اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

آلام المفاصل هي واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي يعاني منها الناس حول العالم، خاصة مع تقدم العمر. يمكن أن تكون هذه الآلام مصدر إزعاج كبير، حيث تؤثر في قدرة الشخص على الحركة وأداء الأنشطة اليومية. تتنوع أسباب آلام المفاصل من التهاب المفاصل الناجم عن الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام، إلى الإصابات الرياضية والتآكل الطبيعي للغضاريف مع مرور الزمن.

وقد تكون الآلام خفيفة ومؤقتة في بعض الأحيان، أو شديدة ومزمنة تؤثر في جودة الحياة. تتطلب هذه الحالة اهتمامًا خاصًا، حيث ان الإهمال في التعامل معها قد يؤدي إلى مضاعفات أكثر تعقيدًا، مثل فقدان المرونة وصعوبة في الحركة بشكل دائم. ولذلك، من الضروري تشخيص السبب بدقة والبحث عن العلاج المناسب، الذي قد يتضمن استخدام الأدوية المضادة للالتهاب، أو العلاج الطبيعي، أو حتى التدخل الجراحي في الحالات المتقدمة.

وفي هذا الصدد، أعلن الدكتور ميخائيل غينزبورغ خبير التغذية الروسي أن على من يعاني من آلام المفاصل الامتناع عن تناول اللحوم والأسماك والملح والحلويات. ويشير الخبير، إلى أن آلام المفاصل غالبا ما تكون مرتبطة باختلال عملية استقلاب حمض اليوريك- النقرس، الذي يحدث عادة بعد سن الخمسين.

وتؤثر نوعية الطعام الذي نتناوله بشكل كبير على صحة المفاصل، حيث يمكن لبعض الأطعمة أن تزيد من حدة آلام المفاصل، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل أو أمراض أخرى متعلقة بالمفاصل. ترتبط الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون المشبعة والسكر والملح بزيادة الالتهاب في الجسم، مما قد يؤدي إلى تفاقم آلام المفاصل. الأطعمة المعالجة مثل اللحوم المصنعة، والأطعمة المقلية، والحلويات السكرية تسهم في زيادة التهابات المفاصل نتيجة لارتفاع محتوى الدهون المتحولة والمواد الكيميائية الضارة. بالإضافة إلى ذلك، الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من البيورينات، مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، يمكن أن تزيد من مستويات حمض اليوريك في الجسم، مما يساهم في حدوث نوبات النقرس التي تسبب آلامًا شديدة في المفاصل. من الأفضل تجنب هذه الأطعمة والتركيز على تناول نظام غذائي غني بالأطعمة المضادة للالتهاب مثل الفواكه والخضروات، والمكسرات، والأسماك الدهنية التي تحتوي على أحماض أوميغا-3، إذ أن هذه المكونات تساعد في تقليل الالتهاب وتحسين صحة المفاصل على المدى الطويل.

هذا ويعتبر شرب الماء بكمية كافية أمرًا حيويًا للحفاظ على صحة المفاصل، حيث يلعب دورًا أساسيًا في دعم ليونة الغضاريف التي تغطي نهايات العظام وتعمل كوسادة تحمي المفاصل من الاحتكاك. الغضاريف تتكون في الغالب من الماء، وعندما يكون الجسم في حالة جفاف، تصبح هذه الغضاريف أقل مرونة وليونة، مما يؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين العظام والشعور بالألم أثناء الحركة.

إلى جانب ذلك، يساعد الماء في تحفيز إنتاج السائل الزليلي الذي يعمل كزيت تشحيم للمفاصل، مما يسهل الحركة ويقلل من التآكل الناتج من الاحتكاك. نقص السائل الزليلي قد يؤدي إلى تصلب المفاصل وزيادة الآلام، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل.

بالإضافة إلى ذلك، شرب كمية كافية من الماء يساعد في طرد السموم والمواد الضارة من الجسم التي قد تزيد من الالتهابات، وهو ما يعتبر عاملًا أساسيًا لتقليل آلام المفاصل. الجفاف المزمن لا يؤثر فقط في المفاصل، بل يضر أيضًا بقدرة الجسم على أداء وظائفه الحيوية بشكل عام.

لهذا، يُنصح بشرب كمية كافية من الماء يوميًا، حيث يجب أن تتناسب الكمية مع وزن الشخص ومستوى نشاطه، لضمان الحفاظ على صحة المفاصل وتقليل الآلام المرتبطة بها.


الأكثر قراءة

رئيس آخر لجمهوريّة أخرى