اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تؤدي صحة الأمعاء دورا حاسما في الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام، حيث تمتد تأثيراتها إلى العديد من الأنظمة الحيوية. الأمعاء ليست مجرد جهاز هضمي مسؤول عن تكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية؛ بل هي مركز صحة الجسم بالكامل. تحتوي الأمعاء على تريليونات من البكتيريا النافعة التي تُعرف بـ «الميكروبيوم»، والتي تؤدي دورًا أساسيًا في تنظيم الهضم، وتعزيز الجهاز المناعي، وحتى التأثير في الصحة العقلية والعاطفية.

تشير الأبحاث إلى أن هناك علاقة وثيقة بين صحة الأمعاء وأمراض مزمنة مثل السمنة، السكري، وأمراض القلب. كما أن وجود اضطرابات في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء قد يسبب مشاكل هضمية مثل الانتفاخ والإمساك، إضافةً إلى تأثيرها في المزاج عبر «محور الأمعاء والدماغ»، مما قد يساهم في تطور حالات مثل القلق والاكتئاب.

لهذا السبب، فإن الاهتمام بصحة الأمعاء من خلال النظام الغذائي المتوازن، تناول البروبيوتيك والألياف، وشرب كميات كافية من الماء، يُعد من الأمور الأساسية للحفاظ على التوازن الصحي للجسم ككل.

وفي هذا الصدد، أكدت دراسات مختلفة تأثير صحة الأمعاء في بقية الجسم، حيث ان الأمعاء غير الصحية يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بمشاكل صحية متعددة، مثل مشاكل المناعة الذاتية وحتى السرطان. وأظهرت دراسة جديدة أن تلف جزء من الأمعاء يمكن أن يعرضك لخطر كبير للإصابة بمرض باركنسون. واكتشفت الدراسة أن تلف الجهاز الهضمي العلوي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون في المستقبل بنسبة 75%.

ومرض باركنسون هو اضطراب تنكسي يؤثر في المقام الأول في الخلايا العصبية اللازمة للحركة. لذلك، فإن الأعراض الرئيسية للمرض تؤثر في الحركة الجسدية مثل الرعشة والبطء وتيبس العضلات. وكجزء من الدراسة، قام فريق بالتحقيق في العلاقة بين تلف بطانة الجهاز الهضمي العلوي ومرض باركنسون.

وقاموا بتحليل 9350 مريضا ليس لديهم تاريخ من مرض باركنسون والذين خضعوا لتنظير الجهاز الهضمي العلوي مع خزعة. وتم تصنيف الضرر على أنه تآكلات أو قرحات أو إصابات ناجمة عن الأحماض. وتابع الفريق المرضى لمدة 15 عاما تقريبا. ومن بين المرضى الذين يعانون من تلف الغشاء المخاطي، تم تشخيص 52 منهم بمرض باركنسون، أو ما يعادل نسبة 2.2% من هذه المجموعة. ومن بين المرضى الذين لا يعانون من تلف الغشاء المخاطي، تم تشخيص 48 منهم بمرض باركنسون، أو 0.5 % فقط من هذه المجموعة.

وبالإضافة إلى ذلك، كان المرضى الذين يعانون من تلف الغشاء المخاطي أكثر عرضة للإصابة بجرثومة المعدة، أو استخدام أدوية لعلاج حموضة المعدة، أو استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل مزمن. وكانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي، والتدخين، والإمساك أو عسر البلع.  

الأكثر قراءة

المقاومة والخروقات الاسرائيلية: فرصة للدولة وجهوزية للرد واشنطن لإضعاف حزب الله داخليا «والعين» على إعادة الإعمار غضب المستوطنين في الشمالي دفع نتانياهو للتصعيد الكلامي؟!