اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لكأننا أمام اله لليهود واله للعرب. من أعطى اليهود كأقلية مبعثرة في أصقاع الدنيا، صلاحية الامساك بمفاصل القوة في العالم ؟ ومن زرع الشقاق ـ الشقاق الأبدي ـ في صدور العرب الذين لا وزن لهم، حتى وزن الذبابة، في ادارة القرن. الانكليزي مارك سايكس، أحد طرفي اتفاقية سايكس ـ بيكو تحدث عن "اللغز اليهودي". اذ كيف تسنى لليهود الوعي بطريقة ادارة الأزمنة؟

حتى الاسلام الذي نزل على العرب (بالذات) لنقلهم من الحالة القبلية الى الحالة الكونية، تحوّل الى ايديولوجيا جعلت العرب ذئاب العرب. في القرن الحادي والعشرين، كحلبة للصراعات الكبرى وللتحولات الكبرى، لم يتمكن من زحزحة أي من تماثيل الشمع التي على ظهورنا، بثقافة الأقبية وبثقافة العصا، ليسخر الأميركيون منا حين نقول ان مشكلتنا في وجودهم على أرضنا...

المستشرق جيل كيبل تبنى الرأي القائل ان الأميركيين أقفلوا أبواب القرن في وجهنا. لماذا لم يقفلوها مثلاً في وجه نمور شرق آسيا ؟ هنا "اسرائيل" وهنا النفط.

روبرت كاغان، أحد منظّري المحافظين الجدد، يسأل بسخرية طبعاً، اذا كانت الأمبراطورية العربية ستقوم، ومن المحيط الى الخليج "اذا خرجنا من بلادهم... ما سيحدث أن الايرانيين والأتراك الذين ما زالوا على اجترارهم للوثة الأمبراطورية، سينقضون في الحال لاسقاط العروش ولاسقاط الدول، ثم ادارة شعوب المنطقة كما تدار القوافل في الصحارى".

ها هي غزة أمامنا. من تراه يسمع صراخ تلك الجثث؟ لكنه زمن العار. ذاك التواطؤ بين "حاخامات" اليهود و "حاخامات" العرب. الفيلسوف الهولندي - اليهودي باروخ سبينوزا كان يصف "الحاخامات" بـ "قتلة الوعي".

هؤلاء الذين يصلون لـ "الملائكة المدمرة" لمحق تلك الديدان البشرية (أي العرب)، اياهم يقفون وراء من يصفون المقاتلين ضد "اسرائيل" بـ "مجانين الله" الذين ينبغي، صيانة للحضارات البشرية اجتثاثهم من "الأراضي المقدسة". أولئك الذين أبادوا الهنود الحمر لاغتصاب أراضيهم وثرواتهم على الضفة الأخرى من الأطلسي، وأولئك الذين أشعلوا الحربين العالميتين، كيف يمكن أن يكون لديهم الحد الأدنى من الحس البشري؟

المفكر الفرنسي ريمون آرون قال، لدى الاعلان عن قيام الانحاد الأوروبي ، "في هذه اللحظة نعيد الى الله صلاحية صناعة التاريخ". حين نرى ما رأي غالبية القادة الأوروبيين من الأهوال التي تحدث في غزة، يفترض تعديل عبارة آرون لتصبح "في هذه اللحظة نعيد صلاحية صناعة التاريخ الى الشيطان". أما محمد أركون فكان يسأل "تريدون أن تعرفوا ما مصيرنا كعرب، عودوا بذاكرتكم الى اليوم الذي دخلنا فيه الى الأندلس، ثم الى اليوم الذي خرجنا فيه من الأندلس".

اسحق دويتشر، صاحب كتاب "اليهودي واللايهودي" تحدث عن "المنطقة الملتبسة في الشخصية اليهودية". كيف يستطيع اليهودي أن يجمع بين النزعة العدمية في النص التوراتي والقول بجدلية الأزمنة ؟ تيودور هرتزل في مؤتمر بال عام 1897 شق الطريق نحو التأويل الدموي، ليجعلوا من "يهوه" الاله الذي يتقيأ الجثث، بعدما ذكرت الميتولوجيا العبرية أنه كان يرشق السابلة من كهفه بالحجارة ؟ الآن أبدل الحجارة بالصواريخ النووية.

أمنية ذلك الائتلاف الجهنمي، أن يرى القنبلة البرتقالية وهي تزيل الفلسطينيين، بل والعرب، ربما كل الآخرين. هذه كانت دعوة "الحاخام" مئير كاهانا "لن ننسى أن معركتنا كيهود، معركتنا الكبرى ضد العالم". هذا على كل حال ما تقوله التوراة، وما يقوله التلمود...

سواء خرج الأميركيون من الشرق الأوسط (أيها الايرانيون الأعزاء) أم عاد اليهود الى البلدان التي أتوا منها (أهلاً بهم في بيروت ودمشق وبغداد والقاهرة) لا بد أن يعود العرب الى زمن الغساسنة والمناذرة، أو الى زمن قايين وهابيل، مروراً بزمن داحس والغبراء.

لو مرة واحدة نكشف عن صدورنا، وكم تعبت صدورنا منا، ونصرخ في وجه العالم "اجل اننا ارهابيون". هنا ذروة الوعي بوجودنا، وبكوننا كائنات بشرية ترفض أن يجثم الآلهة، أو أنصاف الالهة على ظهورنا.

لا تأخذوا مثلنا باستراتيجية اليأس. ثمة تفاعلات زلزالية تحدث حتى داخل قبورنا. هذا ما يخيف دنيس روس الذي يسأل " اذا كان علينا أن نخرج من هناك في الحال، أم نترك جثثنا تحت الركام"... ؟ حتى ايهود أولمرت، الليكودي القديم ، واثق من أن نهاية بنيامين نتنياهو ستكون قريباً في الزنزانة أو في المقبرة...

الأكثر قراءة

ابن عم نتنياهو يكشف مفاجآت مثيرة