اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هلا سمعنا صوت نشيد اوغاريت «ازرعوا في كبد الارض محبة».

نعيش هذه الايام على وقع أخبار الموت والحروب والدمار، لا فرح عندنا ولا سلام ولا محبة، لان فرح الحياة لا يكون الا بالمحبة وقبول الآخر المفترق . تحوّل مجتمعنا الى حالة جنائزية، وكأننا في مقبرة أو جبّانة دائمة، واتشحنا بالثياب السوداء من أعلى رأسنا الى اخمص قدمينا، وحجبنا جمال النور واللون عن نظرنا، حتى أننا فقدنا حسن الجمال philocalia esthetica وحس الذوق، والشعور برهافة الحياة ورقة وجمال مخلوقاتها، وعشنا كآبة وغربة الوجود كما يقول Soren kirkegaard (لاهوتي دنماركي)، او كما ينشد بودلير Beaudelaire في Spleen سبلين، أو كما يقول الفيلسوف الالماني الكبير Hans goerg Gadamer فيلسوف علم الدلالة أو hermeneutique نكون «قد نضجنا للموت لحظة نكون قد ولدنا»، وكان قبله الفيلسوف Hegel «إن الانسان رغبة للموت».

نسينا أن الله قال: «ليكن نور»... فكان نور وحب وجمال وحياة وفرح ونمو وازدهار.

المسيح قال «اتيتُ لتكون لهم الحياة وتكون لهم أوفر»، واضاف «لا تخافوا ممن يقتلون الجسد، بل خافوا ممن يقتلون الروح ولهم سلطان أن يقتلوا الروح بعد أن يقتلوا الجسد». لم نعد نذكر لأنانيتنا ونرجيسيتنا، أن هناك مكانا على الارض لجميع البشر على اختلاف دياناتهم وتنوع معتقداتهم، وسلم قيمهم وسلوكياتهم، وانماط سلوكهم ولبسهم ومحرماتهم وممنوعاتهم، أو تابوهاتleurs tabous، ليمكنهم أن يعيشوا بسلام وفرح ومحبة وسعادة وبركة وخير ونعمة وامان.

في رسالة البابا فرنسيس «ليكن مسبّحا»، يقول قداسة البابا ان الارض هي بيتنا المشترك، هي البيت المشترك للبشرية جمعاء، وفي قلب هذا البيت يمكن للجميع ان يعيشوا بمحبة واحترام لبعضهم البعض، ومع الآخر المختلف والمتنوع والمتعدد، بمحبة واحترام وسلام وفرح.

هلا تساءلنا ماذا جنت البشرية من حروبها الا الخراب والموت والدمار؟ وماذا انتفعت من تقاتلها وتطاحنها، الا الندم من يوم قتل قايين اخاه هابيل والى يومنا هذا؟

ماذا انتفعت البشرية؟ ففي الأرض مساحة كافية ومساحات شاسعة وخيرات لا تحصى لجميع الشعوب لتعيش بسلام، والبحر فيه من الخيرات ما يشبع جميع الشعوب والجياع والفقراء؟ فمن يعطينا جوابا؟

انا اؤمن ان الجواب هو وحده في شخص يسوع المسيح، وفي قوله ان مَن قال انه يحب الله وهو يبغض اخاه الانسان، فهو كاذب. وقال مار بولس في نشيده عن المحبة، ان هذا الانسان نحاس يطن أو سنجن يرن.

يسوع ازال العداوت بين البشر، والفواصل مع المنبوذين والمبروصين، والحدود بين الاتنيات والعرقيات. يسوع دعانا للمغفرة والمصالحة والمسامحة واللطف، ونكران الذات وبذلها حتى الموت على الصليب، ولا ذنب له الا انه شفى المرضى واطعم الجياع وبشر بالمحبة.

المسيح اعطانا جوابا لشفاء جميع بشريتنا المعطوبة والنازقة لكي نربح الحياة، والجواب هو المحبة «احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم».

نحن في المسيح جسد واحد، وكلنا أعضاء في جسد المسيح، وهو يدعونا جميعا للخلاص، الخلاص لكل انسان وليس فقط للمسيحيين بل لجميع البشر، لأن جميع البشر هم خلائق الله ومدعوون جميعهم للخلاص.

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال