اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مليون وتسعمئة ألف نازح، وتسعة عشر ألف طفل يتيم في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع! هذا ما كشفه المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» كاظم أبو خلف، الذي فنّد تفاصيل معاناة الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا والديهم في قطاع غزة.

أضف إلى ذلك الحصيلة التي أصدرتها أمس وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، والتي أظهرت أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي قد ارتفع إلى أربعين ألفاً وثلاثمئة وأربعة وثلاثين شخصاً، وبلغ عدد المصابين ثلاثة وتسعين ألفاً وثلاثمئة وخمسة وستين جريحا ، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأضافت الوزارة أن جيش الاحتلال الإرهابي قام بارتكاب خمس مجازر في الثماني وأربعين ساعة الماضية، أدّت إلى سقوط تسع وستين ضحيّة ومئتين واثنتي عشرة إصابة، بالإضافة إلى بعض الضحايا التي لم يتمكّن المسعفون من الوصول إليهم بسبب الركام وبسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

العدوان على غزّة

قام العدو الإسرائيلي بتكثيف عدوانه على قطاع غزّة، حيث قام فجر أمس بقتل 12 فلسطينياً بينهم طفلان في غارات على مخيم النصيرات ومدينة خان يونس. واستهدف جيش الاحتلال شقة سكنية في أبراج عين جالوت بمخيم النصيرات وسط غزة أودى بحياة 3 فلسطينيين. وقصفت قوات العدو مخيم البريج وسط قطاع غزة، مما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى أغلبهم أطفال. كذلك اعتدت مدفعية العدو على حي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة.

وأشارت المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني، ان جيش الاحتلال قلص المناطق «الإنسانية الآمنة» في غزة إلى 9.5% من مساحة القطاع لتُصبح 48 كليومترا مربعا! وهو ما كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» قد أشارت إليه الأسبوع الماضي عبر قولها إن «إسرائيل قلصت المنطقة الإنسانية إلى 11% من مساحة غزة»، وأن النازحين لا يجدون مكاناً آمناً في القطاع».

وأصدر جيش العدو بيانا البارحة زعم فيه أنه تمكن من اغتيال القيادي العسكري في حماس طه أبو ندا، وقال عنه إنه أحد أبرز الأعضاء في وحدة التصنيع في حركة حماس، وكان يعمل على تطوير عتاد عسكري يستخدم في تنفيذ عمليات ضدّ جيش الاحتلال في قطاع غزة والأراضي المحتلّة. هذا، وقصفت زوارق الاحتلال محيط أرض أبو معلا غرب النصيرات وسط قطاع غزة.

من جهة المقاومة الفلسطينية، أصدرت ألوية الناصر صلاح الدين بيانا قالت فيه إنها قصفت بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى تحشدات لآليات الاحتلال وجنود شرقي دير البلح بقذائف «الهاون» من عيار 60 ملم. وأعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى استهدافها مع كتائب الأنصار خطوط إمداد ومقر قيادة وسيطرة للاحتلال في «نتساريم» بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل للمرة الثانية خلال 48 ساعة.

العدوان على لبنان والمقاومة بالمرصاد

لبنانيا، قام العدو الإسرائيلي أمس بقصف أطراف بلدتي عيترون ومارون الراس في قضاء بنت جبيل من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما استهدف القصف المنطقة بين بلدتي رب الثلاثين والطيبة. وحلّق الطيران الاستطلاعي والمسّير المعادي من ليل الجمّعة إلى السبت بكثافة فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولا إلى مدينة صور، وأطلق قنابل ضوئية فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.

وردّ حزب الله على الاعتداءات «الإسرائيلية» بإطلاق صواريخ استهدفت مناطق في الجليل الغربي و «كريات شمونة». كما استهدف مجاهدو حزب الله جنود العدو في موقع «هرمون» بمسيرة انقضاضية وحققوا إصابة مباشرة.

الدقة في ردّ المقاومة اللبنانية على العدوان الإسرائيلي دفعت موقع «كالكاليست الإسرائيلي» إلى القول إن «صواريخ حزب الله دقيقة ومزودة بأنظمة تصحيح مسار وذات قدرة تدميرية كبيرة». كما أشارت وسائل إعلام «إسرائيلية» أخرى إلى أن «إسرائيل» تقف على حافة الهاوية، وفي أي لحظة يمكن أن تتحول حرب إقليمية منخفضة الحدة إلى حرب إقليمية عالية الحدة، «إسرائيل» ليست مستعدة لها».

مفاوضات القاهرة

على الصعيد الديبلوماسي، أشارت مصادر إلى أن العدو الإسرائيلي يطالب بالسيطرة على محور «نتساريم»، للتأكد من عدم وجود مسلّحين بين النازحين العائدين إلى الشمال، إلى جانب البقاء في محور «فيلادلفيا» لضمان عدم تهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. كما تطالب «إسرائيل» باستلام 5 أسرى «إسرائيليين» أحياء محتجزين لدى حركة حماس كل أسبوع خلال فترة الهدنة بدلاً من ثلاثة، كما تمّ الاتفاق عليه في ورقة 2 تموز الماضي، وأن يكون لها الحق في التحفظ عن 65 أسيراً فلسطينياً، والحق في إبعاد 150 أسيراً آخرين. وذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن عددا من القادة الأمنيين «الإسرائيليين» نصحوا نتنياهو بقبول الانسحاب من محور فيلادلفيا، بحكم أن لا أهمية أمنية من إبقاء السيطرة على هذا المعبر، نظرا إلى أن جيش الاحتلال يمكنه السيطرة عليه مستقبلا إذا لزم الأمر.

إلا أن هذه المطالب «الإسرائيلية» مرفوضة رفضا قاطعا كما صرّح بذلك مسؤول في حركة حماس، الذي أعلن عن توجّه وفدٍ من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، «للاستماع إلى الوسطاء بشأن تطورات المفاوضات الجارية»، التي تتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى المحتجزين. وأضاف المسؤول في الحركة أن الوفد الذي يرأسه «خليل الحية»، سيُبلغ الوسيطين القطري والمصري تمسُّك حركة حماس بورقة الثاني من تموّز الماضي، كما ورفضه أي وجود «إسرائيلي» على محور «فيلادلفيا»، ومحور «نتساريم» الذي يفصل بين شمال غزة ووسطها وجنوبها. الجدير ذكره أن حركة حماس رفضت الاشتراك في المفاوضات في الدوحة، وصرّحت أنها ستبقى على تواصل مع الوسيطين القطري والمصري.

لبنان واللائحة الرمادية

إلى هذا تتجه الأنظار إلى الأسبوع الأول من أيلول المقبل، حيث سيزور حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري واشنطن، لمحاولة إقناع المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية وصندوق النقد الدولي بإعطاء لبنان فرصة إضافية.

إلا أن حظوظ نجاح هذه المُهمّة ضئيلة بحسب مرجع اقتصادي قال لـ «الديار» إن منصوري يتوجّه إلى واشنطن بهدف تقليل الأضرار عن لبنان، نتيجة وضعه على اللائحة الرمادية. وأكّد المرجع أن قرار وضع لبنان على اللائحة الرمادية اتُخذّ ولا عودة إلى الوراء، وما زيارة منصوري إلا لمحاولة الحفاظ على التعاملات مع المصارف المراسلة، التي إذا قرّرت وقف التعامل مع لبنان، سيكون لبنان في حالة كارثية معزولا عن العالم بكل ما للكلمة من معنى. ويُضيف المرجع: السلطة السياسية خذلت الشعب اللبناني، إذ لم تتخذّ أي إجراء لمنع اقتصاد «الكاش»، لا بل على العكس شجّعته من خلال جبايتها للضرائب والرسوم والفواتير بـ «الكاش»! وعن إمكان وجود حلول لدرء المخاطر، يقول المرجع: لا حلّ إلا من خلال السلطتين التنفيذية والتشريعية، والمطلوب منهما القيام بدورهما الدستوري والقانوني من خلال الإصلاحات المطلوبة. ويختم بالقول إن الحرب في غزّة أنقذت السلطة السياسية كما فعلت جائحة كورونا وكما فعل انفجار المرفأ وغيرهما، وإلا لكانت اليوم في مواجهة مفتوحة مع الشعب ومع المجتمع الدولي.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تعربد جنوبا: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة وقف النار يهتز في وادي الحجير وحكمة حزب الله لن تستمر طويلا؟ «اختبار» رئاسي لقائد الجيش في الرياض «والقوات» تنتقد المعارضة