اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ها نحن اليوم، نستعيد ذكرى حرب تموز عام 2006، مع كل غارة ينفذّها العدو الإسرائيلي. المشاهد التي لا نستطيع الهروب منها مهما حاولنا، تتكرر. فمنّا من يروي أحداثها بالتفاصيل، ومنّا من مرّ بها كجزء من طفولته، ومنّا من عاش بها في سن المراهقة وهو يحمل اليوم ابنه ويحاول بكل ما فيه أن يمنع هذا الكابوس عنه.

ولكن، مهما حاولنا، فنحن نخوض هذه المعركة اليوم، ولا نستطيع أن ننكر ذلك الواقع المرير.

نحن، جيل التسعينات وأوّل الـ2000، شعب "Resilient"، شعب صامد ينهض بعد السقوط، شعب اعتاد على الحروب لدرجة أن أصوات الغارات أصبحت كـ"خبطة الباب"، لكن ماذا عن أطفال اليوم؟ ماذا عن جيل ليس بخشونة الأجيال التي مضت؟ هل هم أيضا سيتأقلمون؟

في هذا الاطار، كان لموقع الديار حديث مع الاخصائية في علم النفس جاين نصر حول كيفية التعامل مع أطفالنا في هذه الأوضاع.

كيف يجب أن نشرح لهم ماذا يحصل؟

قالت نصر، "أفضّل ألا نخفي الحقيقة على الأطفال، ليس بإمكانننا القول ان هذه الأصوات هي مجرّد ألعاب نارية على سبيل المثال. وهنا تختلف طريقة التفسير للولد حسب عمره ودرجة وعيه. يمكننا شرح ما يحصل بطريقة سلسلة، مع التأكيد للطفل أنه في مكان آمن وأن هذه الأصوات لا تشكّل خطرا على المنطقة أو المكان الذي نحن فيه."

وأضافت: "إن قمنا بإخفاء الحقيقة، سيشعر الولد بهذا الشيء وستقل ثقته بنا، وهذا سيزيد شعور الخوف لديه. من المهم أيضا أن نطمأن أطفالنا كلما نستطيع، أنهم فعلا بآمان."

ونصحت نصر بتشجيع الأطفال على المشاركة في عمليات المساعدة للعائلات المتضررة، إن كانت التبرع في الملابس أو الطعام، واذا كانت العائلة مؤمنة، مهم جدا مشاركة الصلاة معهم، هذا سيريّحهم.

هل هناك أي مخاطر على صحتهم النفسية من كل ما يحصل؟

لفتت نصر الى "أنه وللأسف، سرعة معرفة ما يحصل أصبحت متاحة بشكل كبير وبالأخص في عصر مواقع التواصل الاجتماعي. كإخصائية في علم النفس، أفضّل الا يكون "social media" متاح لهذه الدرجة. هذا، بالإضافة الى مشاهدة التلفاز بطريقة متواصلة. لهذا أنصح الأهل ألا يتابعوا ما يحصل بوجود أطفالهم، فمشاهد الخراب والأشلاء تؤثر بشكل كبير عليهم".

وأشارت الى أن "مدى تأثير الحروب يمكنها أن تبيّن بسرعة وأحيانا تبيّن لاحقا."

وقالت نصر، إن "هناك ما يسمّى بالصدمة الثانوية أو الصدمة غير المباشرة، والتي تأتي نتيجة الاستماع بالتفاصيل وبدقة الى حدث ما، لذا أفضّل ألا نروي تقاصيل الأحداث العنيفة أمام أطفالنا".

ولفتت الى أن هناك "احتمال كبير أن تتسبب الأحداث التي تحصل باضطرابات أو إزعاج لدى الأطفال، وأحيانا تحصل داخليا وصعب أن نشخصها كأهالي، وقد يتم ترجمتها أحيانا من خلال نوبات الغضب أو البكاء بسبب شعور الخوف".

كيف يمكننا أن نساعدهم على التعايش أو التغلّب على الأحداث التي تحصل؟

اعتبرت نصر أن "طرق المساعدة على التأقلم قد تختلف حسب مدى قرب الأحداث سكنيا أو بعدها. اذا كانت هناك نشاطات يمارسها الولد في الأيام العادية، بإمكاننا أن نشجعه على استكمالها. أشجّع أيضا على الرسم، ليس فقط لصرف الانتباه بل لندعهم أن يعبّروا عما يشعرون به. هذا، بالإضافة الى اللعب مع الأخوة والأقارب، هذا أيضا يساعدهم على التعبير. وهناك عدّة حالات يترجم بها الولد أفكاره ومشاعره من خلال اللعب."

وشددت على "أهمية أن نستمع لهم في هذه الفترة وأن نشجعهم على مشاركتنا أفكارهم وما يشعرون به. أنا ضد القول للولد "نحن أقوياء، ممنوع نخاف"، يجب أن نكون نحن المساحة الآمنة لهم للتعبير عن أحاسيسهم".

وقالت نصر، "لا يجب أن نتجاهل أسئلة أطفالنا حول الوضع، اذا لم يكن لدينا الجواب في ذات اللحظة، يمكننا إجابتهم لاحقا لكن أفضل ألا نتجاهلهم".

الأكثر قراءة

أيّ صفقة أيّ فضيحة تنتظرنا؟