اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


وسط تصاعد اللهجة "الإسرائيلية" التهديدية تجاه لبنان وحزب الله،  تبقى المخاوف قائمة من إطالة أمد حرب الإستنزاف الدائرة في الجنوب مع "إسرائيل "والتي قد تطول لأشهر عديدة، الأمر الذي أشار إليه ويتخوّف منه النائب السابق وليد جنبلاط. وعليه، يقول عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن لـ "الديار" أن "حالة القلق من توسيع الحرب تبدّدت بعد المواجهة الأخيرة، وبعد التصريحات التي سمعناها من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتبيّن أن الولايات المتحدة الأميركية بإدارتها الحالية مع الجمهورية الإيرانية لا يرغبان بتوسيع المواجهة اليوم، وهما يقومان بالتفاوض في سلطنة عمان وغيرها".

ويعتبر أن "السقف الإقليمي ـ الدولي ساهم في ضبط هذا الأمر، لكن هذا لا يعني أن الحرب انتهت، بحيث أن مسار الحرب مستمر في فلسطين المحتلة وفي جنوب لبنان ربطاً بما يجري في فلسطين، ونشهد اليوم تطوراً للأحداث وكأن المواجهة بدأت تنتقل من غزة إلى الضفة الغربية، وهذا ما كنا نتوقّعه سابقاً، لأن إسرائيل هي كيان حربي وليست دولة سلام، وبالتالي فإن سياستهم تقوم على التدمير والتهجير والاستيطان، وحمى الله أبناء الضفة من هذا المخطّط الجهنمي، وحمى الله الأردن أيضاً من مخطّطات إسرائيل التي تحاول إيجاد وطن بديل للفلسطينيين بعدما أجهضت فكرة حلّ الدولتين، أو قيام دولة فلسطينية".

وعما إذا كنا أمام مواصفات جديدة للمواجهة مع "إسرائيل" جنوباً، يقول "طبعاً عدنا إلى قواعد الاشتباك التي كانت حاصلة سابقاً، ولهذا السبب بدأت تطفو على السطح مسألة الاستحقاق الرئاسي وحل الاستعصاء وغيرهما من الأمور، ولكن لا نرى حتى هذه اللحظة إذا كان هناك اندفاعة كافية محلية، ولا حتى خارجية لكسر الجمود بالاستحقاق الرئاسي".

وعما إذا كان يتحمّل البلد حرب الاستنزاف الحاصلة جنوباً، يرى أن "وضع البلد لا يحتمل واقع الفراغ الرئاسي وشلل الدولة والأزمة الاقتصادية، والتي كانت قائمة قبل الحرب، فكيف مع حرب الاستنزاف الحاصلة، وهذا عبء إضافي على لبنان، وكلنا نعرف أن من يقرّر الحرب هي إسرائيل وليس لبنان، هذا أولاً، وثانياً إن الشعب اللبناني شعب قوي ويستطيع أن يتكيّف مع كل الظروف، ولكن إذا ما استمر على ما هو عليه من دون رئاسة وبرنامج إصلاح حقيقي، ومن دون تعاف وتوازن مالي، ومن دون عودة حقوق الناس، لأن البعض يتناسى حقوق الناس وللمودعين ويجب ضمانها والبحث عن كيفية استعادتها بشكل أو بآخر، لذا يجب أن نفكّر كمسؤولين لأن إعادة أموال الناس مسألة في غاية الأهمية".

وعن أداء السلطة الحالية، والجمود السياسي المسيطر وكأن البلد متروك، يعتبر أن "البلد متروك من بعض المسؤولين فيه، لماذا نطالب الخارج بأن يعتنى فينا، ونحن لا نعتنى بأنفسنا، وبالتالي، علينا أن ندرك أن ما يجري في فلسطين ليس فقط ردّة فعل على 7 تشرين، ما يجري في فلسطين المحتلة هو عملية ممنهجة لها أبعادها وأهدافها من أجل تغيير الواقع الجيو ـ سياسي في المنطقة، ويمكن الديموغرافي، والواقع الجغرافي لبعض الدول، وهناك واقع جديد يُرسم للمنطقة، ولبنان ليس بمنأى عنه وهو يحتاج إلى تحصين ذاته".

ويضيف "لكي يحصّن لبنان ذاته لا بد أن يكون هناك دولة في لبنان قادرة وقائمة، تبدأ من انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة وبرنامج واضح وتضامن كل اللبنانيين والالتفاف مجدّداً حول ما توافقنا عليه، أعني بذلك وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف، الذي قد لا يلبي طموحات البعض، ونحن منهم، ولكنه يؤمن الاستقرار والتوازن في البلد، وكي نحمي لبنان يجب أن نتوافق حول قيام الدولة، والتضحية من أجل انتخاب الرئيس واللجوء إلى التسوية من أجل حصول انتخاب الرئيس، والحفاظ على اتفاق الطائف وتطبيق مندرجاته، والسير بسياسة الإصلاح في الدولة رغم كل شيء".

وعن زيارته إلى معراب موفداً من قبل النائب السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور، يؤكد أبو الحسن أن "الزيارة كانت إيجابية تم خلالها مناقشة أمور تتعلق بالعلاقة في الجبل، لأننا مررنا بتمايز سياسي وما زال، ولكن قلنا يجب ألا يُفسِد الودّ قضية، وألا يُفسد بأجواء المصالحة، ومسؤوليتنا دائماً هي في إرساء أجواء الرخاء والاستقرار في الجبل ونفوِّت أي فرصة على العبث بهذه العلاقة، هذا هو العنوان الأساسي، وكان اللقاء مع الدكتور جعجع إيجابياً وودّياً، وكان هناك تقاطع ونظرة مشتركة لهذه الأمور، والتعاون قائم بيننا".

 

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين