اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بين وضع البلد الأمني و"الحرب النفسية" التي نعيشها، وبين التحدّيات التي تمر بها كافة الفئات العمرية اليوم، اجتماعية كانت أو اقتصادية، نحاول أن نكون "بخير". ونحاول ألا نركز على الصعوبات، وأن تمر الأيام "بالتي هي أحسن".

ولكن، “آلية المواجهة” تختلف لدى كل فرد، فهناك من اعتاد على نمط الحياة هذا أو تخدّر حتى أصبح كل ما يحصل "عاديا"، وهناك من يتأثر لدرجة أن أصبحت كل مشكلة بحجم جبل.

وتبيّن تأثير كل هذه التحديات على صحتنا النفسية، حيث أصبحنا نشخّص نفسنا بنفسنا، كوننا مدركين أننا لسنا "بخير"...

ولهذه الأسباب، بات مصطلح الـ"Panic Attack" في الواجهة، وبالأخص على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تترافق معه العوارض التي يسببها، وكيفية علاجها.

وفي حديث خاص لموقع الديار، أشارت الاخصائية في علم النفس جاين نصر، الى إن الـ"Panic Attack" أو نوبات الهلع هي شعور مفاجئ بالكثير من القلق وغالبا ما تعرقل نشاطاتنا حيث يتغلّب شعور الخوف علينا. وترافقها عوارض جسدية كثيرة تختلف من فرد الى الآخر وقد تكون خفقان سريع في القلب، الرجفة، التعرق، الشعور بالاختناق، الدوخان، والغثيان."

وتابعت: "بالإضافة الى ذلك، تسيطر الـ”Panic Attacks” على أفكار الفرد، حيث قد يشعر البعض أنه دخل دائرة خطر الموت. وهذه العوارض المذكورة تساعدنا على تشخيص الحالة التي يمر بها الفرد".

وشددت نصر على أن "أساليب التهدئة تختلف أيضا عند كل فرد، حيث يلجئ العديد الى تطبيق تقنية من تقنيات التنفس التي تتعلق بشكل مباشر في جهازنا العصبي. وبإمكاننا أيضا أن نركّز على إحدى حواسنا الخمس التي تساعدنا على توجيه أفكارنا وترسخها في الوقت الحاضر. مثلا، يمكنني أن أركّز على حاسة الشم أي أن أقوم بشم عطر أحبّه، هذا يساعد الفرد على الاسترخاء، أو أن يركّز الفرد على أشياء يمكنه رؤيتها."

واذا كان بإمكاننا أن نساعد شخص يمر بنوبة هلع، قالت نصر، "إنني أفضّل أن يقول الفرد كيف يمكن للأشخاص حواليه أن يساعدونه لأن في معظم الحالات يمكن للمحيط أن يزيد القلق لدى الشخص من دون أن يدرك، أو قد يرتاح البعض بوجود أشخاص معينة حواليه، ومن المستحسن ألا نقوم برد فعل مبالغ فيه أمام الشخص، كي لا نزيد حالة التوتر لديه".

وبالنسبة لطرق العلاج، شددت على "أهمية المتابعة مع معالج نفسي، واذا اضطر الأمر قد نلجأ الى التعاون مع طبيب نفسي أو "psychiatrist" الذي سينصحنا باستعمال دواء أو مهدئ لفترة زمنية معيّنة، لكنني أفضل ألا نذهب فورا الى الدواء."

وقالت نصر إن "هناك فرق بين مصطلح الـ”Panic Attack” ومصطلح الـ”Anxiety Attack”، فالأوّل يأتي بشكل مفاجئ وعشوائي، أمّا الـ"anxiety attack” يكون له عامل مسبب لسيطرة الشعور بالقلق."

ولفتت الى أنه "وبعد خبرة 7 سنوات في هذا المجال، يمكنني القول بأن المصطلحين لا يأتون بلا سبب، فالشخص يكون من الأساس لديه قلق وخوف منذ فترة معيّنة"، مضيفة "أن العلاج النفسي والمتابعة مع مختص مهم جدّا، ويساعد على التخلص من نوبات الهلع والقلق".

وأشارت نصر إلى أن "مع الPanic Attack يأتي الشعور بالخوف، لذا الخطر من أن يؤذي الشخص نفسه نادر جدا، لكن اذا لم يتابع الموضوع يمكن أن تتطور هذه الحالة لتصبح اضطراب الوسواس القهري أو ما يعرف بالـ”OCD”، فهناك العديد من الأفراد التي تواجه نوبات الهلع تتجنب الخروج من المنزل أو الذهاب الى العمل، وهنا نكون انتقلنا الى مرحلة الـ"Panic Disorder" أي "اضطرابُ الهلع". لذا أركز جدا على أهمية معالجة الPanic Attacks كي لا ينتقل الفرد الى مرحلة أخرى."

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال