اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عمدا، وفي أقل من أسبوع لا بل ساعات، تعرضت «اليونيفل» المنتشرة في الناقورة للقصف المركز من المواقع «الإسرائيلية»، فسقط جنديان لقوة حفظ السلام ولحقت أضرار بالآليات، كما ورد في بيان «اليونيفيل» الرسمي، الذي تحدث أيضا عن تفاصيل الإعتداء على مواقعه.

هذا الاستهداف ليس جديدا، لكنه الأكثر وضوحا من جهة تسمية الفريق المعتدي على «اليونيفيل»، لكن لتعرض لقوات السلام كان متوقعا في سياق الخطط «الإسرائيلية» الممنهجة، والحرب التدميرية التي يشنها جيش العدو الإسرائيلي، من دون اي ضوابط ضد الأهداف المدنية والإنسانية والتي لا توفر الحجر ولا البشر. الا ان استهداف قوات حفظ السلام الدولية هذه المرة، كما تقول مصادر سياسية حمل رسائل، فهو تتمة لتحذيرات سابقة باخلاء مواقعها والابتعاد خمسة كيلومترات. واكدت المصادر ان الاستهداف الاخير حمل رسالة شديدة اللهجة، للابتعاد مجددا مسافة خمسة كيلومتر عن نطاق العمليات، لهدف محدد وهو اسقاط الـ ١٧٠١ والدفع باتجاه انهاء دور «اليونيفل»، بالضغط على الدول المشاركة في قوة حفظ السلام، للانسحاب وإنهاء مهمتها تمهيدا لتعديل على القرار ١٧٠١، والتوطئة لاعادة تشكيل القوة الدولية التي تريدها «اسرائيل» بعد توقف الحرب (القوات المتعددة الجنسية)، ويتسرب الحديث من فترة عن انتشار قوات دولية على طول الحدود البرية مع فلسطين المحتلة وسوريا.

من الواضح، ان العدوان «الاسرائيلي» لن يوفر الضغط على قوات الطوارىء، والتصعيد المستمر ضد مواقعها، لكن السؤال هل يحق ل «اليونيفيل» الرد على مصادر النار؟ تؤكد مصادر عسكرية ان قوات الطوارىء لها الحق الكامل باستخدام القوة للدفاع عن نفسها، وحماية افرادها ومواقعها، لكن اليونيفيل في الفترة الاخيرة تكتفي بتوثيق الاعتداءات «الإسرائيلية»، وتصدر البيانات عن تعرضها للانتهاكات المتكررة من الجيش «الإسرائيلي». وعليه، فالسؤال عن تمادي الجيش «الإسرائيلي» باستهداف القوات الدولية، والمدى الذي ستصل اليه الأمور والتي اصبحت خارج السيطرة، حيث من الواضح ان العدو يسعى لإنهاء القرار ١٧٠١، وبالتالي إنهاء دور اليونيفل.

استهداف اليونيفل كما تقول المصادر السياسية ليس امرا مفاجئا، فقد سبق ان طلب جيش العدو من قائد القوات الدولية التراجع وإخلاء مراكز، في اطار الهدف «الإسرائيلي» لازاحة ودفع القوة الدولية خمسة كيلومترات شمالا، مما يمهد للمنطقة العازلة التي تريدها «اسرائيل».

فهل تحقق «اسرائيل» ما عجزت عنه بالتحذير والضغط، من خلال القوة والتمادي في التصعيد ضد اليونيفيل ؟ من المؤكد كما تضيف المصادر، ان من يرتكب المجازر الوحشية ضد النساء والأطفال والاهداف المدنية كلها، لن يتوقف عن خططه وهو غير آبه بالمواثيق والقوانين الدولية، وعليه فإن وضع القوات الدولية يطرح علامات استفهام عن وضعها المستقبلي، في ضوء التصعيد «الإسرائيلي» الكبير الذي يضع مستقبل وجودها واستمرار عملها على المحك.


الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية