بعملية مدروسة جدا من حيث الشكل والتوقيت والمضمون، نفّذ حزب الله وعده بالرد على عملية اغتيال القائد الكبير فيه فؤاد شكر. فكان ردا أوقف العدو الاسرائيلي أياما وليال على «اجر ونص» وبنفس الوقت ردا أثبت حرص المقاومة على المصلحة اللبنانية العليا وبالتالي عدم اعطاء مبرر لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لتوسعة الحرب على لبنان.
وكان الرد عمليا على مرحلتين، اولى تم خلالها استهداف الثّكنات والمواقع الإسرائيليّة، أُطلق خلالها نحو 320 صاروخًا باتجاه 11 موقعا وثكنة عسكرية تسهيلًا لعبور المسيّرات الهجوميّة باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان. وهنا تأتي المرحلة الثانية التي لحظت، وكما أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه مساء أمس، قاعدة الاستخبارات العسكرية «أمان»ووحدة «8200» في «غليلوت» كما قاعدة الدفاع الجوي في «عين شيميا».
ادعاءات كاذبة
ونفى السيد نصرالله كل الادعاءات الإسرائيلية بتنفيذ عملية استباقية كبرى ادت الى احباط رد الحزب، وأكد ان العملية أنجزت كما خططت بدقة وان أيا من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. وكشف انه خلال العملية تم اطلاق للمرة الأولى مسيّرات من منطقة البقاع «ورغم بعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة». واوضح السيد نصرالله انه قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ «الإسرائيلي» بالغارات في الجنوب ولم تكن لديه معلومات استخباراتية بل بسبب حركة المجاهدين لاتمام عملهم.
تغيير الوضع شمالا
بالمقابل، زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنّ «الجيش الإسرائيلي تمكن من اعتراض كل الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله على هدف استراتيجي في وسط إسرائيل». وقال إنّ على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والمرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي أن «يعلما أن هذه خطوة لتغيير الوضع في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم»، مضيفًا «وجهنا الجيش بتنفيذ ضربة استباقية لإحباط تهديد حزب الله»، مشيرًا إلى أنّ «ما جرى اليوم ليس نهاية المطاف». وأشار نتانياهو إلى «أننا نستهدف حزب الله بضربات مفاجئة وقبل 3 أسابيع قضينا على رئيس أركانه»، وادّعى أنّ «الجيش دمر آلاف الصواريخ قصيرة المدى كانت تستهدف إلحاق الضرر بمواطنينا في الجليل».
رد ايران مماثل لرد حزب الله؟
وقالت مصادر «الثنائي الشيعي» ان «رد حزب الله جاء مدروسا جدا بما يشكل ضربة موجعة للعدو وبنفس الوقت لا يشكل مبررا له لتوسعة الحرب على لبنان»، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «المرجح ان يكون الرد على عملية اغتيال شكر انتهى واننا عدنا اليوم للقواعد التي كانت قائمة قبل عملية الاغتيال». وتوقعت المصادر ان يكون الرد الايراني كما رد الحوثيين المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية «مشابها لرد حزب الله، اي مدروس وموجع من دون ان يؤدي لحرب واسعة في المنطقة».
40 غارة اسرائيلية
ميدانيا، وداخل لبنان، ردت إسرائيل على هجوم حزب الله بعمليات مكثفة وصلت الى عمق 40 كيلومتراً، بدت أشبه بغارات «فش خلق» لا أكثر ولا أقل، وبينت بوضوح عدم رغبتها الحالية بتوسعة الحرب خاصة مع قول وزير الخارجيّة الإسرائيليّة يسرائيل كاتس: «نحن لا ىنسعى إلى حرب واسعة النّطاق، ولكنّنا سنفعل كلّ ما يلزم لحماية مواطنينا».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بغارات إسرائيلية وقصف مدفعي على مناطق واسعة في الجنوب. وتحدثت عن أربعين غارة إسرائيلية على محافظة النبطية، طالت في معظمها «مناطق حرجية ومفتوحة».
اما وزارة الصحة اللبنانية فأعلنت مقتل ثلاثة أشخاص أحدهم جراء غارة إسرائيلية استهدفت «سيارة في بلدة الخيام»، واثنان آخران في قصف على بلدة الطيري.
ونعى حزب الله اثنين من مقاتليه، فيما نعت حركة «أمل» أحد عناصرها من الخيام.
اجتماع طارىء
في هذا الوقت، ارتأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متابعة التطورات عن كثب. فترأس اجتماعًا وزاريًّا في دارته، تم خلاله البحث في الوضع في الجنوب، والخدمات الطّارئة على الصّعد الصّحيّة والإيوائيّة والتّموينيّة والغذائيّة والمحروقات، وجهوزيّة خلايا الطّوارئ في المناطق، إضافةً إلى نتائج الاتصالات مع المنظّمات الدّوليّة المعنيّة وهيئات المجتمع الأهلي الشّريكة في تنفيذ خطّة الطّوارئ.
وأكد ميقاتي، خلال الاجتماع، «أنّه يجري سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التّصعيد»، مشدّدًا على أنّ «المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي أوّلًا، وتطبيق القرار 1701». وأشار إلى «موقف لبنان الدّاعم للجهود الدّوليّة الّتي يمكن أن تؤدّي إلى وقف إطلاق النّار في غزة».
احتمالات متساوية
وعلى وقع التطورات العسكرية جنوب لبنان، انعقدت جولة محادثات جديدة في القاهرة بمشاركة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس جهاز المخابرات (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، بحسب «القناة الـ12» الاسرائيلية. علما ان وفدا من «حماس» كان قد وصل السبت الى القاهرة لمواكبة المحادثات عن كثب دون المشاركة مباشرة فيها.
وقال مصدران أمنيان مصريان، لـ»رويترز» إن المقترحات الجديدة «تتضمن حلولاً للنقاط العالقة، مثل سبل تأمين المناطق الرئيسية وعودة السكان إلى شمالي القطاع»، دون مؤشرات على حدوث انفراجة بالقضية الرئيسية الشائكة المتمثلة في محور فيلادلفيا.
وقالت مصادر مواكبة عن كثب للمفاوضات ان «احتمال التوصل لاتفاق هدنة في القاهرة يبدو متساويا تماما مع احتمال فشل هذه الجولة من المفاوضات»، معتبرة في حديث لـ»الديار» انه «رغم الضغوط الاميركية التي تمارس على نتنياهو لتقديم تنازلات بما يتعلق بمحور فيلادلفيا وغيره من النقاط العالقة، الا انها ضغوط لا ترتقي لمستوى اجباره على هذه التنازلات، ما يعني اليوم ان الكرة اليوم في الملعب الاسرائيلي خاصة وان «حماس» ابلغت المفاوضين ان ما لم تقبل به في الجولات الماضية من المحادثات لن تقبل به اليوم».
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:52
الجبهة الداخلية "الإسرائيلية": صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة والمنارة في الجليل الأعلى، بعد اطلاق صواريخ من جنوب لبنان.
-
11:51
غارة "إسرائيلية" على بلدة صديقين في قضاء صور، وقصف مدفعي على الحي الشمالي لبلدة الخيام في جنوب لبنان.
-
11:51
الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية -صور ، وبالتعاون مع بلدية صور وإتحاد بلديات المنطقة، يعمل على رفع الأنقاض في محطة مياه صور، استعداداً لإعادة تصليح وتشغيل المضخات.
-
11:51
العدوان الذي تعرضت له مدينة النبطية ليلا أدى الى تدمير منزل لال الغفري في حي المسيحيين، بعدما استهدفته الطائرات الحربية بغارة، كما تسببت الغارات ايضا بالحاق اضرار كبيرة بكنيسة سيدة الانتقال وبيت الرعية وبالمنازل المجاورة وعدد من السيارات.
-
11:30
المنطقة الواقعة بين المنصوري وبيوت السياد في قضاء صور، تتعرض لقصف معاد من عيار 155 ملم.
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت