اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نحن لا يقتلنا السلاح اليهودي الصهيوني، نحن نُستشهد بسلاح العالم وسلاح المنظمات الإنسانية والدولية وحقوق الانسان.

كيف تريدوننا ان نقتنع بأن العالم لا يشارك في جريمة قتلنا؟

فهل نُقتل خلف الستارة، أو في دهاليز المغاور، أو نموت غرقا في وسط المحيطات، حيث لا بشر ولا طير ولا طائرات.

هل نُقتل بفعل صاعق كهربائي؟

هل نُقتل اختناقا بفعل دخان فحم الأراكيل او فحم مناقل اللحمة؟

أما أننا نُقتل بدون أسباب، ويصعب على العالم تشخيص أسباب قتلنا.

هل هذه الطائرات التي تحلق فوق سماء بلادنا، هي حمام زاجل يخبرنا عن السلام.

وهذه الصواريخ التي تحط في بيوتنا، هي رسائل تطمئننا اننا ما زلنا بخير. وهذا الركام من الدمار يبشرنا بتشييد أبنية جديدة، دون ان نعرف مكانها ولا زمان بنائها.

هل نُقتل في عتمة عجز العالم عن كشف أسرارها، وهي مُصوّنة بحيطان من السماء يعجز الضوء عن اختراقها؟

هل نُقتل في الأحلام، وما زلنا ننتظر طلوع الفجر وشروق الشمس وانتشار الضوء؟

هل نُقتل على متن كوكب لم تصل اليه المراكب الفضائية، ولا طائرات الموت الأميركية؟

لا يا سادة يا كرام، نحن نقتل في وضح النهار، وعلى مرأى ومجهر كل المنظمات الإنسانية وحقوق الانسان، وعلى بعد أمتار من ذوي القربى من العالم العربي، نحن نُقتل أمام انظار العالم من أعداء وأصدقاء.

نحن نقتل في الطريق، في الشقة، في المنزل، في أي مكان من بلادنا.

نحن نُقتل لأننا نرفض الموت، لأننا نحب الحياة، لأننا نحب الانسان والإنسانية، ونكره القتل والاغتصاب وسلب الحقوق.

نحن نُقتل من الأشرار لأننا نكره الشر.

يقتلنا الوحوش لأننا بشر.

نحن نُقتل والعالم يرقص على أصوات حداء جنازاتنا، يسكر على أصوات صراخ أطفالنا، يُقيم أفراحه على تراب قبورنا.

نعم نحن نُقتل لأن قتلنا يؤمّن للشياطين مسالك الشر وارتكاب الجريمة.

تحن نُقتل ولا نموت، لأن موتنا نهاية العالم.