اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كان كثيرون يتوقعون ردا مشتركا وسريعا من محور المقاومة، على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر، باعتبار ان العمليتين نفذتا في أقل من 24 ساعة، وكان لهما وقع كبير على جمهور المحور الذي بدا متعطشا للثأر.

اليوم وبعد مرور شهر كامل على هذه الصفعة، لا سؤال يتقدم على سؤال "لماذا تأخر الرد على اغتيال هنية وشكر"؟ الجواب لا شك ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض، اذ تشير مصادر "الثنائي الشيعي" الى مجموعة من الاسباب تجعل توقيت الرد لم يحن بعد.  وقبل الغوص في الاسباب، تصرّ المصادر على التأكيد ان "هذا الرد آت عاجلا ام آجلا، وان كل ما يحكى عن مراوغة يعتمدها المحور لعدم الرد، واعتماده على ان ينسى الناس ذلك مع حصول احداث جديدة تشغلهم عن الاحداث الماضية، كلام يحاول مروجوه تهشيم صورة المقاومة وإظهارها بمظهر الضعيف والمتردد… وهو مظهر ابعد ما تكون عنه".

وتشير المصادر الى ان احد ابرز اسباب عدم حصول الرد حتى الساعة هو "انتظار اقتناص الهدف واللحظة المناسبة، وهي امور غير عابرة على الاطلاق بالمنظار العسكري"، مضيفة "صحيح ان لدى ايران كما حزب الله بنك اهداف "اسرائيلية" كان الحزب قد كشف عن جزء كبير منها في اطار "فيديوهات" حملت عنوان الهدهد، لكن ذلك لا يعني انه ملزم  اختيار احد هذه الاهداف، انما بالعكس تماما قد يعمد الى اشغال العدو بحماية الاهداف التي تم تسريبها ليقتنص اهدافا اخرى".

وتشدد المصادر على انه "لا يمكن لاحد اليوم ان يحدد شكل الرد وموقعه وتوقيته "، لافتة الى ان كل ما يتم تداوله في هذا المجال "ضرب في الرمل"... موضحة ان "الرد قد يكون عملية اغتيال او عملا عسكريا كبيرا  او اي شيء آخر" ، متحدثة عن "مجموعة خيارات وسيناريوهات باتت على طاولة المقاومة".

اما السبب الثاني الاساسي لتأخر الرد، فهو "استخدامه ورقة اساسية للدفع بمسار المفاوضات قدما، وحشر الولايات المتحدة الاميركية و "اسرائيل" لتقديم تنازلات، وصولا الى وقف نهائي لاطلاق النار"، لافتة الى ان "خشية "تل ابيب" من رد مشترك وكبير من دول واطراف المحور ، جعل رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو يعود الى مسار التفاوض الذي يعلم الجميع انه يسلكه على مضض، كما ان اقتناع واشنطن بأن ردا مماثلا سيجر المنطقة الى حرب اقليمية ، ستكون الولايات المتحدة الاميركية مضطرة الى الانخراط فيها دفاعا عن "اسرائيل"، جعلها هي الاخرى تبذل كل الجهود وتمارس كل الضغوط اللازمة على نتنياهو لحثه على تقديم التنازلات، سواء المرتبطة بمحور "فيلادلفيا" او سواه من النقاط العالقة للوصول الى وقف لاطلاق النار".

ويأتي السبب الثالث الذي يؤخر الرد، وهو سبب بالغ الاهمية بحسب المصادر، الا وهو ان "التأخير يخدم المقاومة بحربها النفسية ضد العدو"، لافتة الى انه "ادى الى هلع في صفوف "الاسرائيليين"، الذين غادرت اعداد إضافية كبيرة منهم "اسرائيل"، كما ادى الى توقف حركة كثير من شركات الطيران في المطارات "الاسرائيلية"... اضافة الى خسائر اقتصادية كبيرة منيت بها "اسرائيل". وتشير المصادر الى انه "تماما كما ان محور المقاومة لا يريد الانجرار الى حرب موسعة بحسب التوقيت والأجندة "الاسرائيلية"، فكذلك لن ينجر الى رد تتوقعه "اسرائيل" شكلا وتوقيتا" ، مشددة على ان "المحور لن يقدم لها اي اشارات مرتبطة بهذا الخصوص، رغم المحاولات الحثيثة للموفدين الدوليين الذين يتوافدون، لمحاولة الحصول على اجوبة او تعهدات معينة… الا ان كل ما يحصلون عليه سواء في ايران او في بيروت صمت كلي، يزيد هواجس العدو ومخاوفه". 


الأكثر قراءة

ابن عم نتنياهو يكشف مفاجآت مثيرة