوجي، الصرخات اياها تبدو وكأنها جزء من ثقافة بنيوية شائعة، حتى أن العالم كان ينتظر الرد في كل لحظة، الى أن صرح المتحدث باسم الحرس الثوري (وحيث مركز الرؤوس الحامية) بأن "فترة الانتظار قد تكون طويلة"، وبأن الرد "لا يشبه العمليات العسكرية السابقة"، ليضيف "ان سيناريوات الرد ليست متشابهة، وستغيّر حسابات العدو".
ما نفهمه لا صواريخ ولا مسيّرات الى "اسرائيل"، عمليات استخباراتية؟
هنا الكلام المنطقي. منطق الدولة الذي يفترض أن يتغلب على منطق الثورة، حين يكون المشهد على هذا المستوى من الخطورة. كان واضحاً أن بنيامين نتنياهو، بالخلفية التلمودية الساحقة، وبسقوطه بين دماء ووحول غزة، تزامناً مع حالة الضياع داخل الادارة الأميركية، سيلجأ حتماً الى الرؤوس النووية لضرب المفاعلات النووية، وسائر المرافق العسكرية وحتى المدنية في ايران.
علينا أن نستذكر ما قاله آية الله خامنئي، بعدما زود الغرب الرئيس العراقي صدام حسين، وفي ذروة الحرب العراقية ـ الايرانية، بالصواريخ التي ضرب فيها ايران دون أن تمتلك هذه وسائل الرد، "طوبى لكم رجالاً ونساء، طوبى للمحاربين والأسرى والمفقودين، وعائلات الشهداء العظيمة، أنا الذي ما زلت على قيد الحياة، أتجرع كأس السمّ الملوث بالقرار (قرار مجلس الأمن بوقف النار)، وأشعر بالعار مقابل عظمة هذا الشعب الكبير". في الحال أمر بالحصول على التقنية الخاصة بصناعة الصواريخ.
ثمة من يؤكد أن آية الله خامنئي أمر بانهاء المرحلة الأخيرة من صناعة القنبلة، وقيل في غضون أسابيع، بعدما استشعر مدى خطورة استخدام السلاح النووي ضد بلاده. لا ندري اذا كانت هناك مشكلة في صناعة الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية، وهي التي تحتاج الى مواصفات تقنية بالغة التعقيد، وبعدما ألمحت وسائل اعلام أميركية الى أن دونالد ترامب حصل من كيم جونغ ـ أون ولدى لقائهما عام 2019، على تعهد بوقف أي نشاطات نووية وحتى صاروخية مع ايران.
كلام المتحدث باسم الحرس الثوري لم يأت من فراغ، اضافة الى "الرجاء الأميركي". مصادر أوروبية حساسة أبلغت طهران بأن نتنياهو أمر بوضع الصواريخ النووية في حال استعداد، مثلما فعلت غولدا مئير في حرب 1973. وكانت معلومات قد وصلت من واشنطن الى طهران، قد ذكرت أن زعيم "الليكود" أبلغ قادة الكونغرس، اثر القاء كلمته هناك في تموز المنصرم، بأن "لا اسرائيل آمنة الا بتدمير المفاعلات النووية الايرانية، وحتى النظام هناك".
معسكر للمجانين. لاحظوا مدى الكراهية ضد أي صوت معترض على سياسات "اسرائيل". مندوبها لدى الأمم المتحدة جلعاد اردان قال ان مبنى المنظمة الدولية "ينبغي أن يغلق، ويمحى عن وجه الأرض"، ليشير الى أن هذا المبنى "يبدو جميلاً من الخارج، لكنه في حالة عوجاء وشوهاء من الداخل"، عاكساً الثقافة التوراتية في اقصى تجلياتها. ازالة كل شيء من هذا العالم الذي وجد فقط لـ "شعب الله المختار".
وكان الأميركي جون بولتون، بشخصيته الهيستيرية الشهيرة، قد دعا الى تهديم طبقات من المبنى على رؤوس الذين يعارضون السياسات الأميركية.
من يتأمل في ثنايا الحالة "الاسرائيلية"، يدرك حدة الشقاق بل وحدة الصراع المتنامي بين المؤسسة السياسية وكل من المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية. ممثل الجيش في الوفد المفاوض لوقف النار رفض المشاركة في محادثات القاهرة "لأنها دون جدوى بسبب تعنت نتنياهو".
هذا ما يجعل حتى المؤرخين الجدد، المعارضين لليمين، يبدون خشيتهم من تحلل الدولة أو انفجارها. المهم لا انقاذ لنتنياهو بعدم الوقوع في الفخ النووي. لندع الرؤوس الباردة ان في ايران أو في لبنان هي التي تتكلم...
يتم قراءة الآن
-
نزع السلاح ثم نزع الأرواح
-
اورتاغوس تشيد برئيس الجمهورية: قائد مصمّم على تعافي وطنه لبنان يترقب التسوية الأميركية ــ الإيرانية كواليس الانتخابات البلدية... بري حريص على المناصفة في بيروت
-
قلق اوروبي من تصعيد «اسرائيلي»: احذروا نتانياهو! الطائفية تجهض التعديلات... والرهان على وطنية «البيارتة» المطالب المعيشية الى الشارع... وجولة اميركية جنوبا
-
صوت المقاومة يعود... فهل يتبدل مسار التفاوض؟ علامات استفهام حول استدعاء أماني والحملة على جنبلاط القلق يتجاوز السلاح... خصوم المقاومة في سباق مع الوقت
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:55
توقيف شخصين لتورطهم في إشكال تخلله إطلاق نار أدى إلى مقتل أحد المواطنين في بلدة برجا – الشوف.
-
07:21
"بلومبرغ "عن مصادر: الصين تدرس تعليق الرسوم الجمركية على واردات أميركية في ظل التكاليف الاقتصادية للحرب التجارية
-
07:20
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لشبكة "سي بي إس": واشنطن وموسكو تسيران في الاتجاه الصحيح لإنهاء الحرب في أوكرانيا
-
07:20
لافروف: بيان الرئيس ترامب يشير إلى اتفاق ونحن مستعدون للتوصل إليه لكن لا تزال هناك بعض النقاط المحددة بحاجة إلى تفاهم
-
07:17
التحكم المروري: 4 جرحى في 3 حوادث سير خلال الـ 24 ساعة الماضية
-
23:06
الخارجية الأميركية: نراقب الوضع عن كثب بين الهند وباكستان ولم نتخذ موقفا بعد بشأن وضع جامو وكشمير، ونقف إلى جانب الهند وندين بشدة جميع أعمال الإرهاب.
