اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في ظلّ تواصل العدوان «الإسرائيلي» على لبنان، أطلق الأكاديمي والباحث التاريخي الدكتور عصام خليفة نداء عبر تسجيل صوتي لكلّ القرى اللبنانية، حذّر فيه من «التهجير الجماعي الممنهج والخطير من قرى وبلدات الوطن، تنفيذاً للخطة الصهيونية لتفريغ الجنوب من سكّانه ونقلهم الى الشمال أو الى البقاع، بهدف وضع اليدّ على المنطقة الجنوبية حتى الليطاني وعلى جبل حرمون، والإستيلاء على كلّ ثرواتها الطبيعية، على غرار ما حصل في فلسطين».

ويقول خليفة لـ"الديار" بأنّ هناك اليوم «خطر إستيطاني» لا يُمكن السكوت عنه. فعندما نقرأ عن أنّه هناك منظّمة تألّفت اليوم في «إسرائيل»، وهي تبيع سندات لمستوطنات في جنوب لبنان... وعندما نعرف أنّ أسباط «إسرائيل» الأربعة «آشر» و"إيزاشر» و"زبولون» و"نفتالي»، بحسب مزاعم «إسرائيل» وأساطيرها، كانوا الى جانب الليطاني في الجنوب... وعندما نعرف أطماع «إسرائيل» في المياه من خلال مذكرتها الصادرة في العام 1954... كلّ هذا يعني أنّ «إسرائيل»هذه المرة لن تنسحب بسهولة في حال نجحت بالتوغّل البرّي، والرهان على مقاومة الشعب، وعلى أن تُحرّك الدولة ديبلوماسيتها لوقف الحرب. وتساءل: أين الدولة اليوم، وأين المذكّرات التي قدّمتها للمحكمة الجنائية الدولية؟!

وقال بأنّ لبنان لا يحتاج اليوم الى المساعدات الإنسانية والطبية فقط من دول الخارج، متسائلاً من سيعمل على توزيع هذه الأخيرة، وأين الإدارة المسؤولة عن هذا الأمر لكي يتمّ توزيعها على كلّ المحتاجين؟ هي ضرورية ولكن لا بدّ من أن تضع الحكومة «مضبطة». وتابع «نحن، زملائي وأنا، نقوم بوضع مضبطة عن التجاوزات التي تحصل على المدنيين، بهدف تقديم مذكّرة الى المحكمة الجنائية الدولية التي تُسمّى «كريم خان»، كونها لا تحتاج الى موافقة الدول مثل محكمة العدل الدولية في لاهاي. وهي تحكم بناء على الوقائع المقدّمة من الأفراد. فهناك 5 مستشفيات، 4 منها حكومية وخامسة خاصّة جرى إغلاقها .. لماذا؟ ولماذا لا يتمّ إيصال المساعدات الطبيّة الوافدة الى بيروت لها؟ يمكنها تقديم مذكّرة في هذا الخصوص. هناك قوانين دولية تقوم «إسرائيل» بتجاوزها لا بدّ من وضع مذكّرة بها، مشيراً الى أنّ هذه المحكمة تبقى قراراتها للتاريخ، وإن لم تتمكّن من إلزام «إسرائيل» بشيء كونها لا تحترم أي شيء، ولا أحد يستطيع أن يُلزمها بشيء.

وأكّد بأنّ لبنان يتعرّض لإبادة جماعية ولترانسفير، فقد أصبح عدد النازحين اللبنانيين من قراهم الى بلدات أخرى مليون ونصف شخص. وهذا أخطر ما حصل في لبنان حتى الآن. وأشار الى أنّه يمتلك وثائق كثيرة تدلّ على أنّ «إسرائيل» تريد السيطرة على الليطاني في الجنوب، وعلى جبل حرمون (المعروف أيضاً بجبل الشيخ). وهي ماضية اليوم في قتل المدنيين الأبرياء في بلدة شبعا وفي شرق صيدا وسائر القرى الحدودية، لأنّها لا تريد لهذه البلدات أن تبقى موجودة أساساً. كما تقصف كلّ البلدات بهدف بثّ الرعب في نفوس أهالي القرى المجاورة لها، ولكي تدفعهم الى إخلاء منازلهم والنزوح الى أماكن أخرى، بهدف الإستيلاء على الأراضي المفرّغة من سكّانها.

فهذه هي خطّة «الحركة الصهيونية وأطماعها» التي وضعها المؤرّخ الصهيوني الأميركي برنارد لويس للبنان والمنطقة، على ما أوضح خليفة، والتي يقترح فيها بحسب المعلومات، تقسيم الشرق الأوسط الى أكثر من 30 دويلة إثنية ومذهبية، لحماية المصالح الأميركية و"إسرائيل». وتتضمّن هذه الخطة تقسيم دول المنطقة على مراحل: لبنان الى خمس دويلات، والعراق الى ثلاث، وسوريا الى ثلاث، والأردن الى دويلتين، واليمن الى اثنتين أيضاً، والسعودية الى 5 دويلات وإيران الى أربع دول وليبيا الى 3 وسوى ذلك. وينطلق لويس من فكرة أنّ جميع هذه الكيانات ستشلّها الخلافات الطائفية والمذهبية، والصراع على النفط والغاز والمياه والحدود والحكم، وهذا ما سيضمن تفوّق «إسرائيل» في الخمسين سنة المقبلة. وهذا المخطّط خطير جدّاً، على ما أضاف، كونه يتعلّق بـ «هندسة الشعوب وتغيير الخرائط»، وهو ما يُسمّى بـ «الشرق الأوسط الجديد». وقد بدأنا نقرأه في خرائط لويس للمنطقة ككلّ التي تريد تفكيكها الى دويلات، وتنفيذ مخطط السيطرة على أجزاء منها لبناء مستوطنات «إسرائيلية» عليها.

وما يحصل خلال السنوات الأخيرة هو تطبيق لهذا المخطط، على ما أوضح خليفة، لهذا على لبنان كسره. الأمر الذي يُحتّم على المسؤولين توجيه النداءات للشعب اللبناني للصمود والبقاء في أرضه، ومساعدته في هذا الأمر من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة بالوسائل الممكنة لمكافحة القصف «الإسرائيلي»، أو الإبتعاد عنه قدر الإمكان لحماية السكّان.

من هنا، فإنّ الحلّ اليوم هو بالوحدة الوطنية، على ما رأى، وعلى كلّ اللبنانيين الإلتفاف حول الدولة من أجل بقائها وإنقاذها. لهذا على الجميع أن يعمل وفق هذه الوحدة، ومع لبنان الوطن من أجل مصلحته في مواجهة الطامعين فيه، مشيراً الى أنّ الظروف الحالية تحتّم علينا المقاومة الوطنية الشاملة.

وسأل خليفة هل ستتمكّن «إسرائيل» من إبادة جميع الناس؟ فإذا تجرّأت، فهذا سيؤدّي الى نشر هذا المشهد في العالم عن قصف المدنيين المنافي للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف. من هنا الدعوة الى حركة داخلية لإبقاء الأهالي في أرضهم، هذا هو المطلوب اليوم. على أن يُقود هذه الحركة ويُديرها كلّ من يعتبر نفسه مسؤولاً عن هذه الدولة. وتساءل: أين هي الحكومة، كيف تفتح حرباً مع العدو، من دون توفير الملاجىء والأماكن الآمنة لحماية الشعب؟

الأكثر قراءة

القصر الجمهوري يستعد... هل يكون 9 كانون الثاني موعداً للحسم الرئاسي؟ «الاسرائيليون» لاهالي الجولان: لن ننسحب وستخضعون للقانون «الاسرائيلي» بالتجنيد اعتراض اميركي اوروبي على العفو العام عن الإسلاميين وطلبات إخلاء السبيل رُدّت