اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تتصاعد وتيرة العدوان “الإسرائيلي” على لبنان واتساع رقعته، وتفاقم أزمة النزوح من الجنوب، بالتزامن مع تفعيل الحراك السياسي والديبلوماسي لوقف النار بالدرجة الأولى، ومن أجل إطلاق دينامية سياسية تسمح بتحصين الساحة الداخلية، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي. ووفق النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، فإن «الوضع السياسي ما زال معقداً»، معرباً عن أسفه لأن «بعض القوى السياسية كانت في الماضي وما زالت، تراهن على المعطيات والمتغيرات الإقليمية. وبالتالي، فإن كل الحراك السياسي الذي نشهده الآن، وإن كان مشكوراً، إلا أنه حتى هذه اللحظة، لا توجد دلائل على أنه سوف يصل إلى النتائج المرجوة».

ويقول لـ ”الديار” إن “النقاش اليوم هو إذا كنا سنذهب إلى انتخاب رئيس للجمهورية، أم نذهب إلى ما يسمّى تقوية الساحة الداخلية وتدعيمها وتحصينها، وإن كنت من المؤمنين بأنه من الضروري أن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية، علماً أننا شاركنا بكل الجلسات الانتخابية ولم ننسحب. ولكن في هذه اللحظة، يجب أن نعمل على تثبيت الجبهة الداخلية لكي يأتي انتخاب رئيس الجمهورية نتيجة توافق داخلي. وبالتالي، فإن المطروح يتناول إذا كانت رئاسة الجمهورية مدخلاً للتوافق الداخلي، بدلاً من أن يُنتج التوافق الداخلي رئيساً للجمهورية وحكومة قادرة وفاعلة، ويؤدي إلى ما يسمى تدعيم الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”، لذلك لا يبدو أن كل ما نشهده حتى هذه اللحظة سيصل إلى النتيجة المرجوّة».

وحول المشهد الميداني واتساع رقعة العدوان “الإسرائيلي”، يشير إلى أنه «حتى هذه اللحظة، كل الدلائل تؤكد احتمال تصعيد العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، حيث يبدو أن الآلية التي كانت متّبعة والتحركات الديبلوماسية التي كانت قائمة لوقف إطلاق النار لم تنجح، كما أن النافذة المفتوحة ديبلوماسياً بدأت تضيق، ما يستوجب الاستعداد لمواجهة تداعيات هذا العدوان واستمراره».

وإزاء هذا الواقع، وعن تداعيات الحرب بسبب النزوح إلى منطقة صيدا والقرى المحيطة بها، يقول إن «صيدا تقوم بواجبها الوطني والقومي، وهي تعتبر نفسها عاصمة الجنوب ومعنيّة بشؤونه وشجونه، ولذلك لطالما كانت صيدا مركزاً لاستقبال أهلنا وإخواننا الجنوبيين، الذين اضطروا إلى ترك قراهم ومنازلهم والإستضافة في صيدا وغيرها من المناطق، نتيجة تصاعد العدوان الإسرائيلي، لكن المشكلة لا تكمن في القرار الصيداوي المحلي، ولا في رغبة الصيداويين بالمساعدة، وليس أيضاً بقدرتهم على المساعدة، لأن صيدا اعتادت على مثل هذه السيناريوهات، إلاّ أن المشكلة تكمن في قلة الإمكانات وضعفها، وهذا يعود إلى عدم قيام الحكومة بما يلزم قبل بدء هذه الحرب وتوسّعها، رغم أن كل المؤشرات كانت تشير إلى أن أحداث خطيرة، وإلى تطور الأمور والتصعيد العسكري».

وعن المساعدات التي يتلقاها لبنان لمواكبة أزمة النزوح، يؤكد البزري أن «الدعم الخارجي الذي بدأت تظهر معالمه الآن لم يُترجم داخلياً بعد، وبالتالي فإن عدداً كبيراً من أهلنا الذين تمّت استضافتهم في صيدا أو في مراكز أيواء، أو حتى في المنازل والشقق والمكاتب وغيرها، ما زالوا يحتاجون إلى أساسيات الإيواء، بمعنى الشراشف والأغطية والفرشات والأدوات الصحية، كما تأمين الغذاء. مع العلم أن مثل هذه الأساسيات، كان يجب أن تكون أساس الخطة التي وضعتها الحكومة، إنما الآن ومع بدء وصول المساعدات من الدول العربية الشقيقة تحديداً والدولية، نستبشر خيراً بأن نتمكن من العمل معاً لرفع جزء كبير من التحديات والمعاناة، التي يواجهها أهلنا وأبناء بلدنا خلال استضافتهم في صيدا أو في غيرها من المناطق».  

الأكثر قراءة

هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟ مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجسلة انتخاب الرئيس الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب